تمكن المستشفى الوطني بالدانمارك
من تطوير جينات "انتحارية" للقضاء على الخلايا السرطانية.
وأعلن الفريق العلمي المشرف على الفحوص الجينية ضد الخلايا السرطانية، أنهم نجحوا في خلق خلايا أقرب ما يمكن وصفها بالانتحارية للقضاء على الخلايا السرطانية في جسم الإنسان.
وقد أجريت التجارب المخبرية على عينة من الخلايا الصغرى لسرطان الرئة، وفي حال نجاح نفس التجارب على الفئران سيقوم الأطباء بنقل التجارب للمصابين بهذا النوع من المرض.
وتفيد الإحصائيات الصادرة عن معهد مقاومة مرض السرطان بالدانمارك أن المشروع البحثي المخصص للتغلب على خلايا سرطان الرئة حصل على دعم مالي يتجاوز 3.6 ملايين كرون دانماركي.
وحسب المصدر نفسه هناك 3000 دانماركي يصابون سنويا بمرض سرطان الرئة، كما أن شخصا من كل خمسة دانماركيين يتعرضون لنوع معقد يطلق عليه اسم "سرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة".
وقالت الدكتورة نينا بيدرسن مسؤولة فريق البحث الدانماركي للجزيرة نت إنه معروف أن طرق علاج السرطان ما زالت تعتمد على الفحوص الكيميائية والأشعة، غير أنه رغم فاعلية هذه الوسائل في بدايتها سرعان ما يعود المرض أقوى مما كان عليه لدى المريض.
وأوضحت بيدرسن أن عودة المرض من جديد للمريض الذي خضع للعلاج الكيميائي لسنوات يجعل فرصة الحياة أقل من 5%، ودفع هذا الوضع فريق العمل الدانماركي وأهل الاختصاص للبحث عن بديل لمقاومة هذا المرض.
وأكدت أن الفريق البحثي نجح في إضافة إحدى الجينات الانتحارية لهذه الخلايا ما يجعلها غير قادرة على مقاومة الأدوية المضادة للزكام.
وتسمى هذه العملية بـ"الفحوص الجينية" التي تنشط ضد الخلايا المصابة فقط، وتقوم بقتلها بشكل فعال، وقالت إنه في حال نجاح التجارب على المرضى لا يخلو الأمر من بعض الأعراض الجانبية.
من جهته عبر هانس سكوغفور بولسن مسؤول مخبر الإشعاع البيولوجي بالدانمارك عن سروره بهذا الإنجاز العلمي الذي وصفه بالناجح والمثمر، وقال "لقد كان طريقا طويلا حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه، لذلك نحن سعداء بتحقيق ما راهنا عليه منذ البداية".
مركب عضوي
ومن أكبر التحديات التي واجهها المهتمون في مجال السرطان تأمين الطريقة التي يتم نقل وتوصيل الجينات الانتحارية للخلايا السرطانية.
وبعد 20 عاما من الأبحاث والدراسات توصل الباحثون الدانماركيون إلى تطوير "جزء من الذرة الدهنية" Fedtmolekyle وهي صغيرة جدا تسمى Lipid Nanoparticles "ليبيد نانو براتيكلس" التي تندمج بالجينات الانتحارية.
وبسبب حجمها الصغير جداً تصل ليبيد نانو "-وهو مركب عضوي جزء من مليار جزء من الذرة- حاملة معها الجينات الانتحارية عن طريق أوعية الدم لتصل إلى داخل الخلايا السرطانية.
ويقول بولسن إنهم يتعاونون مع خبراء أميركيين ممن لهم خبرة واسعة في تطوير الجينات الدهنية لاستعمالها ضد أنواع أخرى من السرطان.
وأشار إلى أنهم سيقومون هذا الشهر بتجربة الاكتشاف الجديد على فئران التجارب، وحال نجاحها بعد إثبات نجاحه مخبريا سيقومون ببيع الاكتشاف لشركة صنع الأدوية، وقد يستغرق إثبات نجاحه على البشر خمس سنوات على حد تقديره.
وينضم هذا الاكتشاف الدانماركي إلى مجموعة الاكتشافات المتعلقة بالأمراض القاتلة التي تناهز الألف ومعظمها لمعالجة أمراض السرطان.