توصلت دراسة أكاديمية حديثة في النرويج إلى أن عقار سيروكسات (Seroxat) الذي يعطى لمرضى الكآبة له "علاقة قوية" بهواجس التفكير في الانتحار.
ويرى مراقبون أن هذه المعلومات ستمكن عددا من المتضررين لاعتمادها من أجل مقاضاة شركة GLAXO SMITHKLINE المنتجة لهذا العقار الذي يعرف بدواء السعادة.
وفي اتصال مع الجزيرة نت أكد البروفيسور بانت نادفيغ -وهو من جامعة أوسلو وأحد أعضاء الفريق العلمي الذي يقف وراء نتائج الدراسة- أن الدراسة عبارة عن تحليل لمعلومات مخبرية وتجارب عملية متعلقة بهذا الدواء ظهرت منذ حصوله على الترخيص لاستخدامه كأحد الأدوية للمستهلكين.
وقال نادفيغ إنهم اعتمدوا دواءين لعلاج مرض الكآبة، وأحاطوا الدراسة بسرية تامة في وصف الدواءين لـ1500 مصاب بالكآبة، وتم إعطاء دواءي Seroxat وبلاسيبو (placebo) للمرضى دون أن يعلم هؤلاء ولا أطباؤهم بأسماء الدواءين المستخدمين كعلاج لحالاتهم.
وأكد نادفيغ أنه ثبت أن سبعة أشخاص من الذين تناولوا Seroxat حاولوا الانتحار مرارا، بينما لم تثبت إلا حالة واحدة بشأن من تناولوا الدواء الثاني، وهكذا ثبت أن العلاقة بين استعمال دواء Seroxat والتفكير في الانتحار مرتبطة بشكل مخيف، على حد تعبير نادفيغ.
وأشار نادفيغ إلى أنه ورئيس الفريق العلمي إيفار آورسناس وإنقين تفاتي ويورين قوسمير وهم جميعا من جامعة أوسلو قاموا بعمل جدير بالتقدير رغم قلة المعلومات التي يقدر أنها كانت مهمة للمتابعة والدراسة والتحليل، مؤكدا أن الدراسة أخذت بعين الاعتبار الفترة التي استغرقها تناول الأدوية وأعداد المجموعتين.
وتجدر الإشارة إلى أن 160 ألف شخص في النرويج يستعملون يوميا مستحضرات "إس إس أر آي" (SSRI) التي تشتمل على دواء Seroxat.
وكانت نتائج تلك الدراسة تسربت إلى وسائل إعلام نرويجية فأثارت ردود فعل قوية من جهة شركة صنع الدواء العملاقة GLAXO SMITHKLINE، إذ ادعت الشركة حينها أن الباحثين ارتكبوا خطأ في أسلوب بحثهم مما يقلل من أهميته ويدفع لعدم الثقة في نتائجه، واتهمت الشركة فريق البحث النرويجي بالانتقائية في تناول المعلومات، ووعدت بدراسة هذه الاستنتاجات والتأكد من نوعية المادة التي استعملت كمقدمة لهذه النتيجة.