يعتبر ارتفاع الضغط الدموي واحداً من أكثر الأمراض القلبية شيوعاً وخطورة على أعضاء الجسم ويدعى بـ القاتل الصامت، وذلك لأنه لا يوحي بأية عوارض مميزة، ويمكن أن تصاب به لسنوات دون أن تعلم، فحوالي 90% من حالات الإصابة تكون دون سبب واضح؛ ويقتحم هذا المرض حياة ضحاياه دون سابق إنذار ويتم اكتشاف الإصابة به صدفة في أغلب الأحيان، وهو يصيب واحد من بين كل خمسة بالغين.
ومن المؤكد أن إهمال ضغط الدم المرتفع دون علاج له عواقب وخيمة قد تؤدي إلى الإعاقة في سن مبكر، كما أن المحافظة على العلاج والاستمرار فيه يؤدي إلى الحيلولة دون ظهور هذه المضاعفات أو على الأقل تأجيلها لسنوات عديدة، ويخفف من حدتها في نفس الوقت، كما أن وجود مشاكل صحية أخرى مثل مرض السكري وارتفاع الكوليسترول في الدم، والسمنة، والتدخين….الخ؛ تؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي للمصابين وتجعلهم معرضين أكثر لحدوث مضاعفات ...
وفي 17 مايو من كل عام، تنطلق حملة دولية للتوعية بمرض ارتفاع ضغط الدم, بدعوة من الرابطة العالمية لارتفاع ضغط الدم, والتي تضم 72 جمعية ورابطة في العالم ومنها الجمعية المصرية.
وذلك تحت شعار "الوزن الصحي يساوي الضغط الصحي"، وتتبني الجمعية المصرية هذا العام تحت عنوان "اعرف رقمك"' مهمة الإشراف علي مسح طبي لـــ3 آلاف طالب من10 جامعات مصرية، وذلك في هذا اليوم العالمي, لمعرفة عوامل الخطورة في شريحة الشباب المصري التي قد تؤدي إلي الإصابة بأمراض القلب والشرايين، طبقاً لما ورد بـ"جريدة الأهرام".
ويشمل المسح الطبي قياس ضغط الدم والوزن والطول ومحيط الخصر ودهنيات الدم، والغرض من هذا اليوم العالمي, كما يوضح الدكتور محسن إبراهيم أستاذ أمراض القلب بطب القاهرة ورئيس الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم, هو توعية الجمهور بمرض ارتفاع ضغط الدم الشرياني ومدي انتشاره محلياً وعالمياً وكيفية متابعة قياس ضغط الدم بدقة, وكذلك أخطار ارتفاع ضغط الدم علي الصحة, وبيان أهمية الوسائل غير الدوائية، مثل تغيير نمط الحياة نحو صحة أفضل, والعلاجية بالدواء لمكافحة هذا الوباء العالمي.
وأوضح إبراهيم أن مصر تتصدر قائمة دول العالم في الوفيات الناتجة عن الأزمات القلبية وأمراض الشريان التاجي, حيث تبلغ الإصابة560 في كل مائة ألف, في حين أنها210 حالة في كل مائة ألف في ألمانيا, والمشكلة أن ذلك يحدث في مصر في سن مبكرة 10 سنوات مقارنة بالغرب,51 سنة متوسط سن الإصابة في مصر وفي الغرب61 عاماً, ورغم تراجع معدلات الإصابة في الغرب إلا أنها تتصاعد في مصر, ولو تم محاصرة عوامل الخطورة للإصابة بالمرض كالتدخين والسمنة والسكر, فإن80% من أمراض القلب يمكن تفاديها.
وأكد إبراهيم أن مرض ضغط الدم المرتفع المعروف بـ"القاتل الصامت" مرتبط بالتقدم في العمر, وأن أكثر من نصف الي ثلث البشر الذين يبلغ عمرهم أكثر من60 عاماً مصابون بضغط الدم المرتفع، ويقدر الباحثون أن عدد الأشخاص المصابين به في العالم نحو بليون شخص.
ويصف الدكتور حسين رزق أستاذ أمراض القلب بطب القاهرة المشروع القومي لارتفاع ضغط الدم الذي نشرت نتائجه بدءاً من عام1994 بأنه الأول من نوعه في دول العالم الثالث, والذي كشف عن إصابة 26% من المصريين بارتفاع الضغط, بعد أن كانت هذه النسبة 6 ـ10% في الستينيات, وأن العوامل البيئية تتصدر أسباب الإصابة بضغط الدم, والمقصود بها نمط الحياة, مؤكداً أن لدى مرضى ارتفاع الضغط في العادة أكثر من عامل بين هذه العوامل وبالإضافة إلي العامل الوراثي تنتشر بينهم السمنة, فحوالي15% من مرضي ارتفاع ضغط الدم من المصابين بالسكر.
ويعتبر رصد عوامل الخطورة في الإصابة بارتفاع الضغط, من ضمن أهداف مسح طلاب الجامعات المصرية, وفقاً لما قاله الدكتور عبد المنعم ابراهيم أستاذ علم وظائف القلب والشرايين بطب القاهرة, ومنها التدخين وعدم ممارسة الرياضة والوجبات غير الصحية واستعمال الزيوت المهدرجة والوجبات السريعة,وعدم الاهتمام بالخضراوات والفاكهة.
يذكر أن علاج ضغط الدم المرتفع مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتراجع الكثير من الأمراض والمضاعفات المصاحبة له, حيث تتراجع معدلات الإصابة بالجلطات بنسبة35 إلى45% وإحتشاء القلب بنسبة20 إلى25% وهبوط القلوب لأكثر من50%.
أعراض الإصابة بارتفاع ضغط الدم
لا يشعر أغلب مرضى ارتفاع ضغط الدم بأية أعراض، ولكن من الممكن ظهور أعراض ناتجة عن مضاعفات ارتفاع ضغط الدم، ومن هذه الأعراض:
- عدم اتزان وصداع.
- نزيف أنفي.
- ألم في مؤخرة الرأس عند الاستيقاظ في الصباح.
- ألم في الصدر.
- ضيق في التنفس.
- اختلال في الوعي والتركيز.
- ضعف في الأطراف.
- تشنجات.
- زغللة وضعف في البصر.
أما الأعراض والعلامات الأخرى، تكون ناتجة عموماً عن مضاعفات أو حالات أخرى تؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم وتتضمن:
- تعرق زائد.
- تشنج العضلات.
- ضعف عام.
- تبول بشكل متكرر.
- خفقان القلب بسرعة.
آثار ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته
يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى مشاكل صحية خطيرة ترتفع حدتها إذا لم تتم معالجته بالشكل المناسب، وتختلف هذه الآثار والمضاعفات من شخص لآخر بالاعتماد على أربعة عوامل خطر رئيسية لا يمكن السيطرة عليها هي:
العمر: حيث تزداد احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع تقدم السن.
- العرق: فالزنوج هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم من البيض.
- الجنس: ففي مرحلة الشباب ومنتصف العمر يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء، والعكس فيما بعد الستين.
- التاريخ المرضي للعائلة: فقد ينتج ارتفاع ضغط الدم عن عوامل وراثية.
وبشكل عام فإن لارتفاع ضغط الدم مضاعفات سلبية كبيرة على جميع أعضاء الجسم، إلا أن أكثر الأعضاء تأثراً هي القلب والكلى والدماغ على التفصيل التالي:
القلب: نتيجة للإصابة بارتفاع ضغط الدم لا يحصل القلب على الكمية اللازمة من الدم والأكسجين مما قد يؤدي إلى انسداد الشريان التاجي والإصابة بنوبة قلبية، كما أن هذا النقص المزمن في تروية القلب قد يؤدي إلى موت جزء من عضلة القلب وتوقف القلب عن النبض مما يتسبب في أغلب الأحيان بالوفاة.
الدماغ: نتيجة لضيق الشرايين تقل تروية الدماغ بالدم مما يؤدي إلى نوبة تأتي على صورة فقدان مفاجئ للقوة والإحساس بالشلل، وقد تحدث النوبة (السكتة الدماغية) نتيجة تمزق أحد الشرايين في الدماغ مؤثرة على وظائف الدماغ، ودخول المريض في غيبوبة.
الكلى: كما عرفنا، فإن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى نقص تروية الأعضاء بالدم، فنتيجة لنقص تروية الكلى تقل قابليتها للتخلص من الفضلات والسموم، وهذا ما يسمى بالقصور الكلوي الذي يترتب عليه تراكم المواد السامة في الدم.
سبع خطوات لخفض الضغط
وعن هذا المرض، تنصح الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ الأمراض الباطنة العامة والسكر، كلية طب القصر العيني، مرضى ارتفاع ضغط الدم محدده طرق العلاج فى سبع نقاط:
- تقليل وزن المريض المصاب بالسمنة، حيث إن نقص الوزن يؤدى إلى نقص ضغط الدم.
- ممارسة الرياضة مثل ركوب الدراجة والجرى والسباحة والأيروبك، مما يؤدى إلى انخفاض ضغط الدم.
من تناول ملح الطعام إلى حوالى 4-6 جرامات يومياً.
- الامتناع عن التدخين، فالمعروف أن النيكوتين يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم.
- الامتناع عن تناول القهوة، حيث تؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم.
- البعد عن التوتر والانفعالات النفسية كلما أمكن.
- استخدام العقاقير التى تعالج ارتفاع ضغط الدم وهى على شكل موسعات للأوعية الدموية أو مدرات للبول، ويوجد الآن أدوية حديثة تستخدم بنجاح وأمان تام ولا توجد معها أية أعراض جانبية.