بسم الله الرحمن الرحيم
إنه لأمر مهم جدا .. ومع ذلك فهو من أكثر الأمور تهميشا .. للأسف !
.
.
يرى الطفل أمه _ مثلا _ تبكي وحزينة أو متضايقة أو معصبة ..
فطريا .. يحزن ويتأثر .. لأنها أمه ..
يسارع للإقتراب منها بحب ..
يسألها ببراءة : لماذا تبكين يا أمي ؟
ويتشوق لجوابها .. يتشوق ليمسح لها دموعها ..
ويربت على كتفها ويغوص في حضنها ..
ويعيد لها إبتسامتها ..
ربما أيضا ( ينتقم ) لها ممن ضايقها أو أبكاها .. ينتقم على طريقته ( الطفولية ) ..
لكنها .. تمسح دموعها بسرعة وبدون أن تلتفت له تجيبه : أنا لا أبكي يا حبيبي ...إذهب والعب
تكبته .. تفاجأه .. تصدمه ..
فبعد أن رأى دموعها وسمع نحيبها وتمزق قلبه من أنينها .. تنكر أنها تبكي ..!!
لم يبقَ أمامه إلا أحد أمرين ..
إما أنه يصدقها ويكذّب عينيه ومشاعره ويبدأ بفقدان الثقة بنفسه ..
أو .. يصدق نفسه ويكذبها .. ويتلقى أولى صدماته بالحياة .. بأن أمه ( كاذبة ) !!
وقد يتغير الموقف .. ليصبح ....
لماذا تبكين يا أمي ؟
وماشأنك أنت ؟؟ اهتم بأمورك ولا تتعبني بفضولك وحشريتك
آآآآآآآآآه
هنا .. الصدمة أعنف وأقوى .. ويبقى أمامه خيارين ...
إما أنه يحتقر نفسه ويصدق أنه فضولي وحشري فيبدأ بالإنكماش على نفسه والهروب من الناس
وتكوين اللا مبالاة للغير فلايعود يؤثر به بكاء أو أنين أو إستغاثة أي شخص ممن حوله ..
لأن أمه .. رسّبت بداخله بتصرفها بأن تخفيف هموم الآخرين هو نوع من الحشرية والفضول ليس إلا ..!!
وإما أنه .. ينصدم من أمه .. ويبدأ لا شعوريا .. بتكذيبها .. ويسقط تصرفاته أيضا على الآخرين ..
وربما .. غيرها وغيرها من ردود الأفعال التي لا نستطيع التنبؤ بها ..
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أطفالنا لوحاااااات بيضاااااء نقية صاااافية ..
( نشخبطها ) نحن بتصرفاتنا غير المدروسة ..
ولو أننا تصرفنا معهم بعقلانية .. لربينا بداخلهم إنسانية قوية .. وشخصية واثقة ..
.
.
.
من الجيرانـ