مخاطرالشخير
حذر باحثون أمريكيون فى دراسة حديثة، من أن الشخير يسبب مشاكل فى القلب أكثر من التدخين أو السمنة
وقال موقع "العربية. نت": خلافاً لما يعتقده البعض بأن الشخير عبارة عن حالة تأتى نتيجة الإرهاق اليومى،
حذر باحثون أمريكيون من أن الشخير، حتى لو لم يكن ثقيلا، يعرِّض الإنسان للإصابة بأزمة قلبية أكثر من التدخين والبدانة.
الدراسة قام بها باحثون فى مستشفى هنرى فورد وجامعة ديترويت الأمريكية، وكشفوا على قلوب مجموعة من الاشخاص الذين يشخرون بشكل دائم عن طريق الاشعه فوق الصوتيه
لتحديد سماكة جدار الشريان السباتى لديهم، وكانت أعمار المشاركين من الرجال والنساء بين 18 و50 عاما.
ووجد الباحثون، أن الطبقات الأعمق من جدران الشرايين كانت أكثر سمكا من الأشخاص الطبيعيين الذين لا يشخرون.
وهذه الحالة تُعرف بسماكة الشريان السُباتى، وهو الشريان الذى يمد الدماغ بالدم المؤكسد، وسماكة الشريان تؤدى بدورها إلى حدوث نوبات قلبية وسكتات ونزيف فى الدماغ.
وقالوا أيضا، إن سبب سماكة الشريان السباتى يرجع إلى الاهتزازات المستمرة من الاضطرابات فى التنفس "أى الشخير" الذى يتسبب بالالتهابات.
ونصح الخبراء الأشخاص الذين يعانون من الشخير بضرورة العلاج، خاصة فى حالات توقف التنفس أثناء النوم وارتفاع ضغط الدم، اللذان يعتبران من الحالات التى تهدد القلب والأوعية الدموية.
هل الشخير يمثل خطراً على القلب؟
أوضح الدكتور جمال شعبان، أستاذ القلب بالمعهد القومى للقلب، أن الشخير مرض خطير يتربص بالقلوب، وهو داء يصيب الرجال أكثر من النساء، وهو عبارة عن الإصابة بنوبة توقف التنفس أثناء النوم ثم عودته بشكل صاخب، وهذا ما يسمى "الشخير"، ولقد اعتقد الباحثون فى الماضى أن هذا الداء يصيب البُدناء فقط، ودعى بمتلازمة بيك ويك إلا أن الدراسات الحديثة أظهرت أن ثلث الحالات تشاهد لدى غير البدناء، وتأتى الشكوى من الشخير الليلى فى الدرجة الثانية بعد الأرق فى شكاوى المرضى.
ومعظم المصابين من الرجال الذين يشكلون أكثر من أربعة أضعاف عدد النساء فى الأعمار المتوسطة، إذ إن العمر الوسطى الذى يبدأ فيه الرجال بالشخير يتراوح ما بين (30-45 سنة)، بينما يزداد انتشاره لدى النساء ما بين الخمسين، مما دعا للاعتقاد بوجود حماية هرمونية عند النساء فى هذه السن، وتتساوى أعداد المرضى من الجنسين بعد الستين من العمر.
وهناك مجموعة من الأسباب التى تقف وراء انقطاع التنفس أثناء النوم يقف على رأسها ضخامة شراع الحنك وارتخاء عضلاته، وفقدان مرونة الأنسجة الرخوة للبلعوم الفموى، واللهاة تسد النسج المرتخية مجرى التنفس أثناء النوم فتحجب هواء الشهيق ويتوقف دخول الهواء للرئتين لعدة ثوان قد تصل لدى البعض إلى 40 ثانية أو أكثر، فتحجب عن النائم الأكسجين، ويحاول النائم التنفس أثناء التنهد مع حركات التنفس الصدرى والحجاب الحاجز، مما يؤدى لتغيرات فى ضغط الهواء الرئوى وتتعرقل حركة الدم فى الرئتين والقلب، فيسرع نبض القلب ويرتفع ضغط الدم وخلال ثوان من انقطاع التنفس يتدنى مستوى الأكسجين فى الدم، ويتنبه الدماغ إلى هذه الحالة الطارئة، فيبدأ النائم بالاستيقاظ لتعود عضلات المجرى الهوائى للانفتاح بعد تقلص فجائى فيندفع الهواء للرئتين بسرعة، وتهتز نسج العضلات المرتخية فى البلعوم الفموى، مما يسبب الشخير الصاخب، لكن المصاب لا يتذكر هذه العوارض نظراً لقصرها إلا أنها تكون كافية لفتح المسلك الهوائى العلوى من جديد.
ما أنواع الشخير؟
الصوت المرتفع يمثل معاناة لبعض الأشخاص عندما يضطرون لسماعه، والأمر يمثل أزمة حقيقية عندما يكون هذا الصوت أثناء النوم، ويصدر أحد أفراد الأسرة "شخير"، ويكون معه أفراد آخرون يتشاركون معه الحجرة، وهنا يكون الأمر معاناة يومية كل ليلة، وتسأل سوسن عامر هل الشخير نوع واحد، وهل كله من النوع الآمن الذى لا يتسبب فى حدوث مشاكل صحية؟
يجيب الدكتور أحمد الموصلى، استشارى الأنف والأذن والحنجرة، قائلا، الشخير يكون على عدة أنواع ويمكن تقسيمه من ناحية الخطورة إلى ما يلى:
- نوع مأمون وهو الذى يحدث للغالبية العظمى من الناس.
- نوع يمثل خطرا على حياة الإنسان، حيث يحدث فيه شخير متواصل وشديد جدا لعدة دقائق يتبعه توقف تام للتنفس، ثم شهقة عالية ويعود الشخير مرة أخرى، وتستمر هذه الدورة طوال اليوم، وهى شديد الخطورة على القلب والمخ بسبب عدم انتظام وصول الأكسجين والدم إلى عضلة القلب والمخ، وبسبب عدم انتظام النوم ليلا مما يعرض المريض للنوم المفاجئ وفى أى وضع أثناء النهار، مما يعرض حياته لكثير من الحوادث المفاجئة، ويختلف علاج الشخير بحسب سبب حدوثه، ويبدأ بعلاج دوائى بينما فى بعض الحالات المرضية قد يضطر الطبيب إلى اللجوء إلى التدخل الجراحى فى علاج الأنف، شد سقف الحلق لمنع الترهل، تثبيت اللسان لمنع انزلاقه للخلف وغير هذا من الأمور الذى تقوم بإصلاح العيب الذى يسبب حدوث الشخير.
ما علاج مشكلة الشخير؟
هل يسبب لك الشخير مشكلة حقيقية مع الآخرين، هل تعلم أن الشخير لا يعتبر فقط صوتا صادرا من الأنف وإنما يعبر عن وجود مشكلة حقيقية بداخلك، ولكن ما هى أسباب تلك الظاهرة، وكيف يمكن التخلص منها؟
يوضح لنا الدكتور محمد عثمان، أستاذ جراحة الأنف والأذن والحنجرة، أن الشخير هو صوت يصدر من الفم والأنف معا عند النوم، نتيجة لوجود خلل فى مجرى الهواء أو انسداد به، ويبين أن الأنف من وظائفها تبريد الهواء إلى الرئة، ولكن عند حدوث أى خلل فى مجرى الهواء يخرج الهواء مرة أخرى إلى الخارج عن طريق التنفس بالفم مؤديا لهذا الصوت، وهو الشخير، لذا فالشخير يعتبر مشكلة صحية وليس فقط مجرد سبب لإزعاج الآخرين.
ويقول عثمان، إن تلك الحالة تؤدى إلى العديد من المشاكل، منها اضطرابات فى الجهاز التنفسى والإصابة باحتقان فى الزور، ولا يقتصر الموضوع على تلك الأمراض، حيث قد يؤدى إلى حدوث مشاكل أكبر، خاصة عند قلة كمية الأكسجين الداخلة إلى الرئتين، وهو ما يسبب مشاكل بالقلب والجهاز العصبى وعدم انتظام الدورة الدموية.
ويشير عثمان إلى أن الشخص الذى يشخر لديه هو الآخر مشكلة، وليس فقط من ينام معه، حيث يسبب الشخير اضطرابات فى النوم وقلقا دائما، مما يجعل الشخص يستيقظ وهو فى حالة من الإرهاق والأرق.
كما يؤدى الشخير إلى الرغبة الشديدة فى النوم فى غير أوقات النوم المعتادة له مع كثرة النسيان.
ويتم تشخيص الشخير عن طريق وضع المريض على جهاز لقياس نشاط المخ مع حركة العضلات مع قياس نسب الأكسجين بالدم، بالطبع يكون التشخيص الأساسى هو شكوى المريض ومن حوله.
وللتخلص من تلك المشكلة المؤرقة عن طريق عدم تناول الطعام قبل النوم مباشرة، ويمكن إعطاء الشخص بعض الأدوية، ولكن يعتبر العلاج الجراحى هو العلاج الأمثل وتكون نتائجة فى الأغلب مضمونة.
وكان الله في عون الجميع اختكم (رقيق القلوب )
للامانه منقول