رجح خبراء صحة أن تكون الصراصير مسؤولة عن انتشار فيروس الالتهاب الرئوي الحاد المعروف اختصارا باسم (سارس) في مبنى سكني كامل بهونج كونج.
ويعتقد الباحثون أن العدوى قد تنتقل من بيت لآخر عن طريق الصراصير.
ويشار إلى أن حصيلة ضحايا مرض الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) في ارتفاع مستمر.
وطبقا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية فإن عدد ضحايا فيروس الالتهاب الرئوي الحاد قد وصل إلى مائة وثلاثة أشخاص في جميع أنحاء العالم.
وقد خصصت سنغافورة، التي يشتبه في أن بها مئتي إصابة، حوالي خمسين شخصا من موظفي الاسعاف التابعين للقوات الجوية للمساعدة في فحص ركاب الطائرات التي تصل من أماكن انتشر فيها السارس مثل الصين وتورونتو.
وعلى الرغم من ذلك فإن الصين قدمت بعض الأخبار السارة حول هذا الفيروس، عندما أعلنت عن أن معدل الحالات الجديدة في مقاطعة جوانج دون، التي يعتقد أنها مركز فيروس السارس، قد تراجعت إلى أكثر من النصف الشهر الماضي.
ولدى العلماء ثقة كبيرة في أن الإصابة بهذا المرض ناجمة عن فيروس متعلق بفيروس آخر يحدث البرد الشائع.
وقد قام فريق من علماء جامعة هونج كونج بدراسة 50 حالة مصابة بفيروس الالتهاب الرئوي الحاد من خمسة مجموعات منفصلة.
وأظهرت نتائج الدراسة أن تسعة من بين عشرة حالات أصيبت بالعدوى عن طريق فيروسات من عائلة كورونا. بينما لم يوجد الفيروس في أي شخص صحيح من الذين أجريت عليهم الدراسة.
وقال العلماء الذين نشروا نتائج دراستهم على موقع دورية لانست العلمية على شبكة الإنترنت يوم الثلاثاء، إن الفيروس الذي قاموا بعزله ليس هو أحد فيروسات كورونا التي تصيب الانسان.
مشكلة الصرف الصحي
وجاء ذكر نظرية الصراصير على لسان نائب مدير الصحة بمستشفى ليونج باكين بهونج كونج يوم الاثنين، بينما كان يتحدث حول كيفية انتشار المرض بسرعة كبيرة في مبنى سكني في حدائق اموي في كولون، وذلك نظرا لتعرض ثلاثمائة حالة جديدة من سكان المبنى للإصابة في غضون أيام قليلة.
وقد حيرت الحالات المصابة مسؤولي الصحة، مما جعلهم يهتمون بالأمر أيما اهتمام عن طريق حجر الحالات المصابة عن الآخرين.
وقال ليونج: "ربما يكون الصرف الصحي هو السبب، فمن المحتمل أن تكون الصراصير هي العائل الذي يحمل الفيروس إلى المنازل."
ويشار إلى أن العلماء لايزالون غير متأكدين من مسبب فيروس سارس أو من أسباب سهولة انتشاره.
وقد أنهي فريق الفحص التابع لمنظة الصحة العالمية زيارته، التي استمرت على مدى ستة أيام إلى مقاطعة جوانج دونج يوم الثلاثاء.
وتؤكد السلطات الصينية على أنها تسيطر على الموقف، حيث قال هوانج كينداو، مدير قسم الصحة بجوانج دونج إن "هناك انخفاضا في عدد الحالات الجديدة، ومن ثمة فإنه حتى في حالة عدم اكتشاف مصدر المرض فإنه سيكون بإمكاننا الوقاية من المرض ومن ثم علاجه."
وكان قد أعلن يوم الاثنين عن أن مدرسا أمريكيا وزوجا وزوجة يحملان الجنسية الصينية الكندية أصيبوا بالفيروس خلال زيارتهم لجنوب الصين.
وحدث ذلك في أعقاب وفاة مسؤول فنلندي الجنسية تابع لمنظمة العمل الدولية في بكين إثر إصابته بالمرض.
وكان بيكا آرو (53 عاما)، قد لقي حتفه الأحد الماضي بعد إصابته بفيروس الالتهاب الرئوي الحاد، ليصل بذلك عدد الوفيات في الصين إلى 53.
وفي يوم الاثنين، أعلن مسؤولو الصحة في بكين أنهم سيعملون على تطهير المجمعات الديبلوماسية الخمسة التي يعمل بها رجال أعمال وصحفيون وديبلوماسيون.
قلق في كندا
وقد قتل مرض الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) عشرة أشخاص في كندا حتى الآن.
وحذر مدير البنك المركزي الكندي يوم الاثنين من أن الفيروس قد يتسبب في عواقب اقتصادية وخيمة.
ومن جانبه قال ديفيد دودج، محافظ البنك المركزي الكندي "إن وباءا مثل فيروس (سارس)، إذا استمر في الانتشار بهذه الطريقة فإنه سيكون خطيرا للغاية لكننا لا نعرف مدى هذا الخطر، وما نعرفة هو أنه سيخلف تأثيرا قصير الأمد."
وليس هناك أي علامات على احتواء المرض حتى الآن.
وطبقا لتقارير محلية فإن الفيروس انتشر في مقاطعة تون مون بهونج كونج حيث يقوم أحد المستشفيات بعلاج عشرات الحالات.
وفي يوم الثلاثاء قال مسؤولون في سنغافورة إن الفيروس أصاب ست ممرضات آخريات في الوقت الذي أعلنت فيه الهند عن أول إصابة، وهو مواطن أمريكي أصيب بعد سفره إلى بومباي من الصين.