لماذا يوصف شخص ما بأنه متحدث لبق؟؟ ...
الواقع أن هناك قاعدة ثلاثية هي التي تضفي على حديث من يتوخاها الكياسة والسحر .. فإذا تفحصنا
طريقته في التفحص وجدناه :
يتوقف
ويتأمل
ويصنت
التوقف يعني عدم الإندفاع بالحديث بلا تروي .
والتأمل : هو دقة الإنتباه إلى كل ما يطرأ على الطرف الأخر من انفعالات وانطباعات وردود فعل .
والإنصات أو حسن الإستماع هو مفتاح القلوب ومغناطيس محبة الناس لأن الناس يحبون ذلك
الشخص الذي يجيد الإنصات إلى آرائهم وأفكارهم وتعبيرهم عن أنفسهم ...
وهناك بعض العناصر الأساسيه للمتحدثه اللبقه التي اذا توفرت في المرء تجعل الحديث معه ممتعا
ومريحا للأعصاب وبعيداً عن أي نوع من أنواع الإستفزاز .. وعند اتباع هذه الأمور تكونين بذلك
فتاه راقيه ومتحدثه بارعه
حسن اختيار الموضوعات
إذا كنت حريصة على محبة الناس وتعاطفهم وإذا أردت أن يدوم الإنسجام بينك وبين مخالطيك فلا بد
أن تحسني اختيار موضوعات الحديث بل لا بد أن تتبعي في ذلك أسلوب صيد السمك خصوصا
عندما تتحدثين مع بنت أخرى تلتقين بها لأول مرة وتجهلين كل شيء عن ميولها وهواياتها ونوعية
ثقافتها ... حينئذ يقتضي الأمر منك أن تتحدثي في موضوع تلو الآخر حتى تصلي إلى أحب
الموضوعات إليها. كسب الثقة بالتواضع
وهناك أسلوب آخر بالنسنة للنساء وهو أسلوب الترحاب بمشورة الآخرين .
إن أسلم طرق الحديث و أنفعها في كسب الآخرين وأكثرها فائدة في الحصول على معلومات طيبة
وخبرات هي طلب الإستئناس بآرائهم في أي شيء : الفنون أسعار وأنواع السلع وتربية النشء .
الملاحظات الشخصية :
النسمة الباردة في فصل الصيف تغازل الوجه وترطبه أما كلمات التقدير فتفتح أبواب القلوب
الموصدة ... إنها روح الود والألفة والإعزاز .... هناك عبارات لها مفعول السحر في روح البشر .
إن الشخص الذي يبدو عليه أنه شغوف يتنسم ما ترويه من أخبار ويسره حديثك سيكون كله آذان
صاغية لايقاطعك ويتابعك بانتباه تلقائي هو الإنسان الذي يستأثر بحبك وعنايتك أكثر من غيره وكذلك
أنت بالنسبة للناس ما دامت هذه صفاتك .
من الناس نماذج مكروهة
وعلى العكس من ذلك فإن من الناس نماذج مملة منفرة لا تحظى بالأخرين إلا بالتبرم والامتعاض ..
ثقيل الظل :
هو ذلك الشخص الذي يصر على أن يتحدث بإطناب وإفاضة في موضوع لاترغب أن تسمع عنه
كلمة بالمرة ... تجده يصر على أن تتجرع مرارة حديثه رغم إيضاحك له بطريقة أو بأخرى بمحاولة
نهو الحديث .
العويل :
هو الذي غذا أجملت حديثه وجدته صورة من الشكوى والنحيب والتشاؤم ... وما أكثر هؤلاء الذين
يقيمون طوابق حديثهم علىأسس من نعي سوء الحظ ونحس الطالع والشكوى من توالي الأمراض
وعرض صور الفشل في المشروعات ورواية مقالب الأصدقاء ومكايد الأعداء ومشاكل العمل .
حرى بالمرء ألا يتوقع في مشاكله وآلامه ويحاول أن يجر محدثيه ليعيشوها معه فللمستمعين مشاكلهم
أيضا ولا تستهويهم مشاكل غيرهم
المقاطع:
إن المقاطعة أيا كان نوعها تولد شعورا بالإرتياب لدى المستمعين الآخرين حتى ولو كانت المقاطعة
من قبيل الحث أو التنبيه .
مكمل الجمل :
بعض الناس أسرع من غيرهم في إيجاد كلمة أو عبارة مناسبة يتطوعون بتقديمها لمتحدث قد يكون
بطيئا في إيجاد الكلمة أو التعبير المناسب الذي يريده لشرح رأيه ... وحرى بالمرء إذا شعر برغبة
جامعة تدفعه لإكمال جملة متحدث أن يقاوم هذه الرغبة بشدة... لأن هذا السلوك من جانبه يحرج
المتحدث ويؤذيه ويشعره بأنه غير كامل الثقافة ...
المغتاب :
إذا أردت أن تحافظي على كل صديقاتك فلا تتحدثي عن أحد دون أنم تتصوري أنه موجود معك
يسمع ما تقولين عنه .
الثرثرة :
الندم والإعتذار والأسف تحدث عامة بسبب ما تقولين وليس بسبب ما نسيتي أن تقولي . ولذا فقد قال
حكيم : (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ) فخير للمرء أن يغلق فمه ويقال ما يقال عن
سبب ذلك ع، أن يطلق لحديثه العنان فيتورط ويحيط نفسه بالمهانة والإستخفاف .
على المرء أن يعرف كيف ينصت للأخرين وعليه أيضا أن يعرف متى يجيء دوره لأداء نصيبه
المحدود من الحديث .... وثقي تماما أنه ما من شيء أثقل على أعصاب المستمع أكثر من الحديث
الطويل أو الكلام المعاد المعروف المألوف ... إن طرافة الحديصث تكمن في قلته وجدته ... وصدق
القائل : ( خير الكلام ما قل ودل ) .