سعوديات يتزوجن عبر الإنترنت
بدأت الفتيات السعوديات اقتحام وسائل جديدة وغير تقليدية للارتباط الزوجي، وعلى الرغم من السمة المحافظة للمجتمع السعودي إلا أن عدداً من الفتيات قد عثرن على ضالتهن وسجلن تجارب ناجحة.
تجربه ناجحه
(د ب أ)- ومن بين هؤلاء الفتاة مشاعر من سكان المنطقة الغربية التي قالت لصحيفة الوطن أنه قد تم عقد قرانها على شاب من إحدى دول الخليج تعرفت عليه عن طريق موقع للزواج بالإنترنت باللغة العربية اسمه "زوجتي".
وتحدثت مشاعر عن هذه التجربة المثيرة فقالت إنها وجدت الموقع عن طريق الصدفة وكتبت البيانات اللازمة. وقالت أنها فوجئت بعشرات الطلبات التي تلقتها عبر البريد الإلكتروني، مضيفة "لم أتصور للحظة أن ارتباطي بعلاقة زوجية سيكون في يوم من الأيام عن طريق الإنترنت ".
توفر الإنترنت للنساء السعوديات إيجاد الزوج المناسب دون التخلي عن التقاليد.
وأضافت مشاعر قائلة "لقد أعجبت بمواصفات الخطيب وأرسلت له رسالة توضح حياتي الاجتماعية بالتفصيل، وعندما شعرت أن الشخص جاد أعطيته عنوان المنزل والهاتف عن طريق البريد الإلكتروني، وبالفعل تقدم رسمياً إلى أهلي وتمت النظرة الشرعية، وتوفقنا، وتم زواجنا وسأنتقل بعد شهر إلى مقر سكنه خارج المملكة".
تجربة أخرى ناجحة
وتقول عائشة، وهي شابة أخرى تزوجت عن طريق الإنترنت، إنها "توفقت بالارتباط بشخص من مدينتها نفسها (يخاف الله) وتم زواجهما بكل يسر وسهولة بعد أن تعرف كل منهما على الاخر" من خلال الموقع المذكور.
وقالت عائشة أنها تشعر الآن بالسعادة، ولكنها كشفت عن تجارب "مزعجة" لدى محاولاتها الأولى للتعرف على شاب عن طريق الإنترنت قبل أن تتوفق بالزواج، إذ أنها قالت أن هناك من يدخلون الموقع بغرض "التلاعب".
وأضافت "لقد واجهت الكثير منهم، لكني تعاملت مع هذه المواقف بكل حكمة".
الإنترنت خاطبة المستقبل
أما فاطمة فهي شابة لا زالت تنتظر فرصة التوفيق بزوج جاد عبر الفضاء الافتراضي. وتقول فاطمة "دخلت الموقع عن طريق صديقة لي وأعجبت بفكرته لأنه يعطي المرأة حرية في اختيار شريك الحياة المناسب لها دون الارتباط بعلاقة غير شرعية". وأفادت أنها ما زالت تبحث عن "فارس الأحلام المليونير إلى الآن"، معربة عن أملها في أن تعثر عليه عن طريق الإنترنت.
رأي مسؤول الموقع
ويقول مدير موقع "زوجتي" على الإنترنت محمد أبو السعود، وهو مصري الجنسية إن هذا الموقع تأسس من قبل الشركة المصرية السعودية برئاسة السعودي عبد الله الجوهر، حيث تم تطوير فكرة باب للزواج في موقع "منار"، بعد الإقبال الشديد عليه، إلى موقع خاص باسم "زوجتي".
وأشار إلى أنه زار الموقع خلال الستة أشهر الماضية حوالي مليون ونصف زائر. ومن المعتقد على نطاق واسع أن معظم الزوار يدفعهم إلى زيارة الموقع الفضول فحسب وليس الرغبة الجدية في الزواج.
ويرى أبو السعود أن الزواج عبر الإنترنت وسيلة مضمونة لإيجاد شريك الحياة "حيث يتيح فرص اختيار أوسع من الطرق التقليدية". ويكشف أن الموقع وفر فرص زواج حقيقية بين الشباب العربي، ويقول إنه يتلقى رسائل عديدة من زوار الموقع تعرب عن الشكر لمساهمته في مساعدتهم على إكمال نصف دينهم.
ضوابط الإنترنت في التعارف أفضل منة التعارف عبر الشارع.
ولا يتدخل الموقع في الجمع بين الطرفين إلا في حدود ضيقة، حيث يترك لهما فرصة معرفة بعضهما والتحقق من الشخصيات بوسائلهم الخاصة.
ويقول أبو السعود إن الموقع يساعد في تحديد موعد لزيارة الفتى مدينة الفتاة واللقاء بأهلها وإتمام الزواج عن طريقهم وتحت مسئوليتهم، خاصة عندما يكون الخاطب فتى عربي من أوروبا.
رأي شرعي بالمسألة
وعلى الرغم من ثناء أبو السعود على هذه الوسيلة إلا أن للشيخ الدكتور إبراهيم بن صالح الخضيري، القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض، رأياً آخر إذ يقول "إن ما يتعلق بالخطبة والوعد عن طريق الإنترنت فهذه غالب أحوالها الضرر والغرر والجهالة ولا أنصح بها".
ومع ذلك قال الشيخ عن هذه الوسيلة العصرية للزواج "لا حرج فيها شرعاً وليس هناك مانع شرعي، والإنترنت وسيلة عصرية تقوم بدور الخطابة، لكن أحذر المتعاملين فيها من الجهالة والضرر والخداع فلا يزال الإنترنت غير مأمون وغير موثوق".
ويقول مدير الموقع مؤكداً على هذا أن سلبيات الزواج بواسطة الإنترنت تعادل سلبيات المعاكسات الهاتفية مثل التطفل والفضول من بعض الأشخاص غير الجادين "وقد عانينا بالفعل من هذه السلبيات".
رأي علماء النفس
وعلى الرغم من أنها تحذر من سوء استخدام التقنية إلا أن الاختصاصية النفسية بمستشفى المشاري بالرياض، غادة جمال فطاني، تستنكر أن يسكت المجتمع ضمنياً عن التسكع في الشوارع ويتراخى عن معاكسة الأولاد للبنات وفي الوقت نفسه يعتبر طلب الزواج والعفة علنا عار على الكل.
وترى أن المسألة متعلقة بالجانب الثقافي للمرء "فلكل أسرة معتقداتها التي لا تتغير وكل حالة لها ظروفها، لكن من المهم احترام خيارات الآخرين".