اذا كنت تذوقت الطماطم البرية فلقد استمتعت بمذاق جميل ونكهة قوية وستعلم بأنها تختلف كثيراً عن تلك التي توجد علي أرفف المحلات والتي يبدو شكلها رائع – شديدة الاحمرار – ولكن طعمها مثل الورق المقوي.
فالعالم “آن باول” من جامعة كاليفورنيا أكتشفت ان المزارعين قامو عن دون قصد بتدمير نكهة الطماطم باختيارهم الانواع التي نضجت معا ويبدو شكلها جيد، فهذا الشكل الجمالي نتج عن طريق تغيير في جين واحد والذي يوثر أيضا في نكهة الفاكهة.
الطماطم البرية قبل ان تنضج يكون لونها اخضر غامق بالقرب من الجذع واقل خضرة عند اخر الثمرة. ففي ال70 سنة الماضية فضل مزارعي الطماطم الثمار متجانسة اللون وذات اللون الاخضر الفاتح لانها تنضج بشكل متوازن، مما جعل شكلها مريح للمستهلكين وايضاً يكون من السهل معرفة انها نضجت، هذه السمة يتم التحكم بها عن طريق مجموعة من الجينات يرمز لها بحرف u، وقد اوضح باول ان هذه المنطقة تحتوي علي ثمانية جينات واحد منها يؤثر في لون الطماطم ويطلق عليه سي آى جي إل كي 2.
و جين “سي آى جي إل كي 2 ” يتحكم في سلوك مئات الجينات الأخري، فنصف هذه الجينات تشترك في انتاج الكلوروبلاست وهو البنية الصغيرة في الخلايا النباتية التي تمكنها من جني الطاقة من الشمس وإنتاج غذائها، وهي محركات للتمثيل الضوئي، وتمنح أيضاً الأنسجة النباتية لونها وهذا لاحتوائها علي صبغة الكلوروفيل الخضراء
إذا متي نشط “سي آى جي إل كي 2″؟، ففي الطماطم البرية سي آى جي إل كي 2 نشط اكتر بثمان أضعاف بالقرب من الجزع عن نهاية الثمرة وهو ما يفسر لماذا يصتبغ النصف العلوي من الثمرة بلون اخضر غامق عما هو سواه.
ففي الثمار متجانسة اللون سي آى جي إل كي 2 حدث به طفرة جينية وتغيير في ال دي ان ايه الخاص به -وهذا التغيير البسيط ادى إلي توقف إنتاج بروتين معين مما نتج عنه عدم إنتاج الكلوروبلاست بصورة صحيحة، فلا يزيد مستوي الكلوروفيل، مما لا يجعل الطماطم تكتسب اللون الاخضر الغامق ، وذلك هو السبب الذي يجعل المزارعين يفضلون علي ذلك النوع.
ولكن تللك التغيرات تؤثر ايضا علي نكهة الطماطم، فخلال التمثيل الضوئي يتحول ثاني اكسيد الكربون والماء إلي سكر واكسجين، فاذا قمنا بتقليل عدد الكلوروبلاست، فسوف نقلل من مستوي التمثيل الضوئي نتحصل علي ثمار تحتوي انسجتها علي مستوي قليل من السكر، ولهذا السبب ستجد ان الطماطم التي تباع في المحلات لن تعطيك نفس النكهة الجيدة الذي ستتركه الطماطم البرية في طعامك.
في آمان الله