العنكبوت المسمى أوليوس كوينوبيتوس
خلق الله كل الكائنات والمخلوقات على الارض وخلق لها الجو
المناسب الذي تستطيع التعايش فيه، وبعض المخلوقات نجد ان الله
قد منحها من الحيل والمواهب ما يصعب على العقل البشري ادراكة
كي تحمي نفسها من ظروف البيئة او افتراس المخلوقات الاخري لها،
وافضل مثال على هذا هو العنكبوت المسمي أوليوس كوينوبيتوس
وبالانجليزية Olios coenobitus، فمجرد وجود ذالك العنكبوت الصغير
بين الاشجار يجعله عرضة كبيرة للافتراس من قبل النمل او الحرارة او
الكائنات الاخرى، لكن الله قد حماه بحيلة يقوم بأستخدامها، وهي
حماية نفسة عن طريق الاختباء داخل احدي القواقع الفارغة، فيقوم
بربط خيوطه على القوقعة ويبدأ بسحبها نحو الشجرة خطوة بخطوة
حتى يسحب كامل القوقعة ويستطيع بعدها الاختباء فيها من الحرارة
والاعداء في الخارج.
هذه المقدرة العجيبة جعلت فريق تصوير هيئة الإذاعة البريطانية BBC
أكثر اصرارا على تصوير هذا العنكبوت الغامض و الذي قل ذكره في
الدراسات و البحاث العلمية.
وعندما قرر فريق بي بي سي تصوير هذا النوع من العناكب الذي تم
اكتشافه عام 1926 ، قاموا بالاستعانة بأهالي المنطقة في مدغشقر
لمعرفه أماكن تواجده و قد أخبرهم الأهالي بأنهم يلتقطونه من داخل
القوقعه لإطعام الدجاج.
الان و بعد تحديد أماكن تواجده واجه الفريق مشكله أخرى في تصوير
الفيلم و هي أن نشاط العنكبوت يكون ليلا و انه حساس للضوء مما
دعاهم الى استخدام كاميرات خاصة تعمل بالأشعة تحت الحمراء كما
امتلأت أجواء العمل بالهدوء و ضبط النفس لأن أبسط حركة تجعل
العنكبوت يدخل عميقا الى القوقعة.
الخيط الممتد من غصن الشجرة الى الأسفل هو المرساه التي يرتكز
عليها العنكبوت في نسج خيوطه على القوقعة و التي يصعد من
خلاله الى الغصن رافعا معه القوقعة و قد يضطر في بعض الأحيان
الى صنع أكثر من خيط دعامي لمنع سقوط القوقعه بفعل الهواء.
عملية الرفع هذه لقوقعة يزيد وزنها عن عشرين ضعف وزن العنكبوت
قد تاخذ أكثر من نصف ساعة منه و هو جهد عظيم يبذله العنكبوت
للاختياء من المفترسين لأن مجرد الاختباء على الارض يجعل
العنكبوت عرضة للهلاك بفعل الحرارة أو النمل أو غيرها.
دمتم في حفظ الله