- أمراض القلق من أكثر الأمراض انتشاراً بمختلف أنواعها، وتكون أعراضه بصورة دائمة فى صورة:
- شعور بالهلع أو الخوف الشديد "Overwhelming".
- عدم القدرة علي التحكم في وساوس فكرية.
- ذكريات مؤلمة تعيد الإنسان لمعايشة الحدث.
- غثيان.
- تصبب العرق.
- واهتزازات عضلية مع الشعور بعدم الراحة الجسدية.
إن القلق النفسي يختلف عن الشعور بالعصبية والقلق الذي يسبق حدوث شئ معلوم، حيث أن القلق النفسي يكون لا سبب له ولا يمكن التحكم في إيقاف الشعور بالقلق. وفي الحالة المرضية يكون القلق أحد أسباب عدم التقدم أو التفكير في حل.
في حالة عدم العلاج يكون الشخص المصاب بأحد أنواع القلق في حالة من الخوف الشديد والرعب مما قد يؤثر علي حالته العملية والفكرية مما يؤدي إلي خسارته علي الصعيد العملي والاجتماعي.
من حسن الحظ أن هذه الأمراض تستجيب للعلاج الدوائي والسلوكى وإن كانت تحتاج لبعض الوقت والمثابرة والمتابعة علي العلاج مع القيام بالتغير السلوكي المطلوب من المريض.
* أنواع أمراض القلق:
أ- الهلع:
وهو قلق نفسي حاد يتميز عن غيره من الأنواع بشده الأعراض وحدوثها فجأة دون سابق إنذار، مع الشعور بأن المريض سوف يموت في هذه اللحظة وقد تتطور الحالة إلي تجنب المواقف التي حدثت فيها أعراض الهلع، فمثلاًً إن حدثت في الشارع يتجنب المريض الخروج إلي الشارع، حيث تسيطر عليه فكرة أن الموت سيدركه ولن يكون هناك منفذ له.
- الأعراض الأساسية هي:
- ضربات قلب سريعة وعنيفة.
- تصبب العرق.
- ارتعاش الأطراف.
- عدم القدرة علي التنفس بشكل طبيعي.
- إحساس بالاختناق.
- غثيان وآلام بالبطن.
- دواروشعور بعدم توازن.
- الشعور بعدم القدرة علي التحكم وأن المريض سيفقد عقله أو يموت.
- تنميل في الأطراف.
- رعشة فجائية وحدوث نوبات سخونة بالجسم.
بما أن هذه الأعراض تحدث فجأة وبدون سبب محدد فإن أغلب المرضى يشعرون كأنها ذبحة صدرية.
ب- الخوف الشديد:
جميعنا نشعر بالخوف في بعض الأحيان، ولكن الخوف الشديد المرضي يكون المريض نفسه مدرك بعدم جدواه، أنه لا يستحق هذا الكم من الخوف ولكنه لا يستطيع التحكم في هذا الخوف، وعادة ما يكون الخوف مرتبط بأشياء معينه أو أنشطة محددة أو أحياناًً مواقف بعينها قد يكون هذا الخوف بدرجة عالية بحيث يجعل الإنسان يتجنب هذه المواقف أو الأماكن مما يؤثر بصورة سلبية علي حياته العملية.
فمثلاً إذا كان الخوف من التحدث أمام الأغراب أو أشخاص لا يعرفهم الإنسان ويؤثر بصورة سلبية علي حياته الاجتماعية مما يؤدي به إلي الانطواء.
-وهنالك ثلاثة أنواع أساسية من الخوف:
1- الخوف الشديد من شئ محدد:
وهو شعور بخوف حاد وشديد يصعب التحكم به عند التعرض لموقف أو خوف من شئ ما (منظر الدم - نوع من الحشرات - الإبر) والتي تعتبر غير مؤذيه في الحالات العادية.
هؤلاء الأشخاص مدركين أن مخاوفهم لا أساس لها وهي زائدة عن المفروض ومبالغ فيها ولكنهم لا يستطيعون السيطرة علي الشعور بالخوف الداهم الذي ينتابهم.
2- الخوف الاجتماعي:
وهو الخوف الشديد الذي يصاحب المريض عندما يتعرض لموقف اجتماعي معين مثل التحدث أمام مجموعة من الأشخاص أو إلقاء محاضرة أمام جمع الناس. حيث يشعر الشخص بكم من القلق الشديد وضربات قلب سريعة - عرق شديد - رعشة باليد - رغبة بالتبول ورهبة شديدة للموقف.
3- رهاب الساحة:
الخوف من التعرض لنوبة هلع في أماكن عامة يصعب الهروب منها ومن شدة الشعور بالخوف يتجنب المريض التواجد في هذه الأماكن العامة مما له تأثير علي نشاطه اليومي وحياته الاجتماعية.
ج- الوسواس القهري:
وهو تردد أفكار غير منطقية علي ذهن المريض بصورة مزعجة له نفسه لأنه يدرك أنها غير سليمة ولكنها تثير في نفسه قلق شديد يدعوه في أغلب الأحيان للقيام بأفعال بصورة متكررة علي أمل التخلص من هذه الأفكار ولكنها تظل تردد بداخله مما يدخل المريض في حلقة مفرغة من وساوس فكرية.
ولكي تكون الفكرة قريبة من القارئ فلنأخذ وساوس النظافة كمثال. هنا تسيطر علي المريض فكرة تلوث اليد مما يسبب له انزعاج شديد وقلق نفسي حاد مما يدعوه إلي غسل الأيدي عدة مرات بأسلوب معين متكرر ولكن في كل مرة يغسل يده فيها لا يزال يشعر بأن يده ما زالت غير نظيفة وتسيطر فكرة اتساخ اليد علي ذهن المريض مما يجعله يغسلها مرة ثانية وثالثة ورابعة ... وهكذا.
وتوجد أمثلة عديدة - هل أغلقت الباب جيدا هل أغلقت الشبابيك هل كتبت الأرقام بصورة صحيحه وفي كل مرة تردد هذه الفكرة لأوقات طويلة. يتبعها القيام بعملية تأكد بصورة متكررة وبنفس النمط.
ويجب الأخذ فىالاعتبار أن المريض نفسه يشعر بعدم صحة هذه الفكرة ولكنه لا يستطيع أن يمنع نفسه من التفكير فيها والتأثير بها والقيام بعمل شئ يقلل من شأنها.
ومن الملاحظ مدى المعاناة التي يعانيها مريض الوسواس القهري ومدى تدخل هذه الأفكار في سير حياته اليومية. حيث أنها تعطله عن عمله وعن الاشتراك في الحياة الاجتماعية أو العملية.
د- كرب ما بعد المآسي:
وهو نوع من الاضطراب النفسي الذي يحدث لهؤلاء الذين يتعرضون إلي حدث في حياتهم حيث تكون حياتهم وشعورهم بالأمان مهدوم مثل اختطاف طائرة أو الزلازل أو حرائق في المنزل.
- ويتميز هذا المرض بشعور المريض بأنه:
- فاقد للشعور ولا يستطيع أن يتعايش مع الأحداث حوله.
- دائم التفكير في الحادث الذي تعرض له وكأنه يمر به مرة أخرى.
- شعور بالقلق الدائم وعدم الأمان وكأنه كارثة أخرى سوف تحدث.
عادة ما يصاب هؤلاء المرضي بالاكتئاب النفسي الحاد وهؤلاء المرضي بحاجة إلي العلاج النفسي فور وقوع الحادث حتى يتمكنوا من اجتيازه بأقل خسائر نفسية.
هـ- القلق النفسي العام:
وهو حالة من القلق المستمر الزائد عن الطبيعي يشعر به المريض بصورة مزعجة، لا يستطيع معها التكيف أو القيام بأعماله اليومية أو المشاركة في الحياة الاجتماعية.
يكون هنا المريض في حالة قلق - عصبية - كثير الاهتمام بالأمور الصحية والعائلية - دائم التوقع السيئ ويستثار من أقل مؤثر خارجي أو داخلي - له ردود أفعال عصبية وعنيفة غير متناسبة مع حجم الفعل الأساسي.
حالات القلق بمختلف أنواعها تعالج أساساًً بمضادات القلق المختلفة مع وجود علاج سلوكي معرف في صورة جلسات علاج نفسية يساعد المريض علي اجتياز هذه المرحلة والعودة إلي طبيعته الأولية.
*الشخصية المتقلبة..
د. اسعد الامارة - السويد
تعارف الناس فيما بينهم ان الانسان السوي به من المميزات الواضحة التي يستدل بها من سلوكه ، واول هذه الميزات المرونة مقابل الابتعاد عن التصلب والجمود ، والمرونة تعني مواجهة المواقف الحياتية والتغيرات الضاغطة في مسيرة الحياة بكل شجاعة وحزم ، فكلنا نواجه الاحداث والصراعات الخارجية ونبذل مجهوداً حثيثاً لمحاولة حسمها ، ففي علاقتنا مع زوجاتنا نواجه احياناً احداثاً ، وكذلك عند توجيه ابناءنا وفي طريقة تربيتهم واسلوب ممارسة الحياة وكذلك في اماكن العمل ، ونتخذ القرارت التي تنبع من دواخلنا بغية حسم الامور بالتوافق والرضا مع الاحساس التام بأهمية هذه القرارات ومدى ثباتها ، حتى بات الناس يتعاملون مع بعضهم البعض بكل ثقة عبر ما ينطقون به ويتفوهون به ، ويؤكدونه ذلك في تصرفاتهم وسلوكهم حتى بات السلوك القريب الى الثبات في الرأي والدفاع عنه سمة من سمات تحضرالافراد و الشعوب ، ونبذت هذه المجتمعات سمة الكذب او التبرير الزائف للاقوال والافعال او التلون في السلوك وما الى ذلك من صفات سيئة .
اننا الان امام نمط من الشخصية مازال به من السمات تختلف عن السمات الاخرى تماماً ، صاحبها لايهدأ له با ل ولا يستقر على رأي ولايمكن ان يؤخذ منه قرار واضح او صريح ، فهو يتقلب بعدد دقائق الساعة ، وله عدة اراء وخصوصاً في التعامل وازاء ذلك يقول علماء النفس ان تسمية هذه الشخصية جاءت نتيجة حالة المزاج الذي لايستقر على صورة ثابتة ، فهو سريع التقلب في الشعور والعاطفة من حالة الايجابية الى نقيضها في السلبية ، ويتأرجح في المزاج من الانفعا ل الى الهدوء والسكينة ،و من حالة الفرح والسرور الى حالة الحزن والغم حتى رأى البعض من علماء النفس ان نمط هذه الشخصية اكثر ميلا للشخصية الفصامية لولا ا لبنية الجسمية التي تميل الى البدانة فمعظم الفصاميين هم من اصحاب البنية النحيلة .
تعد الشخصية المتقلبة شخصية ذات ميل شديد للتصرف باندفاع قوي دون مراعاة لاية ضوابط او تبعات ومن صفاته ايضاً ميل الى الحدية في التصرف والسلوك ومن الصعب ان يتوافق اجتماعياً بالرغم من وجود مؤشر قوي وواضح بعدم قدرته على التوازن الوجداني ، فهو يتذبذب دائماً في اتخاذ القرار ويتذبذب بين القلق والغضب الى العصبية الزائدة فضلا عن عدم معرفته واستقراره بما يريد حتى سمي بالنزق " النوع النزقي Impulsive type " .
ومن صفاته ايضاً انه اناني وله القدرة العالية على الهروب من المواقف الحياتية التي بها تعهد او التزام او توكيد للذات ، فهو متحلل بكل معنى من كل انضباط او التزام قيمي يؤدي الى انضباط في التعامل. ويمكن القول ا ن نمط هذه الشخصية هو نمط الشخصية السلبية او العدوانية احياناً ، فعدم الالتزام والتقيد بالكلمة او العهد لدى صاحب الشخصية المتقلبة يدفع بالاخرين الى فقدان الصلة به او التعامل معه او حتى نبذه بمرور الوقت وبمرور الوقت ايضاً تصبح هذه الشخصية شاذة اجتماعياً .
تتكون هذه الشخصية بسبب القسوة في التربية خلال مراحل العمر الاولى وخصوصاً السنوات الستة الاولى ، كذلك بعد وطأة القسوة المفرطة في التعامل اثناء مراحل العمر حتى الرشد مع الحرمان من العاطفة والمحبة داخل الاسرة ، لذا فأن تربية التصلب والجمود والقسوة تترك لدى الفرد شخصية اكثر تصلباً ، لاتعرف المرونة ، وتكون متقلبة في الرأي والقرار ، ومن الصعب عليها التكيف الصحي السليم ولهذا تتكون لدى هذه الشخصية بعض السلوكيات تبدو واضحة للمقربين من ابرزها :
- الشك بالاخرين مع موقف عدائي دفين تجاههم لايظهره .
- الاحساس الدائم بأنه على شفا خطر في التعامل مع الاخرين .
- احساس داخلي باليأس .
- الشعور بالاغتراب الداخلي .
- التعامل مع الاخرين بحذر وكأنه تحت وطأة التهديد .
هذه الشخصية تواجهنا في التعامل الحياتي اليومي وتستثار بأقل حافز يوجه اليها وربما يؤدي احياناً الى عملية جذب او شد لاتفه الاسباب والامور حتى نعتقد اننا نفقد التفاهم لكثرة اللف والدوران في الحديث مع هذه الشخصية ، ويجزع البعض منا ويريد انهاء الحديث معها لكثرة التقلب في المزاج وعدم الاستقرار والوضوح في الرأي ، وكثيراً من هؤلاء الاشخاص ذوي الشخصيات المتقلبة يعترفون بأنهم متعبيّن ولايستقروا على رأي او الاعتماد على قولهم بشكل ثابت .