لماذا ولمن تتجمل المرأة؟
لا ريب أن المرأة جبلت على حب التجمل والتزين، وهذا الأمر في حد ذاته لا مؤاخذة فيه، ولا عتاب عليه، إذ إنه مسايرة لفطرتها، وإرضاء لأنوثتها، ولكن الخطأ أن تتزين المرأة لحب الظهور والمباهاة والتفاخر بين صديقاتها.
وامرأة تصرف كل جهدها ووقتها ومالها واهتمامها في مطلب كهذا، لا شك أن لديها نوعا من السذاجة وإحساسا بالنقص والتبعية، على أن هذه النزعة تختلف من امرأة لأخرى، فمن النساء من تراقب ربها وتخشاه وتراعي مرضاته- سبحانه- في اختيار زيها. قال تعالى: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما} النساء: 24،.
فالمرأة التي تخشى الله ذات العقل الرزين أقل اهتماما بالأزياء الجديدة، والموضة الحديثة، وآخر الصيحات التي تظهر في طريقة تسريح الشعر، ووضع المكياج ونحو ذلك؟ لأنها تدرك أن هناك صفاتا أخرى كثيرة أهم من مظاهر تلك الموضات، وهي أيضا تدرك أن في الحياة أشياء كثيرة أخرى أهم بكثير في أعين بنات جنسها من مجرد التطلع إلى ملابسها وجمالها، فمدى حرصها على التعبد لربها وكذا أخلاقها، أهم لدى كل عاقل من ذلك كله، ولذا قال معلم البشرية صلى الله عليه وسلم (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ".
فذات الدين قد جمعت كل خلق سوي وكل صفة كريمة، وإليها يطمئن الزوج في غيبته وحضوره، بل هي قرة العين، ومسكن الروح بصلاحها وهداها. قال صلى الله عليه وسلم:" الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة".
ولكن هذا لا يعني أن المرأة لا تكون صالحة ولا عاقلة إلا إذا عزفت عن مظاهر الزينة، كلا بل إن المرأة المسلمة تأخذ حظها من الزينة والحلي، ولكن كل ذلك على هدي من دينها، فذات الدين تحرص كل الحرص على أن يكون جمالها وزينتها قد بلغا الذروة أمام زوجها، وإذا ما كانت في مشهد في النساء فإنها تتجمل بقدر معقول، ويضفي وقارها وأدبها ومنطقها عليها حلل الجمال الحقيقية.
وأما تلك التي تتزين وتظهر هذه الزينة وذلك التجمل، إلى من لا يحلى له أن يطلع عليه من الرجال، فقد أشاعت ما أسخطت به ربها، وهتكت سترها، قال صلى الله عليه وسلم((صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها ا لناس، ونسا "كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)).
نسأل الله أن يحفظ نساءنا ونساء المسلمين.