كثير من الناس قد يحتاجون في بعض الأحيان إلي قرار صائب وحاسم يحدد مصير حياتهم ولكن بترددهم وعدم ثقتهم بأنفسهم يجعلهم يخسرون الكثير من الفرص والمواقف.
بداية فإن القرارات في حياتك ليست سواء، فهناك قرارات فردية تخصك وحدك كأن تشتري حذاء او فستان، فهذا أمر محدود فإن وقع فية خطأ فأنت من تتحملينه، وإن كان به ضرر فدائرته محصورة بك وحدك.
لكن إذا كان القرار يخص جمعا من الناس فإنه يكون أكثر حساسية وأهمية، ولا بد له أخذ المزيد من الأسباب التي تضمن صوابه، وهناك قرارات عادية كأن تختاري لصديقتك هدية، وأخرى مصيريه كأن تختاري تخصصك الدراسي أو تتقدمي لوظيفة.
لذلك لا ينبغي لك أن تزيدي من التفكير وبذل الجهد في قرار عادي يتكرر بينما تتخذين قرارا مصيريا في جلسة لشرب الشاي..!
فكيف يمكننا التحلي بمهارة اتخاذ القرار والتخلي عن مشاعر الخوف والتردد حتي نكون قادرين علي تحمل مسئولياتنا والمشاركة بإيجابية في بزوغ فجر جديد علي وطننا؟
يقول دكتور عصام قمر رئيس المؤسسة المصرية للاستشارات العلمية وتنمية الموارد البشرية، في حديثه لمجلة "حريتي" أنه لابد لنا من بعض الخطوات اللازمة لصقل مهاراتنا حتي نستطيع اتخاذ القرار المناسب، ومنها التعلم من الأخطاء. والاعتراف بمواطن القوة والضعف بداخلنا لأن النظرة الصحيحة لصفاتنا ستساعدنا علي دقة الاختيار وبالتالي الوصول إلي القرار الصائب مع الحرص علي الموازنة بين الاختبارات المتاحة واتباع القرار الذي يفضله عقلك مع قلبك بشرط مراعاة الله عز وجل فيه.
وكذلك الآداب العامة ومصلحة الجميع. وإذا وجدت صعوبة في اتخاذ القرار امنح نفسك وقتاً أطول للتفكير. ولابد أن تكون مستعداً لتحمل مسئولية نتائج قرارك. ولا تهرب خوفاً من ألم الخسارة وذلك لأن القرار المبني علي المعرفة والدراسة دائماً يكون فعالاً حتي لو لم يكن كاملاً.
هناك بعض العوامل التي قد تؤثر علي سلوك الفرد عند اتخاذ القرار، كما يوضح د. عصام، ومنها القيم والمعتقدات، فالقرار لابد أن آخذه في ضوء الإطار الثقافي الذي أعيش فيه، خاصة أن لكل فرد شخصيته وأفكاره التي تؤثر بدورها عليه. ولا يمكن أن نغفل الطموحات والميول التي تلعب دوراً مهماً عند اتخاذ القرار.
ضبط النفس
هناك ايضا بعض العوامل النفسية التي تؤثر علي استراتيجية اتخاذ القرار بداخلنا لذا ينصح د. عصام بضرورة ضبط النفس، والسيطرة علي التوتر وعدم الاضطراب أو الحيرة والتردد حيث يترك ذلك أثراً سلبياً في انجازات العمل وتحقيق الأهداف والآمال التي نسعي إليها.
بعض الآباء والأمهات قد يقعون في خطأ جسيم وهو اتخاذهم للقرارات الخاصة بأبنائهم بدافع الحب والخوف عليهم دون أن يدروا أن هذا التصرف قد يذهب بمستقبلهم إلي حافة الهاوية نظراً لعدم قدرتهم بعد ذلك علي إبداء الرأي أو اتخاذ أي قرارات مهمة بحياتهم.
وهناك العديد من العوائق التي تعترض التفكير واتخاذ القرار منها:
التورط العاطفي: فالمشاكل العاطفية تؤثر سلباً في حكمك. كذلك قد تكون العاطفة سبباً في اتخاذ موقف لا يتفق مع المبدأ أو يخالف ما ينبغي ان يكون علية الانسان. لاشك ان العاطفة مؤثرة في القرارات لكن اذا بلغت العاطفة أصبح القرار أبعد عن الصواب.
القرب من القرار: سوف تحصل على قرار أفضل عندما تنظر إلى الموضوع من بعد.
الافتقار إلى الوقت: قد تكون العجلة سبباً في رداءة قرارك.
الضغط من الآخرين: توقعات الآخرين عنك قد تؤثر في قراراتك.
تقليد الآخرين: وذلك باتخاذ قرارات اتخذها غيرنا رغم ان ظروفه تختلف عن ظروفنا ووضعه يختلف عن وضعنا.
واجهي الفشل
مواجهة الفشل أمر حتمي في حياة أي إنسان لذا يجب ألا نخشي فكرة اتخاذ القرار، كما يؤكد دكتور علي سليمان أستاذ الإرشاد النفسي بمعهد الدراسات التربوية، وذلك لأن الأمل في تحقيق الأهداف هو السر الذي سيمكننا من إبداء القرار الصحيح.. ولكن هذا يعتمد علي الطاقة النفسية الإيجابية الموجودة داخل الإنسان والتي تحتاج لنموها نوعاً من الجرأة. والثقة بالنفس. وعدم الخوف والقدرة علي المواجهة.. للدفاع عن قرارك إن كان صحيحاً.
حتي تتكون هذه الشخصية الإيجابية التي لا تقبل الظلم وتقيم العدل لتغير المجتمع إلي الأفضل.. أطالب بإنشاء مراكز لتعليم الآباء والمعلمين كيفية اتخاذ القرار. حتي يمكنهم نقل المعرفة للأجيال القادمة. بالإضافة إلي تدريس مناهج تحث علي السلوك الاستقلالي. حتي نستطيع معرفة من نحن؟؟. وماذا نريد؟؟!! ونتعلم كيف نختار المسار الصحيح والقرار الصائب.
أما عن الخطوات التي لابد أن نتبعها لنتعرف علي كيفية اتخاذ القرار بشكل مستقل. فهي تبدأ بتحديد الهدف بوضوح ثم تطرح الاحتمالات المناسبة مع الحرص علي جمع المعلومات لمعرفة إيجابيات وسلبيات القرار، وبالتالي نتمكن من السيطرة علي أكبر المخاوف التي تعوق تقدمنا في الحياة وهي صعوبة اتخاذ القرار.
الرئيسية
البوابة
