الحول هو عدم استقامة وضع العينين حيث ان الشخص المريض يستخدم العين السليمة للتركيز على المرئيات بينما تنحرف العين المصابة بالحول الى الداخل أو الخارج أو إلى أعلى أو إلى أسفل حسب نوع الحول.
وتبلغ نسبة الاصابة بالحول حوالي أربعة بالمائة وليس هناك فرق بين الذكور والأناث وأحيانا نرى أن الحول يورث في بعض العائلات فنجد أكثر من حالة في العائلة الواحدة.
والحول نوعان:
1ـ حول يصيب الأطفال.
2ـ حول يصيب كبار السن والبالغين.
الحول عند الأطفال عدة أنواع وأسباب منها الحول الخلقي الذي يظهر عند الولادة أو خلال الشهور الستة الأولى من عمر الطفل وعادة ما يحتاج هذا النوع من الحول التدخل الجراحي لتعديله ومساعدة الرضيع على النظر السليم باستعمال العينين معا.
وهناك نوع آخر من الحول يظهر غالبا بعد السنة الثانية من عمر الطفل ويكون نتيجة وجود طول نظر في العينين وقد تحدث اصابة بالرأس أو حرارة مرتفعة عند الطفل تساعد على ظهور الحول بصورة مفاجئة ومعظم هذه الحالات يتم علاجها بواسطة وصف نظارة طبية والمراجعة الدورية بالعيادة لمتابعة حالة الحول وعلاج أي درجة كسل بالعين.
وبالنسبة لتشخيص الحول فإنه من الضروري التفرقة بين الحول (الكاذب) و(الحقيقي) وذلك بالكشف عند الطبيب المتخصص لان، الحول الكاذب ليس حالة مرضية ولا يحتاج الى علاج وعادة يختفي تلقائيا لدى الأطفال عند سن السابعة أو الثامنة من العمر. كما يجب أن يحدد الطبيب المختص ما اذا كان الحول هو الظاهرة المرضية الوحيدة أو كان عرضا مصاحبا لمرض آخر بالعين سواء بالعدسة مثل المياه البيضاء أو أي أمراض الشبكية والعصب البصري حيث يمكن أن يصيب أحد هذه الأمراض عين الطفل في الصغر ويؤدي عدم تشخيص المرض مبكرا الى ظهور حول ثانوي باحدى العينين.
ولا ننسى دور الأسرة في تشخيص الحول حيث ان ملاحظة والدي الطفل لابنهما لها دور كبير في ذلك ودائما ما ننصح الوالدين بمراقبة طفلهما عند اللعب واستذكار الدروس ومشاهدة التلفزيون حيث حركة العينين في الاتجاهات المختلفة أحيانا تظهر الحول وكذلك أحيانا يميل الطفل برأسه باتجاه معين لكي يستطيع توجيه العين المصابة بالحول في الاتجاه المعاكس ليرى الأشياء بصورة متطابقة ولكي يتخلص من رؤية الأشياء بصورة مزدوجة، وخطورة هذه الحالة انها على المدى الطويل تؤدي الى تقلص في عضلات الرقبة ويكون العلاج عسيرا اذا أهملت الحالة.
كما أنه من المهم تشخيص وعلاج كسل العينين قبل الشروع في علاج الحول ونعني بكسل العين ضعف الابصار بهذه العين نتيجة اهمال المخ لها وتركيزه على الاشارات الواردة من العين السليمة ويستطيع الطبيب تحديد درجة الكسل ومدى ضعف النظر عن طريق قياس النظر لدى الطفل حتى في الشهور الأولى من العمر بواسطة أجهزة خاصة وعلاج كسل العين يمكن فقط لدى الاطفال حتى سن الثامنة وفي حالة البالغين فإن ضعف الابصار الذي يسببه كسل العين يصبح مستديما ومن هنا تتضح أهمية تشخيص وعلاج الحول وكسل العين في سن مبكرة.
وعلاج كسل العين يكون عادة عن طريق تدريبات تهدف الى تنشيط النظر بالعين المصابة بالكسل أما بالنسبة للحلول فإن علاجه يكون بوصف نظارة طبية لتصحيح أي عيوب انكسار بالنظر اذا وجد وعن طريق اجراء جراحة بسيطة في عضلات العين لتقويم وضع العين وهذه العملية تستغرق في الغالب من 20ـ30 دقيقة وتتم تحت المخدر العام ثم ينقل الطفل الى غرفة الافاقة لمدة 3ـ4 ساعات يمكنه بعدها العودة الى المنزل بحالة جيدة في نفس اليوم.
أما بالنسبة للحول في البالغين وكبار السن فيتم تقسيمه الى حول شللي وحول غير شللي. والحلول الشللي يكون عادة لوجود ضعف في عصب من الأعصاب التي تغذي عضلات العين نتيجة أمراض أو التهابات فيروسية في أعصاب العين أو نتيجة في كثير من الحالات لارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة السكر في الدم خاصة عند مرضى السكري ومثل هذه الحالات تتحسن مع العلاج الطبي في فترة 3ـ4 شهور لكن الحول الشللي يسبب عادة ازدواجية بالرؤية مما يستلزم استعمال نظارة ذات منشور خاص لمعادلة الازدواجية خلال فترة علاج العصب.
وفي حالات الحول غير الشللي عادة يكون بسبب وجود تضخم في عضلات العين مثل حالات زيادة نشاط الغدة الدرقية أو وجود تيبس في عضلات العين في بعض الأمراض التي تصيب عضلات الجسم عامة وهذه الحالات في الغالب تحتاج الى عملية جراحية لتعديل وضع العين بعد فترة من العلاج الطبي.
أخيرا يجب التذكير بأهمية الفحص المبكر والتشخيص السليم لحالات الحول خاصة عند الأطفال وعدم اهمال الحالة الى وقت متأخر يكون العلاج فيه عسيرا فكلما كان العلاج مبكرا كانت النتائج أفضل والتغلب على المشكلة أسهل ويجب عدم الانصات الى الخطأ الشائع بأن ظهور الحول في السنة الأولى من عمر الطفل ظاهرة طبيعية وأنه سيزول تلقائيا بعد فترة.
د. مصطفى كامل
استشاري ورئيس قسم جراحة عيون الأطفال والحول
مركز مغربي للعيون ـ الدمام