الجيوب الأنفية عبارة عن فجوات هوائية متصلة بالأنف وتزيد من مساحة غشائه المخاطي الذي له أهميته الكبرى بالنسبة للتنفس والشم والكلام ، وعند الحيوانات الدنيا التي تعتمد على حاسة الشم تكون هذه الجيوب صغيرة جدا ولكن مليئة بالخلايا العصبية.
وتشمل الجيوب الأنفية جيوب الوجهين على جانبي الوجه ، و جيوب الجبهة في الجبهة و الجيوب المصفاوية وهي متعددة وتقع بين العين والأنف وهناك أيضا جيبان داخليتان في قاع الجمجمة.
والجيوب فيموقعها المتقدم في الجمجمة تؤدي وظيفة حيوية وخطيرة يحس بها الإنسان ويعرفها جيدا عندما تحدث له حادثة مفجعة وتصطدم مقدمة الجمجمة بعنف فتتهشم أو تتهتك ويخرج من الحادث حيا يقظا لأن الجيوب الانفية تحملت الصدمة ودفعت الثمن وعمل الفراغ الهوائي داخلها على احتواء الأنسجة والعظام المتهشمة ولم يسمح لها بالدخول إلى المخ محافظا عليه مبقيا على حياته.
وقد تلمس هذه الوظيفة الهامة بوضوح إذا عرفت أن الحيوانات التي تتناطح برأسها مثل الكباش والماعز والغزلان تمتاز بجيوب أنفية متضخمة بها فراغ هوائي كبير لحماية المخ ومحتوياته من الصدمات والمشاجرات المستمرة،ولأن الجيوب الأنفية واسعة الاتجاهات ممتلئة بالهواء فهي تشغل حيزا كبيرا من الجمجمة ولذلك فهي تعطيها خفة في الوزن ودورانا في الشكل بجانب حمايتها لما في داخل الجمجمة من مخ وأوعية دموية وحتى تكون الفائدة أكبر والمنافع أكثر استفاد الإنسان من جيوبه الأنفية في تحسين صوته وإعطاء الكلام نغمة ورنينا جميلين.
فالهواء الخارج من الرئتين مارا بالحنجرة محدثا الصوت يمر في طريقه بالبلعوم والأنف والجيوب فيكتسب الرنين اللائق والنغمة الإنسانية الواضحة التي تجعل للكلام وضوحا وانطلاقا وحسنا،ولذلك فإن من زكم أنفه أو انسد حلقه تتغير نغمة كلامه ويختفي الوضوح في نطقه وتظهر الخناقة في صوته ، وكذلك من كانت جيوبه الأنفية أكبر وتهويتها أحسن واتصالها بالأنف أسهل كان لصوته رنين أجمل ولكلامه نطق أحسن.
وعلى الرغم من كل هذه الفوائد تعاني من موقعها وتظلم من جاراتها وتتأثر من الجسم الذي يحملها فتظهر ممانعاتها وتعرض متاعبها فيتجه الإنسان لاتهامها والتململ من مأساتها ، فإذا أصيب الإنسان بالبرد أو الانفلونزا والتهاب الأنف وكثرت الميكروبات فيه أصبح في وضع يحتم عليه الراحة والاحتياط واستعمال العلاج المبكر حتى يقضي على المرض في أوله ويتخلص منه.
ولكن الإنسان قد يهمل نفسه ويستهتر بما أصابه فتضعف مقاومته وقد يزداد التهاب الأنف فتنتهز الميكروبات الفرصة وتتسرب من الفتحات الصغيرة الموصلة للجيوب الأنفية فتلتهب الجيوب وتكثر إفرازاتها وتعاني وتتألم ويطول علاجها ، وكذلك يعاني المريض من صداع شديد في الرأس وآلام في الجسم وشعور بالتعب العام.
وقس على ذلك بقية أمراض الأنف من التهابات ولحمية واعوجاج للحاجز الأنفي ودخول أجسام غريبة بالأنف أو ماء ملوث بالميكروبات والأورام البسيطة أو الخبيثة بالأنف كل هذه تمد الجيوب الأنفية بميكروباتها وأمراضها فتلهبها وتمرضها.
والأسنان أيضا التي تجاور الجيوب الأنفية وتشاركها في موقعها في الفك الأعلى والتي تمنحها الجيوب الأنفية مكانا متسعا لوجودها وحماية ووقاية لبقائها ، قد تمد يد السوء والمرض إلى الجيوب الأنفية فيمتد التسوس والصديد من جذور الأسنان إليها.
والحساسية المزمنة التي يعاني منها الكثير والتي يصعب علاجها والتخلص منها قد تصيب الأنف فتزكمه وتتورم زوائده فتختفي التهوية من الجيوب الأنفية وينقطع عنها الهواء وتصل إليها إفرازات الأنف وتمتد داخلها الميكروبات فتقاسي منها وتعاني من متاعبها.
فالجيوب الأنفية لا تبدأ المتاعب ولا تتسبب فيها ولكن غيرها يرسلها إليها ويمدها بها فتمرض وتتألم ويطول مرضها ويظل هكذا حالها حتى يمتنع هذا الغير عن اضطهادها أو التأثير عليها وعندما تعالج جاراتها أو يزول منها المرض تعود الجيوب الأنفية إلى حالتها الطبيعية وتمارس وظائفها بكل دقة وأمانة .
ولعلاج التهاب الجيوب الأنفية يمكن إعطاء خافضات حرارة ومسكنات ألم مثل Panadol حبة كل 6 ساعات / مضادات احتقان مثل Rhinopront كبسولة كل 12
ساعة أو Eskornade كبسولة كل 12 ساعة / مضادات حيوبة خوفا من حدوث انتان ثانوي مثلKeflex 5oomg كبسولة 3 مرات في اليوم ويستمر العلاج لمدة أسبوع.