هاقد أشرعت الأبواب لكتابي الذي طال انتظاره, وألقت المطابع
بنسخه بين يدي قرائي الكرام ,ومع حضور هذا السِّفْرِ اندثرت
بعض خطوات العناء من حياتي وتجاوزت محطات بحث متواصل
ورحلة حافلة بكفاح مبهج قد تكحلت العين فيه بمداد الكتب،
وتنافس الجمل, وأفكار الفلاسفة والكتّاب
أضع بين يديك وبين ناظريك وداخل وجدانك هذا الكتاب
أستنهض فيه الهمة وأدعو للتفوق، وأطلق صافرة الانطلاق
للقبض على هاتيك الأحلام السارحة فيكفي تهيب من صعود
القمم، فلا مكان لك بين الحفر..بين سطوره شرارة ستشعل
إيمانك، وشحنة فكرية تستنفر في أعصابك الإيجابية، وفي
وجدانك السكينة، وفي وفؤادك الأمل والثقة
متمثلا قول أمير البيان وتاج الأدباء الكاتب الكبير مصطفى
لطفي المنفلوطي:إنما أكتب للناس لا لأعجبهم؛ بل لأنفعهم، ولا
لأسمع منهم:أنت أحسنت,بل لأجد في نفوسهم أثراً مما كتبت.
لست أزعم أنني سأقدم إليك ما تجهل، وسأعرض عليك ما لا
تعرف، أو أن هذا الكتاب سيفتح في الفكر فتحا جديدا لاعهد
للناس به فليست غايتي ولا هدفي، بل هي أفكار كقطع من
نفسي أزفها إليك، وأحسب أن فيها من جميل المعاني، وشيِّق
الحكايات، ورشيق الحرف، وخلاصة الجهد، ونتاج تأمل,,
وحسبي قارئي الكريم أن هذا الكتاب إن أَردته وجبة ذهنية
خفيفة، فافتح أي صفحة منه والتهمها، ولو أطلت خطوتك فانتقِ
فصلاً، ولا تتركه حتى تجهز عليه قراءة وتأملاً، وعلَّك تُصيب وجبة
فكرية متكاملة. وإذا كنت من أصحاب العزائم العظيمة -
وأحسبك كذلك - فابدأ من الغلاف، ولترسُ مراكب فكرك على
غلافه الأخير، وعندها أستطيع أن أقول: إن حياة جديدة لك بعون
الله قد بدأت! دعواتي بأجمل حياة تحوطكم
محبكم د. خالد
انقر بزر الفارة الأيمن و اختر حفظ الهدف باسم لحفظ الكتاب