أفادت دراسة جديدة أجراها فريق بحث من مركز أندرسن لأبحاث السرطان بجامعة تكساس الأميركية، أن تناول الخضراوات والأغذية المحتوية على أنواع ضعيفة من هرمون الإستروجين قد يقلل مخاطر إصابة المدخنين وغير المدخنين بسرطان الرئة.
ولاحظ الباحثون أن المرضى المشاركين في الدراسة والذين تناولوا كميات أكبر من الأغذية المحتوية على الإستروجين النباتي، انخفضت مخاطر إصابتهم بسرطان الرئة بنسبة 46% مقارنة بمرضى تناولوا كميات أقل من هذه الأغذية.
وشارك في الدراسة 3500 شخص من البالغين، ما يجعلها أكبر مشروع بحثي يستهدف اكتشاف ارتباط بين الإستروجين النباتي واحتمالات الإصابة بسرطان الرئة بين سكان الولايات المتحدة. وظهرت نتائج الدراسة في عدد الأسبوع الماضي من مجلة الجمعية الطبية الأميركية JAMA.
كما وجد الباحثون فوائد أخرى -متعلقة بالنوع- لتعاطي الأغذية الغنية بمختلف أنواع الإستروجين النباتي, فقد انخفضت مخاطر الإصابة لدى الرجال الذين تناولوا أكبر كميات من أيسوفلافينات الصويا بنسبة 72%, كما انخفضت مخاطر الإصابة لدى النساء اللاتي تناولن أكبر كميات من الفاكهة والخضراوات بنسبة 41%، وانخفضت المخاطر أكثر لدى النساء اللاتي تعاطين -إضافة إلى الفاكهة والخضراوات- علاجا تعويضيا بالهرمونات.
وخلصت الدراسة إلى نتائج مثيرة تدعم دراسات سابقة وجدت أن مكونات الغذاء المشابهة للإستروجين قد تساعد على الوقاية من الإصابة بسرطان الرئة وغيره من السرطانات، رغم أن هذا النمط من الدراسات له محدودياته المعروفة لأنه يعتمد على تذكر المشاركين ما تناولوه من غذاء على مدى الشهور الماضية، ما يتطلب المزيد من البحث للتحقق من صلاحية النتائج.
ومن النتائج أيضا أن الأفراد غير المدخنين الذين تناولوا كميات كبيرة من الأغذية الغنية بالإستروجين النباتي انخفضت مخاطر إصابتهم بسرطان الرئة، إذ أن نسبة 15% من مرضى سرطان الرئة هم من الذين لم يدخنوا طيلة حياتهم.
ورغم أنها جاءت واعدة كما تبدو، فإنه لا يجوز النظر إلى تلك النتائج كتصريح بالاستمرار في التدخين بحجة أن المدخن زاد من استهلاكه للخضراوات, وتبقى النصيحة الأفضل للوقاية من السرطان الإقلاع عن التدخين. ومن الواضح أنه يمكن للجميع الاستفادة من النظام الغذائي الصحي وممارسة التمرينات الرياضية.
وتظل النتائج تشير عموما إلى أن تناول كميات كبيرة من هذه الأغذية قد أدى إلى خفض مخاطر الإصابة بسرطان الرئة، وهي نتيجة أولية تستحق مزيدا من المتابعة.