تزداد حاجتنا للضحك.. مع ارتفاع معدلات معاناة الإنسان ولم يعد الضحك من أجل السرور والانبساط وتضييع الوقت بل صار الضحك ذا فائدة عظيمة على الصحة. ويقول د. لاوس ليونج داهل ، بأن الضحك يجب أن يدون في وصفات العلاج مثل الأدوية الأخرى بعد التأكد من تأثيره القوي على صحة الإنسان
.. ففي مجال الأمراض الجلدية.. اتضح أن الضحك يقوم بتخفيض مستوى المركبات الطبيعية التي يفرزها الجسم والتي تستجيب لأنواع كثيرة من الأمراض الجلدية وبذلك يقلل من أثر العدوى بل ويساعد عل مقاومة الجسم للمرض الجلدي. والضحك يساعد في علاج الأمراض التي تتراوح ما بين آلام الأسنان وتصلب الشرايين. وإذا ارتفع معدل الضحك إلى "القهقهة العالية" فإنه يؤدي إلى تخفيض مستوي ضغط الدم والضحك مطلوب للسيدات اللاتي يشعرن بالألم في العضلات أو بالالتهاب في بعض مناطق الظهر بشرط أن يستمر العلاج بالضحك فترة لا تقل عن 13 أسبوعاً وهي كفيلة بإزالة الألم وزرع الأمل والتنويه بصحة جيدة.
الضحك مرتبط بالصحة لأنه يحرك ويزيد انتاج انزيم "الاندورفينز" ويطلق عليه "قاتل الألم" الطبيعي ويقوم الجسم بتصنيعه لتخفيض التوتر والضغط وللتخلص من الألم وذلك عن طريق إغلاق وضع إشارات الألم كما أن مستويات مركبات النيتروفينز في الدم المطلوبة لنمو الخلايا العصبية تقل كثيرا مع الضحك فتعطي الاسترخاء اللذيذ وتمنع التوتر العصبي الممقوت وتزداد الفائدة مع بعض التمرينات الرياضية. ونحتاج الضحك مع الأسرة لأنه يزيد الروابط بين الأفراد ويضعهم في إطار تجارب مشتركة حلوة مع استرخاء للعضلات.. والمستجيبون للضحك يستمتعون بحياتهم ويقاومون المرض بقوة وهم ذوو جاذبية أكثر للجنس الآخر.
وقد كشفت دراسة جديدة أن الضحك يشكل قيمة، فقد توصل فريق طبي من مستشفى ماساشوستس في مدينة بوسطن الأمريكية إلى أول دليل نفسي على دور الضحك في علاج الأمراض النفسية. ويفيد الفريق الطبي أن العلاج النفسي التقليدي يجد انه من غير المناسب استخدام الضحك في العلاج النفسي أو على الأقل لم يكن يعتقد بجدوى هذه الطريقة في العلاج سابقا. لكن البحث الحالي يشير إلى الضحك يعد حاسة للتواصل أكثر من مجرد كونه وسيلة للمرح. ويذهب الأطباء إلى ابعد من ذلك بالقول أن الضحك المشترك بين المعالجين النفسانيين والمرضى يؤدي إلى تعميق الروابط بين الطرفين مما يوجد رابطة بين الطرفين.
ويخلص العلماء إلى أن المريض الذي يقوم بالضحك هو في الحقيقة يحاول أن يعبر عن المزيد مما يشعر به والذي يعجز عادة عن التعبير عنه بالكلام لطبيبه المعالج أي أن الضحك يعتبر مؤشرا إلى أن الموضوع الذي يتم الكلام حوله لا زال مشحونا. بالنتيجة تشير الدراسة إلى أهمية أن يولي الأطباء المعالجين اهتمام اكبر عندما يقوم المريض بالضحك أثناء جلسة العلاج والى ضرورة فهم الكلام الذي يقوله المريض مباشرة قبل أن يضحك. هذا وأثبتت الدراسات الحديثة أن للضحك فوائد طبية مرافقة لما نشعر به من الراحة النفسية، ويقول الأطباء إن الضحك مرات عديدة في اليوم ينعش القلب ويبقيه بصحة جيدة ويقلل من الإصابة بتجلط الدم.
واليك أهم هذه الفوائد..
* الضحك يؤدي إلى تحسن عمل نظام المناعة في الجسم وذلك عن طريق زيادة إنتاج خلايا تسمى (T-cells) و التي هي مسؤولة عن مقاومة العدوى و تحفز الجسم على الشفاء السريع من الأمراض.
* إن الضحك يقوم بتخفيض نسبة الكوليسترول في جسمك، وهو هرمون يسبب الضغط و يؤدي إلى خفض قدرة جهاز المناعة في الجسم.
* إن عملية الضحك تحفز الجسم على إنتاج (endorphins) وهو مسكن الألم الطبيعي الذي ينتجه الجسم، الأمر الذي يساعد في التخفيف من حدة الألم وكذلك يساعد في تحسين المزاج بشكل عام.
* تبين أيضا أن بعد الانتهاء من الضحك فإن ضغط الدم وسرعة نبضات القلب تنخفض بشكل ملموس، كذلك فإن الضحك يساعد في التخفيف من توتر العضلات.
* الضحك والمرح يساعد في إيجاد علاقة زوجية اكثر استقرارا و راحة لان الضحك يساهم في نزع فتيل التوتر في العلاقات، كما أنه يفتح طرق الاتصال و يوجد المشاركة بين الأزواج.
* الضحك يخفف من وطأة أعباء الحياة على كاهلك ويؤدي إلى التخفيف من نزعتك نحو الكمال و يزيد من قدرتك على التكيف مع المتغيرات المحيطة بك..