سم العنكبوت لعلاج القلب
قال علماء أمريكييون أن سم العناكب الذئبية ترانتشولا قد يساعد في عدم الإصابة بحالة إنقباض القلب .
وتؤدي هذه الحالة إلى اختلال نبض عضلة القلب. وينجم عن ذلك فشل في ضخ الدم ، وقد ينتهي الأمر إلى وفاة المصاب إذا تأخر علاجه.
ويلجأ الأطباء عادة في هذه الحالة إلى الاستعانة بصدمات كهربائية لإعادة القلب إلى وتيرة خفقانه العادية.
لكن مجلة نيتشر أوردت أن باحثين من جامعة ولاية نيويورك الأمريكية اكتشفوا بروتينا في سم عناكب الترانتشولا، يمكنه أن يقدم علاجا لهذه الحالة في المستقبل.
وتعود الإصابة برجفان القلب إما إلى حصول نوبة قلبية أو وقوع صدمة للجسد، كأن يتعرض الصدر لضربة قوية. وقال البروفسور فريديريك ساخس من فريق الباحثين: إن القلب يحوى أجهزة استقبال مخصصة للمواد المستقدَمة ميكانيكيا، مما يؤدي إلى توليد شحنات كهربائية. ومضى قائلا في تصريح لبي بي سي أونلاين: تتكون هذه المستقبِلات من نحو عشرة ملايين خلية في القلب، وهي قابلة للتحفيز ومترابطة في ما بينها. وتؤدي
الارتباطات الكهربائية في ما بينها إلى صدور نبض القلب بشكل متزامن. ولكن حين يحصل مشكل ما فإن القلب يفقد انسجام خفقانه ويقع المشكل حين تتمطط أنسجة القلب نتيجة للمرض أو لحصول صدمة خارجية وتؤدي التغييرات الميكانيكية في أنسجة القلب المتمططة إلى حصول بلبلة في المستقبلات، تتولد عنها إشارات كهربائية عشوائية، تسبب بدورها ارتعاشا مضطربا في أنسجة القلب المحيطة.
وقد انطلق البروفسور ساخس وفريقه في رحلة للبحث عن مادة كيماوية تقلل من اضطراب النبض، فوجدوا ضالتهم بين فكَّيْ العنكبوت الذئبية إذ تبين أنه بإمكان بروتين موجود في سم هذه العنكبوت الكبيرة الحجم، أن يوقف النبض العشوائي ويسمح بالتحكم في حركة القلب . وأظهرت تجارب أجريت على قلوب أرانب أن البروتين أوقف في بعض الحالات رجفان القلب بشكل تام. والمثير للاهتمام هو أن تأثير هذا البروتين لا يظهر سوى على عضلات القلب المتمططة. وظهر أن استخدام كميات كبيرة من البروتين لا تكون له أي آثار جانبية
على أنسجة القلب السليمة، مما يعني أن مخاطر تعاطي هذا الدواء محدودة.
وقال البروفسور ساخس: إنه لمن المهم جدا ثبوت صحة هذا. وقد أثار احتمال استخدام عقار لعلاج هذا المرض الواسع الانتشار والقاتل اهتمام العديد من شركات صناعة الأدوية.