السعال أثناء الليل
٭ ابنتي عمرها خمس سنوات وأربعة شهور ووزنها 35 وطولها 125 سم بمجرد النوم تبدأ بالسعال وضيق التنفس والشخير الطبيب يريد إزالة اللحمية واللوزتين معا وأنا خائفة من العملية أريد نصيحتك.
- السعال أثناء الليل قد يكون له أكثر من سبب. أهمها حساسية الصدر أو ما يعرف بالربو الليلي حيث إن هناك تغيرات تحدث في الجسم يوميا مع تغير الساعة البيولوجية تؤدي إلى زيادة الحساسية بالليل عند بعض الأشخاص. هناك أسباب متعددة ومتداخلة تجعل أعراض الربو تزداد بالليل. فتغير الإيقاع اليومي بين الليل والنهار يؤثر على كثير من وظائف الجسم ومنها الجهاز التنفسي. فقد أظهرت الدراسات أن الجهاز التنفسي أكثر حساسية بالليل منه بالنهار كما أن مجاري التنفس السفلية (القصيبات الهوائية) تكون في أضيق حالاتها الساعة الرابعة فجرا. كما أن هناك العديد من التغيرات التي تحدث في الجسم مع تغير الإيقاع اليومي فيحدث نقص أثناء الليل في بعض الهرمونات التي تساعد على توسيع الشعب الهوائية مثل هرمونات الكورتيزول، والأدرينالين، وتحدث في الليل زيادة في بعض الوسائط التي تسبب الالتهاب. كما أن درجة حرارة الجسم تنخفض بمقدار درجة مئوية واحدة خلال النوم وهذا قد يكون أحد أسباب زيادة حساسية مجرى الهواء أثناء النوم. كما أن زيادة تجمع الافرازات في مجاري الهواء بسبب عدم إخراجها أثناء النوم قد تزيد من الأعراض. وهناك اضطرابات أخرى تحدث عند بعض المرضى تسبب السعال الليلي مثل ارتجاع الحمض من المعدة إلى المريء وهو اضطراب شائع عند الأطفال ويسبب السعال الليلي وقد يسبب الشخير. وأخيرا تضخم اللوز ولحمية الحلق وزيادة الوزن قد يسبب الشخير عند الأطفال وقد يؤثر على التنفس وهذا بدوره يزيد من ارتجاع الحمض وحساسية الصدر مما يدخل الطفل في حلقة مفرغة كل اضطراب فيها يسبب الآخر.
الكلام أثناء النوم
٭ أعاني من الكلام أثناء النوم مما يسبب لي القلق والإحراج أمام أهلي ويجعلني أتردد بموضوع الزواج فأرجو أن أجد لديك الحل لمشكلتي
ولو أني أسكن في السعودية لما ترددت بزيارتك ولكن أقيم في سورية ولك الشكر.
- تحية طيبة. يعتبر الكلام أو الحديث أثناء النوم أحد اضطرابات النوم المعروفة وهو شائع نسبيا حيث إن 5% من الكبار و50% من الأطفال قد يتحدثون أحيانا خلال النوم. وقد وجدنا في بحث سابق أن 6% من الأطفال السعوديين من سن 6-12 سنة يتكلمون بصورة شبه يومية خلال نومهم. والكلام أثناء النوم قد يكون اضطرابا قائما بذاته ويعتبر في هذه الحالة اضطرابا حميدا لا يحتاج للعلاج وقد يصاحب اضطرابات أخرى ويكون أحد مظاهرها مثل اضطراب رعب النوم أو الاضطراب السلوكي المصاحب للأحلام وتوقف التنفس أثناء النوم. والكلام أثناء النوم الذي لا يكون مصحوبا باضطرابات أخرى يمكن أن يحدث في أي مرحلة من مراحل النوم ولكنه عادة يكون أكثر في المراحل التي لا تحدث فيها الأحلام. ويبدو أن العامل الوراثي مهم في هذا الاضطراب حيث إن المشكلة قد تكون أكثر حدوثا في عوائل معينة. وفي الاضطراب القائم بذاته والذي لا يصاحب اضطرابات نوم أخرى يكون الكلام عادة غير مفهوم ولا يصاحبه أي تعابير في الوجه كما لا يصاحبه أي حركات في الجسم وقد يزداد الحديث في حالات إصابة الشخص بالحمى وفي العادة لا يتذكر المصاب أنه تحدث خلال النوم. أما الكلام أثناء النوم المصاحب لرعب النوم فإنه يكون مصحوبا بخوف شديد وصراخ وفي هذا الحالة كسابقتها لا يتذكر المريض عادة أحاديثه. والكلام المصاحب للاضطراب السلوكي المصاحب لمرحلة الأحلام فإن الصوت يكون مرتفعا ويعبر عن أحاسيس انفعالية وقد يصاحبه حركات في الجسم ويكون مصحوبا بحلم قد يتذكره المريض. وقد يصاحب الكلام أثناء النوم المصابين بتوقف التنفس بسبب انسداد مجرى الهواء العلوي أثناء النوم. ويحدث الكلام بين نوبات توقف التنفس وقد لا يتذكره المريض. وبالنسبة لمشكلة الكلام أثناء النوم التي لا تصاحبها اضطرابات أخرى، فإن المصاب لا يشعر بالمشكلة حتى ينبهه الآخرون أو يسجلون حديثه أثناء النوم. لذلك يكون أكثر الذين يحضرون إلى العيادة من الكبار فقد ينبهون إليها في إحدى الرحلات أو أثناء السفر حين ينام أكثر من شخص في مكان واحد. كما أن البعض يتنبه لهذه المشكلة بعد الزواج حيث ينبهه شريك حياته إلى المشكلة. والمشكلة كما ذكرنا سابقا حميدة ولا تحتاج لعلاج في أكثر الحالات وتأتي الشكوى عادة من شريك المصاب كالزوج أو الزوجة أو زميل أو أخ المصاب الذي يشاركه الغرفة. وننصح المصاب بمراجعة المختصين إذا كانت نبرة الكلام حادة وتعبر عن أحاسيس انفعالية أو أن يكون الكلام مصحوبا بكثرة الحركة أو نوبات من الخوف بعد الاستيقاظ أو شخير وتوقف في التنفس أثناء النوم. ويحتاج الطبيب أن يحصل على وصف دقيق للحالة من الشخص الذي يشارك المصاب غرفة النوم لأن المريض في كثير من الحالات لا يدرك ما يحدث خلال النوم. وفي حال الاشتباه بوجود احد اضطرابات النوم السابقة الذكر فإن الطبيب قد يجري اختبارا للنوم للتأكد من الحالة حيث يتم مراقبة النوم والتنفس ووضع ميكروفون لمراقبة الصوت وتسجيله لتحديد وقت حدوثه. فالكلام الذي يحدث خلال النوم في أكثر الحالات لا يكون مصحوبا بأي اضطراب ويمكن أن يحدث في أي مرحلة من مراحل النوم. أما الكلام المصاحب لرعب النوم فيحدث عادة خلال مراحل النوم العميق (المرحلة الثالثة والرابعة من النوم). وعند المصابين بالاضطراب السلوكي المصاحب للأحلام فإن الكلام يحدث في مرحلة الأحلام ويصاحبه في العادة بحركات كثيرة. وعند المصابين بالشخير وتوقف التنفس فإن الكلام يحدث عادة بعد زوال نوبة توقف التنفس حيث قد يستيقظ مخ المريض لعدد من الثواني ويتكلم بكلام لا يتذكره. وعلاج الاضطراب المصاحب للكلام يؤدي في العادة إلى زوال مشكلة الكلام أثناء النوم. أما بالنسبة للذين لا يوجد لديهم اضطراب آخر مصاحب للكلام فإنهم في الغالب لا يحتاجون لعلاج.