وصيـة أم لأبنتـها عنـد زفافـها :
قـالت أسمـاء بنـت خارجـة الفـزاري لابنتـها عنـد زفافـها : يابنيـة ، انـك خرجـت مـن العـش الـذي فيـه درجـت ، فصـرت الـى فـراش لـم تعرفيـه وقريـن لـم تألفيـه ، فكـوني لـه أرضـا يكـن لـك سـماء ، وكونـي لـه مهـادا يكـن لـك عمـادا ، وكونـي لـه أمـة يكـن لـك عبـدا .
لاتلحفـي بـه فيقـلاك ( لاتلحـي عليـه فيكرهـك ) ولاتباعـدي عنـه فينسـاك ، وان دنـا منـك فاقربـي منـه
وان نـأى عنـك فابعـدي عنـه . واحفظـي أنفـه وسمعـه وعينـه فـلا يشمـن منـك الاطيبـا ، ولايسمـع منـك الاحسنـا ، ولاينظـر الاجميـلا !!
? وصيـة مـن أب ..
قـال أبـو الأسـود الدؤلـي يوصـي ابنتـه :
ايـاك والغيـرة فانـها مفتـاح الطـلاق ، وعليـك بالزينـة وأزيـن الزينـة الكحـل ، وعليـك بالطيـب وأطيـب الطيـب اسبـاغ الوضـوء ، وكونـي كمـا قلـت لأمـك يومـا مـا :
خذي العفو مني تستديمي مودتي .........ولا تنطقي في ثورتي حين أغضب
فإني وجدت الحب في القلب والأذى .....إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب
? عليـك بنسـاء بنـي تميـم ! ؟
قـال شريـح القاضـي للشعبـي : عليـك بنسـاء بنـي تميـم فانـي رأيـت لـهن عقـولا ، فقـال الشعبـي :
وما رأيـت مـن عقولـهن ؟ قـال : مـررت بدورهـن فـاذا فتـاة كأحسـن مارأيـت مـن الفتيـات . فخطبتـها
وحـدد موعـد الزفـاف . فلـو رأيتنـي ياشعبـي وقـد أقبلـت نسـاؤهم يزففنـها حتـى اذا ما ادخلـت علـي قـالت : إن مـن السنـة اذا دخلـت المـرأة علـى زوجـها أن يقـوم فيصلـي ركعتيـن فيسـأل اللـه مـن خيرهـا ويعـوذ بـه مـن شرهـا ، فصليـت وسلمـت . فـاذا هـي مـن خلفـي تصلـي لصلاتـي ، فلـما خـلا البيـت دنـوت منـها ، ومـددت يـدي الـى ناحيتـها ، فقـالت : لاتعجـل يا أبا أميـة !
ثـم قـالت : الحمدللـه أحمـده وأستعينـه وأصلـي علـى محمـد والـه ، انـي امـرأة غريبـة لاعلـم لـي بأخلاقـك فبيـن لـي ماتحـب فاتيـه وما تكـره فأزجـر عنـه .. وقـالت : انـه قـد كـان لـك في قومـك منكـح ولـي في قومـي مثـل ذلـك ، لكـن اذا قضـى اللـه أمـرا كـان ، وقـد ملكـت فاصنـع ما أمـرك اللـه بـه ( امسـاك بمعـروف أو تسريـح باحسـان ) أقـول قولـي هـذا وأستغفـر اللـه لـي ولـك .
قـال : فأحوجتنـي واللـه يا شعبـي الـى الخطبـة في ذلـك الموضـع فقلـت : الحمدللـه أحمـده وأستعينـه ، وأصلي علـى النبـي والـه وأسلـم وبعـد ، فانـك قـد قلـت كلامـا ان تثبتـي عليـه يكـن ذلـك حظـك ، وان تدعيـه يكـن حجـة عليـك ، أحـب كـذا ، وأكـره كـذا ، ونحـن جميـع فـلا تفرقـي ، ومارأيـت مـن حسنـة فانشـريها ومارأيـت مـن سيـئة فاستريـها .
فقـالت : كيـف محبتـك لزيـارة الأهـل ؟ قلـت : ما أحـب أن يملنـي أصهـاري ، فقـالت : فمـن تحـب مـن جيرانـك أن يدخـل دارك اذن لـهم ، ومـن تكرهـه أكرهـه ؟ قلـت : بنـو فـلان قـوم صالحـون وبنـو فـلان قـوم سـوء .
قـال : ومكثـت معـي يا شعبـي حـولا لا أرى الا ما أحـب ، فلـما كـان رأس الحـول جـئت مـن مجلـس القضـاء ، فـاذا بعجـوز تأمـر وتنـهى في الـدار .
فلـما جلسـت أقبلـت العجـوز فقـالت : السـلام عليـك أبا أميـة . قلـت : وعليـك السـلام ، مـن أنـت ؟
قـالت : أنا فلانـة ختنـك ، قـلت : قربـك اللـه ، قـالت : كيـف رأيـت زوجتـك ؟ قـلت : خيـر زوجـة ، قـالت : أبا أميـة ، ان المـرأة لاتكـون أسـوأ منـها في حالتيـن : اذا ولـدت غلامـا ، أو حظيـت عنـد زوجـها ، فـان رابـك ريـب فعليـك بالسـوط ، فواللـه ما حـاز الرجـال في بيوتـهم شـرا مـن المـرأة المدللـة .
قلـت : أمـا واللـه لقـد أدبـت فأحسنـت الأدب ، وروضـت فأحسنـت الرياضـة .
وزينـب ليسـت ممـن يستحقـون الضـرب . ثـم قـلت :
رأيت رجالا يضربون نساءهم ................. فشلت يميني يوم أضرب زينبـا
أأضربها من غير ذنب أتت به .................. فما العدل مني ضرب من ليس أذنبـا ؟
فزينب شمس والنساء كواكب ............... اذا برزت لم تبد منهن كوكبا
? يقـول الأديـب مصطفـى صـادق الرافعـي :
المـرأة وحـدها هـي الجـو الانسـاني لـدار زوجـها ، فواحـدة تدخـل الـدار ، فتجعـل فيـها الروضـة ناضـرة متروحـة باسمـة ، وان كـانت الـدار قحطـة مسحوتـة ليـس فيـها كبيـر شـيء ، وامـرأة تدخـل الـدار فتجعـل فيـها مثـل الصحـراء برمالـها وقيظـها وعواصفـها ، وان كـانت الـدار في رياضـها ومتاعـها كالجنـة السندسيـة ،
وثالثـة تجعـل الـدار هـي القبـر .
ويقـول أيضـا : المـرأة الكامـلة المحبوبـة هـي التـي تعطـي الرجـل مانقـص مـن معانـي الحيـاة ، وتلـد له المسـرات مـن عواطفـها كمـا تلـد مـن أحشائـها ، فالوجـود يعمـل بـها عمليـن عظيميـن : أحدهـما زيـادة الحيـاة في الأجسـام ، والاخـر اتمـام نقصـها في المعانـي .
وقيـل : المـرأة ثـلاث : امـرأة وردة ناضجـة فواحـة العبيـر في واحـة غنـاء مخضـرة ، كلـما اقتربـت منـها زاد حبـك في الاقتـراب ، وكلـما ابتعـدت عنـها وددت العـودة اليـها ، فـهي راحتـك وواحتـك ووردتـك في كـل حـال . وامـرأة هـي شوكـة أو سهـام ضاربـة ، لسانـها يلـوص أو يلـوط أذنـها ، ان اقتربـت منـها زاد حبـك في الابتعـاد عنـها . وكلـما ابتعـدت عنـها لاحقـك شبحـها في كـل مكـان واقلقتـك سائـر يومـك ، فـان حـان موعـد الأيلولـة الـى العريـن فالويـل ويلـك . ان لـم تصبـك بسهامـها لاطتـك أو لاصتـك بلسانـها ، فاشحـذ لسانـك وحـد شفرتـك .. وأمـا الثالثـة فامـرأة تجعـل الـدار قبـرا ، فامـا أن تقبـرها أو تقبـرك فيـه .
إلا أن ماينبغـي أن يقـال : أن أحـوال المـرأة هـذه قـد تكـون أحـوال الرجـل .
? يقـول الشيـخ جاسـم محمـد مهلهـل في كتابـه ( البيـان فيـما يحتـاج اليـه الزوجـان ) : قـالت سيـدة تنصـح الزوجـات :
لا يعطـف قلـب الرجـل علـى المـرأة سـوى استمالتـها أيـاه الـى ملازمـة البيـت بـما تستطيـع أن تستجمعـه فيـه مـن الوسائـل التـي تجذبـه الـى ملازمتـه والتـي منـها :
1. أن تحافـظ علـى مظهـرها النسـوي وتتجنـب التشبـه بالرجـال لتبقـى متصفـة بخصائـص المـرأة أو مميزاتـها ولتعلـم أن الـزوج يحـب أن تكـون زوجتـه في داره كالشمـس في سمائـها لايحجبـها مـن العبوسـة والتجـهم سحـاب قاتـم لاسيـما اذا دخـل عليـها عابـس الوجـه بباعـث لاعلاقـة لـها بـه ، وأن تكـون ملمـة بـاداب المحادثـة ، تسـكت حيـن يجـب السكـوت ، ولا تقاطعـه اذا تواصـل حديثـه ، ولا ترفـع صوتـها اذا حدثتـه ، جاعلـة الصـدق رائـدها في كـل حـال فـان الصـدق منـج لـها مـن ورطـات الشـك في محبتـها واخلاصـها .
2. اذا أنسـت مـن نفسـها تفوقـا وذكـاء وسعـة في العلـم فتكتـم نصـف ذكائـها وعلمـها مستعيضـة عنـه بمظاهـر الاخـلاص والوفـاء والعطـف لتكسـب ميلـه اليـها وعطفـه عليـها واحترامـه اياهـا .
3. أن تعلـم أن الـزوج لا يطيـق مـن زوجتـه أن تعاملـه بالفتـور والتراخـي وقلـة الاكتـراث فلتحـذر هـذه العـادات ولتـواس زوجـها بكلمـة سلـوان تقـع مـن قلبـه موقـع المرهـم مـن الجـرح .
4. أن تكـون مدبـرة مقتصـدة فـاذا وافـاها بشـيء مـن المـال للانفـاق منـه علـى شـئون البيـت ، فممـا يسـره السـرور كلـه أن يراهـا تحكـم الرويـة والقصـد في انفاقـه بحيـث لاينقـص بيتـه شـيء مـن حاجيـات المعيشـة ووسائـل هنائـها ، كـما يسـره أن يراهـا مـن الذكـاء والاطـلاع بحيـث تفهـم مايحدثـها بـه .
ان اتبعـت الزوجـة هـذه النصائـح فسـوف يقضـي الـزوج أوقـات فراغـه في المنـزل مـع زوجتـه يحادثـها ويؤنسـها ويقاطـع القـهاوي والملاهـي مزالـق الشـر ومساقـط الفسـاد .
? امـرأة فقيهـة : نظـر رجـل الـى امرأتـه وهـي تصعـد السـلم فقـال لـها : أنـت طالـق ان صعـدت وطالـق ان نزلـت وطالـق ان وقفـت . فرمـت بنفسـها الـى الأرض .
فقـال لـها : ( فـداك أبـي وأمـي ، ان مـات الامـام مالـك احتـاج اليـك أهـل المدينـة في أحكامـهم ) .
? مقيـاس السعـادة الزوجيـة :
الحـد الفاصـل بيـن سعـادة الـزوج وشقائـه هـو أن تكـون زوجتـه عونـا علـى المصائـب أو عونـا للمصائـب عليـه .
? أنـواع الزوجـات :
الزوجـات ثلاثـة : عاقلـة كريمـة المنبـت فتلـك أكـرم الزوجـات ، وصالحـة رضيـة النفـس فتلـك أرضـى الزوجـات، وجاهلـة سيئـة الأخـلاق فتلـك أتعـب الزوجـات .
? طرفـة :
مرضـت عجـوز ، فأتاهـا ابنـها بطبيـب ، فراهـا الطبيـب متزينـة بأثـواب مصبوغـة ، فعـرف ما بـها ، فقـال الطبيـب : ما أحوجـها الـى زوج ! فقـال الابـن : ما أحـوج العجائـز للأزواج ! فقـالت : ويحـك الطبيـب أعلـم مـنك علـى كـل حـال !!
? أخيـرا أختـي المسلمـة : أقـول لـك ماقالـه رسـول اللـه _ صلى الله عليه وسلم _ لمعـاذ ، فعـن معـاذ بن جبـل _ رضي الله عنه _ أن رسـول اللـه _صلى الله عليه وسلم _ أخـذ بيـده يومـا ثـم قـال : ( يا معـاذ واللـه انـي لأحبك ) فقـال لـه معـاذ : بأبـي أنـت وأمـي يا رسـول اللـه وأنا واللـه أحبـك ، قـال : ( أوصيـك يا معـاذ لا تدعـن في دبـر كـل صـلاة أن تقـول : اللهـم أعنـي علـى ذكـرك وشكـرك وحسـن عبادتـك ) .