قال خبراء في علم الأحياء إن التجويع المتمثل في تقليل عدد السعرات الحرارية قد يطيل أعمار الديدان والفئران بنسبة تصل إلى 50% لكنه لا يطيل أعمار البشر.
وأوضح باحثان من جامعة كاليفورنيا أن نموذجا حسابيا أظهر أن العيش طوال العمر على نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية لا يمد في أعمار البشر إلا بنسبة 7% تقريبا على عكس حيوانات أصغر حجما يمكن أن يكون للتجويع فاعلية أكبر في إطالة أعمارها.
وقال جون فيلان ومايكل روز إن هذا يرجع إلى أن تقليل السعرات الحرارية يؤثر بشكل غير مباشر على أعمار البشر. ويختبر باحثون من جامعات مختلفة ومن المعاهد القومية للصحة هذه النظرية على جماعات تخفض السعرات الحرارية في غذائها إلى الثلث على أمل أن تعيش من 120 إلى 125 عاما بصحة جيدة.
وتحظى فكرة تقليل السعرات الحرارية بتأييد متزايد مع اختبار العلماء لها على أعداد متزايدة من الحيوانات. ومن السهل إظهار أن الكائنات ذات الأعمار القصيرة مثل الفئران والأسماك والعناكب تعيش لفترات أطول إذا أكلت أقل.
غير أن فيلان وروز كتبا في تقريرهما الذي نشرته دورية "أبحاث الشيخوخة" (Aging Research) أن طول العمر ليس سمة قائمة بذاتها, "إنه تراكم تاريخ حياة معقد مصحوب بنطاق واسع من الأنظمة النفسية يشمل الأمراض المزمنة".
وأوضح الباحثان أن تجويع الفئران على سبيل المثال يخفض خصوبتها وهو بدوره يطيل العمر لأن الحيوان لا يرهق بتكرار التزاوج والحمل وما يترتب عليه من إفراز الهرمونات في الجسم. وتوصلا إلى نموذج حسابي يستند إلى الآثار المعروفة للسعرات الحرارية وطول العمر.
وقالا إن في اليابان على سبيل المثال يبلغ متوسط السعرات الحرارية في طعام الرجال 2300 سعرة يوميا. ومتوسط عمر الرجل الياباني 76.7 عاما. وأضافا أن مصارعي السومو يتناولون في المتوسط 5500 سعرة في اليوم ويبلغ متوسط أعمارهم 56 عاما.
ويأكل سكان جزيرة أوكيناوا كميات أقل من متوسط ما يتناوله بقية اليابانيين لكن أعمارهم ليست أطول منهم إلا بقليل.
وكتب فيلان وروز أن الحسابات التي تستند إلى بيانات أوكيناوا ومصارعي السومو تشير إلى أن اليابانيين إذا خفضوا ما يتناولونه من سعرات حرارية إلى 1500 سعرة فقط في اليوم فسيظل متوسط الأعمار في اليابان أقل من 82 عاما.