رغم الضائقة المادية التي تعصف بالوضع الاقتصادي في فلسطين والتي دفعت
الحكومة لتأخير صرف راتب شهر أيلول وصرفه مجتزءا إلا أن الأسواق بمدينة رام
الله استعدت وتهيأت لاستقبال عيد الأضحى المبارك.
عجت الشوارع والأرصفة بالعربات وامتلأت بالبضائع والمعروضات التي
نشرها أصحابها لتغطي مساحات واسعة من الرصيف حتى أصبح المكان لا يتسع لمرور
المشاة.
شوارع ممتلئة بحركة المركبات وأرصفة انتشرت عليها بسطات الفواكه
والحلويات والالعاب والأحذية والملابس وآلاف المتسوقين ليلا نهار مع قرب
حلول عيد الأضحى المبارك.
وقال سامر بشار، الموظف في إحدى مؤسسات القطاع العام لمراسل دنيا
الوطن: " لم نلحق أخذ أنفاسنا مناسبات عديدة كانت متتالية حيث انطلقت
المناسبات بشهر رمضان وعيد الفطر السعيد وانطلاق العام الدراسي وما لحقه
ذلك من مصاريف لنصل إلى عيد الأضحى".
وتساءل كم ستكون مدخرات الموظف خلال ثلاثة شهور إذا كان الراتب غير
منتظم ويقدم مجتزءا، لافتا إلى أنه استغنى عن الكثير من المستلزمات هذا
العيد في ظل غلاء الأسعار والاكتفاء ببعض الاحتياجات الأساسية كملابس
الأطفال وحلويات العيد.
وبخصوص الحركة الشرائية، أكد أن أسواق مدينة رام الله تعج بحركة
المتسوقين ولكن حسب مشاهداتي فهي أقل بكثير مما كان عليه الحال خلال عيد
الفطر السعيد.
من جهته، أكد التاجر سليم خالد صاحب عدة بسطات للألعاب والأحذية لدنيا
الوطن أن الحركة الشرائية جيدة وهناك إقبال على الناحية الشرائية في أسواق
رام الله الشعبية والرئيسية ولكنها بالكاد ترقى لأن تصل ربع ما كان عليه
الوضع في عيد الفطر السعيد.
وعزا خالد، هذا التراجع لعدة أسباب من بينها الأوضاع الراهنة وتخوفات
الناس نتيجة تأخر صرف الرواتب وبسبب العديد من المناسبات المتعاقبة.
من ناحيتها، قالت المواطنة خالدة راشد: "إنه وبرغم غلاء الأسعار إلا
أنه لا مفر من تجهيز احتياجات العيد، مؤكدة أنها قامت بشراء الحلويات
والملابس لها ولزوجها وأبناؤها وعدة أصناف من الفواكه والمكسرات وبقي لها
شراء اللحوم".
وأوضحت أن العيد فرحة وابتهاج ويجب أن يشعر الأطفال بهذه الفرحة وأن يتم خلق أجواء إيجابية.
من جانبه، قال صهيب العطا صاحب أحد محلات الأحذية في وسط المدينة،
"رام الله تزهو بمتسوقيها فهي قبلة المتسوقين من الشمال والوسط والجنوب
وكذلك من قبل أهلنا في الداخل المحتل".
وأضاف: "رغم تدني الحركة الشرائية عن المستوى العام فإن الوضع
والمشاهد إيجابية، والظروف هي التي تتحكم في مثل هذه المناسبات فالوضع لم
يتحسن إلا بعد صرف بقية رواتب الموظفين في القطاع العام.
وتشهد محلات الملابس والأحذية والحلويات والفواكه إقبالا واضحا خلال
هذه الأيام رغم تأكيد الكثير بأنها أقل بكثير مما كانت عليه الأمور في عيد
الفطر.