أفطر كالملوك وتغدى كالأمراء وتعشى كالفقراء .. هذا ما أثبتته الكثير من الدراسات الحديثة التي أكدت الفوائد الصحية التي تحملها وجبة الإفطار الصباحية ودورها في المحافظة على الوزن المثالي وسلامة وظائف الجسم الحيوية وقوة مناعته الطبيعية.
وأوضح الخبراء في نشرة مايوكلينك الصحية لهذا الشهر، أن تناول طعاما صحيا في وجبة الإفطار كالحبوب الكاملة والألياف يرتبط بمستويات طبيعية ومثالية من الكوليسترول، ويساعد في تخفيض استهلاك الإنسان من الدهون والمأكولات الدسمة خلال اليوم، كما ثبت علميا أن تناول إفطار صحي يساهم في التصدي للأمراض ويطيل العمر ويجعل الإنسان يتمتع بسنوات إضافية من الصحة الجيدة.
واستعرض الأطباء عددا من الأطعمة لإفطار صباحي صحي مفيد للقلب وضغط الدم، منها رقائق الفطور الباردة أو الساخنة التي تحتوي على 5 غرامات أو أكثر من الألياف الغذائية وأقل من 3 غرامات من الدهون في الحصة الواحدة، إلى جانب الحليب خالي الدسم وحبة واحدة من الفاكهة مثل تفاحة أو موزة أو برتقالة.
وأكد الخبراء ضرورة أن تكون عصائر الفاكهة المتناولة نقية وصافية مائة في المائة، ولا تحتوي على السكر أو محليات أخرى، وأن لا يتم استهلاك أكثر من حصة واحدة منها يوميا.
وكانت الدراسات السابقة قد أظهرت أن تناول الإفطار يرتبط بتحسن القدرة على التحمل في أول النهار والقدرة على الاستيعاب الدراسي أو القيام بواجبات العمل، كما يساعد على سد النقص في مستويات سكر الدم، وهو أمر مهم للدماغ الذي لا يمتلك مقدارا احتياطيا من الجلوكوز، ولابد من تعويض النقص الحاصل فيه بصورة مستمرة.
واكتشف الباحثون في جامعة العلوم الصحية بشيكاغو، عند تحديد تأثير تناول الفطور على مزاج الإنسان في فترة الظهيرة وعلى أدائه المعرفي، أن تناول الوجبة الصباحية يمنع التأثيرات الضارة للتوتر والإجهاد.
وبينت الدراسات أيضا أن لوجبة الإفطار أهمية كبيرة على الصحة الذهنية والبدنية للأطفال، حيث تبين أن الصغار الذين لا يتناولون وجبة الفطور يواجهون مشكلات في التركيز في المدرسة، ويصابون بالإعياء وعدم الانتباه في فترة الظهيرة، وعدد من الاضطرابات السلوكية بسبب انخفاض مستويات السكر في الدم نتيجة عدم تعويضها من خلال وجبة الفطور مما يؤدي إلى الشعور بالإعياء والإجهاد والتعب والضيق التي تؤثر بدورها بصورة سلبية على التحصيل العلمي.
من جهة أخرى، أكد الخبراء أن إهمال وجبة الصباح لا يساعد في إنقاص الوزن، فالدراسات تشير إلى أن الأشخاص الذين لا يتناولون الإفطار يعوضون ذلك بأكل كمية أكبر من الطعام في وجبة الغداء.