ابلس - خاص دنيا الوطن-عنان الناصر
تعرض التجار في مدينة نابلس وتحديدا وسط المدينة وفي خانها وبلدتها القديمة لانتكاسة هذا العيد لقلة أعداد المتسوقين.
وأكد العديد من التجار الذين التقتهم "دنيا الوطن" تراجع الحركة
الشرائية هذا العيد على المقارنة بالأعياد السابقة رغم تجهيزاتهم لمتطلبات
العيد.
وأوضح هؤلاء أن ما شهدته المدينة خلال الليالي السابقة لعيد الأضحى يعد انتكاسة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وبحسب عضو مجلس ملتقى رجال الأعمال جمال حسيبة والذي يعد من التجار
النشيطين في تجارة الملابس التركية فإن الحركة أقل بكثير مما كان عليه
الحال في العيد السابق.
وعزا حسيبة هذا التراجع لعدة أسباب منها مشكلة انحباس وتأخر صرف
الرواتب وعدم وجود استقرار بين صفوف المواطنين والموظفين على وجه الخصوص
بهذه الجزئية.
وقال: "المواطنون يعيشون في قلق واضطراب فلا يوجد أفق سياسي واضح وهناك
عدم استقرار في الرواتب والمصاريف التي يتم صرفها باتت لا تعوض بس الوضع
الراهن ومن هنا أصبح المواطنون يحسبون ألف حساب".
وأوضح حسيبة، أن المناسبات المتلاحقة أرهقت كاهل الأهالي فمنذ رمضان
وعيد الفطر وانطلاق العام الدراسي والناس تمر بضائقة مادية وها هو العيد
يأتي كحمل ثقيل تخلص منه البعض بصعوبة والأكثرية تحاول توفير الاحتياجات
الأساسية والرئيسية.
وبين غياب السياحة والأرجل الغريبة حيث ما يشاهد في السوق هم من
المتسوقين المحليين من محيط نابلس في حين أن المدينة كانت قبلة لمعظم
محافظات الوطن في عيد الفطر السعيد.
واستعرض بعض الأسباب الأخرى التي لها دور هام في التأثير على قدوم
الزوار من المحافظات الأخرى أبرزها مداخل المدينة كالمدخل الغربي الذي
يحتاج لإعادة تأهيل لأن الطريق مكسرة ومحفرة وكذلك نقص في عدد مواقف
السيارات وقلة المرافق العامة.
وقال حسيبة: "إن ما يؤكد على قضية قلة المتسوقين أن أسواق المدينة
ومحالها التجارية كانت تغلق أبوابها عند الساعة التاسعة مساء في حين كانت
تبقى تعمل على مدار الساعة في الأيام التي سبقت عيد الفطر السعيد.
من ناحيتها أكدت المواطنة خالدة سلوم، أنها قدمت من ريف نابلس لشراء
الملابس لأطفالها وشراء كعك العيد، موضحة أن الأسعار مرتفعة جدا لا سيما
فيما يتعلق بملابس الأطفال.
وأوضح التاجر ساهر أبو زنط، وهو أحد تجار الألعاب وسط المدينة، أن
الحركة أقل من المعتاد بكثير، والسبب يعود إلى التعب النفسي الذي يواجهه
الأهالي نتيجة الظروف الراهنة المتمثلة بغياب الدخل المستقر وكذلك عدم ثبات
صرف الرواتب للموظفين في القطاع العام بشكل ثابت بل وتجزئة الراتب.
ولفت إلى أن اهتمام بعض المواطنين بالمظاهر الخارجية على حساب
الأساسيات انعكس بدوره أيضا على الحركة التجارية، مبينا أن العديد من
الموظفين والمواطنين مرتبطين بقروض بنكية لشراء سيارات وكماليات أخرى.
وعزا المواطن حامد عثمان، وجود حركة بالأسواق إلى الضروريات والأساسيات
التي يعمل الكل على محاولة توفيرها لا سيما الملابس وشراء الأحذية
والحلويات لمناسبة العيد وهي عادة شرائية دائمة.
وبين أن الأسعار مرتفعة كثيرا مقارنة بالأيام التي سبقت صرف رواتب الموظفين في القطاع العام.