.....
..
فتاة منحها الخالق جمالاً ونوراً، كانت تبلغ التاسعة عشر ربيعاً (ع - ب) قبل 3 سنوات كانت كأي فتاة تنتظم في طابور المدرسة تلبس العفة تكتسى بالطهر تحمل حقيبتها الصغيرة تكتب في كراسها حلم الغد ترسم في منديلها عطر الورد .. مضت الأيام .. تبخرت الأحلام .. سألناها بفضول لماذا ؟
صمتت للحظات ترتب الصور لتبدأ حكايتها مع أول صورة من بيتها عاشت مع والديها فقد كانت وحيدة تغترف الحنان والحب منهما الى أن جاء الموت وأخذ والدها .. وأخذ معه فرحتها مات كل شيء جميل يحيط بها لم تعد ترى الا السواد .
ازدادت أحزانها بعد أن تزوجت والدتها برجل آخر كم تمنت من قلبها أن يكون العوض في أبيها أن يمنحها صبر الأيام القادمة ومع أول صرخة له ... ضاعت كل الأمنيات .
كانت الأم ضعيفة لا تقوى على الدفاع عن ابنتها وهي تتلقى الإهانات والضرب لأنها بحاجة لمن يعولها بعد رحيل الأب، صبرت بدموع الصمت، وهي ترى من تربت في أحشائها تسحق أمامها لقد طالبها زوج الأب القاسي المنعدم الضمير أن تقوم بأمور تخالف الفضيلة عندما كان يحضر ابن أخيه إلى المنزل باستمرار لكي يعتدي عليها بعد أن يشربوا المسكرات .
حاولت أمها أن تدافع عنها ولو بالقوة لم تستطع أصابها القهر المرض.
لم يكن لهن أحد يلجأن إليه إلا الله لم تشفع تلك الدموع الحارقة وتقبيل الاقدام بأن يرحم تلك الأنثى الضعيفة .
واصلت حكايتها بعد تنهيده المرار وقالت :
.. لقد أسرعت بالهرب في ليل حالك السواد لا أعرف الى أين، لم أجد أمامي غير الشارع وكلاب الليل، رآني أحدهم لا أقوى على المسير خطوة واحدة .. تعبت ارتميت في ركن معتم وتوقف تفكيري وكل حواسي أراه يبتسم ابتسامة الذئب للحمل لم أفسرها لحظتها لإنني كنت أريد النجاة والخلاص نهضت معه إلى حيث يعيش هائمة .. خائفة وحكيت له قصتي استغلني هو الآخر ولكي يؤمن لي منزلاًً فأصبحت ألعوبة بيده وبيد الآخرين مقابل مردود مادي يأخذه لكي يقضي على آخر ما تبقى لي فلا عزه ولا كرامة ولا شرف .
لا أستطيع الرجوع ولا حتى الرحيل حتى ذلك اليوم عندما جاءت الشرطة واقتحمت ذلك المنزل الموبوء والمشبوه ، وقبضت الشرطة على من في المنزل وأنا معهم، وها أنا أقضي عقوبتي بقضية آداب .
اصبر أيامي لعل الله يسامحني ويغفر لي ويساعدني علي أن أبدأ من جديد إن كان في الحياة بقية .. لقد كرهت كل الرجال وكرهت حظي ولكن لا ينفع الندم بعد فوات الأوان .
توقفت عن الكلام وهي تبكي بحسرة على نضرة شبابها على تبخر أحلامها ونحن ننظر بألم على من تكبدت ظلم الزمن .. ليتها كانت قوية - ليتها صمدت .. واجهت الظروف، ليتنا رأيناها في ذلك الركن المعتم لكي نعيد لها ابتسامة الفرح .
نقوى إيمانها بالله ... لننتشل روحها من رداءة الزمن .
نصدها عن الخطأ عن السقوط في الهاوية .
--------
مجلة حواء