M!do Lado ادارة المنتـدي
الدولة : Khartoum, Sudan عدد المساهمات : 2373 نقاط نشاط : 4288 السٌّمعَة : 147 العمر : 27
| موضوع: سمات الطغاة الثلاثاء يناير 22, 2013 6:54 pm | |
|
سمات الطغــاة ــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد رسمت قصة فرعون مع نبي الله موسى وبني إسرائيل صورة واقعية كاملة الوضوح لسمات الطغاة والفراعين في كل عصر وحين.. وأبرز هذه السمات:
/
أولا: الطغاة لا يعرفون ولاءً إلا للكرسي: وكل ما وراء ذلك فلا قيمة له، فهو حياتهم وهدفهم وهمتهم وكل ما يفعلونه إنما هو في الحقيقة يدور في فلك الحفاظ عليه.. وكل من أعان على البقاء فهو الحبيب القريب، ولو كان عدو الشعب والأمة، ولو كان في موالاته تضييع الدين والدولة، فالحفاظ على الكرسي هو الهدف.. وكل شيء يهدد هذا فلا بد من إزالته وقطع دابره حتى لو قتلنا نصف الشعب لا والله بل الشعب كله.
لقد رأى فرعون رؤيا أولّت له على أن نهاية ملكه على يد رجل من بني إسرائيل، رجل يهدد عرشي؟!! فأمر مباشرة بقتل كل ذكر يولد في بني إسرائيل!!. يبيد شعبا كاملا من أجل بقاء حكمه... نعم. (سنقتل أبنائهم ونستحيي نسائهم وإنا فوقهم قاهرون)
وليعلم كل ظالم وكل مستبد وكل متكبر أن الأمر كله لله، وأن ما شاء الله كان، تربى موسى في بيت من يريد قتله. وكأن لسان القدر يقول: لقد كنت تبحث عنه فقد جئنا به إليك، أنت تريد وأنا أريد و لا يكون إلا ما أريد، كنت تريد قتله ونحن سنربيه في بيتك ليكون لك بعد ذلك عدوا وحزنا، (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين). والآية تدل على أن الخطأ سمة لهم فكما كانوا خاطئين في اختيار طريقة حكمهم للشعب وظلمهم وطغيانهم واستعلائهم واستكبارهم فكذلك هم خاطئون في اختيارهم لأنفسهم؛ والدليل على ذلك اختيارهم هذا الطفل ليربوه ويرعوه ليكون هلاكهم على يديه
ومن سمات الطغاة وحدة مواقفهم من المصلحين فمن سمات الفراعين تشابه بل تطابق موقفهم من الناصحين، وحالهم مع المصلحين، يأتي المصلحون والناصحون إلى الطغاة فلا تخرج معاملتهم لهم عن معاملة فرعون لموسى أو بعضها: لقد كبر موسى وتربى في بيت فرعون فهم يعرفونه، ثم ذهب إلى مدين، وعاد بعد عشر سنين محملا برسالة الحق إلى فرعون "اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ، فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ، وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ، فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى"، (اذهبا إلى فرعون إنه طغى ، فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى). فماذا كانت إجابة فرعون وبماذا رد عليهم؟
أولا: محاولة مقارعة الحجة بالحجة، (قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى ، قَالَ ربنا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)، (قال فرعون وما رب العالمين ، قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين). الآيات.
ولكن حجج الباطل لا تقوى على الوقوف أمام الحق، فالحق أبلج والباطل لجلج (والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة)، (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق).
فإذا عجزت الحجة جاء التهديد والوعيد " قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين".. تماما كما قال قوم النمرود لإبراهيم بعد أن أعجزهم بحجته الدامغة "حرقوه وانصروا آلهتكم".
فإذا لم يُجد التهديد يطلق عليهم كلابه ليشنوا عليهم حملة شعواء لتشويه صورتهم أمام الرأي العام، فلهذا كان يعدُّهم، ولأجل هذا اليوم كان يرعاهم ويتركهم ليمتصوا دم الشعب ويسرقوا ماله وحريته، فهذا يوم رد الجميل، وهم أبدا لن يتقاعسوا هاهم كما تهوى تحركهم دمى .. لا يفتحون بغير ما تهون فما إنا لنعلم أنهــــم قـــــد جـــمعوا .. ليصفقوا إن شئت أن تتـكلما فالظلم قبلك كان كما مهملا واليوم صار على يديك منظما
وفجأة تخرج صحف فرعون بالمانشيتات العريضة والإذاعة والتلفاز، وجميع برامج التوك شو، والمجلات وكل وسائل الإعلام بالهجوم الضاري.. وقاموس الاتهامات معروف: اتهام بالخيانة والعمالة وتنفيذ أجندات خارجية، وإثارة الفوضى والبلبلة في البلد، وتضييع مكتسبات العهد المجيد، وإيقاف مسيرة الإصلاح (الذي لم يبدأ أبدا)، وأعظم من هذا كله محاولة قلب نظام الحكم. والعجيب أن تكون هذه التهمة حاضرة في كل العصور!! فموسى وهارون إنما جاءا ليقلبا نظام حكم فرعون!! إي والله هكذا قالوا عنهما: (قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين).
إن أعظم سمات الظالمين الكبر وعدم قبول الحق: لأنهم لا يرون الحق إلا عندهم وكل ما سواه باطل، لقد أخبرهم موسى أنه إنما جاء ليدعوهم إلى عبادة الله وحده، وترك ما هم فيه من الظلم واستعباد البشر والطغيان والعلو والإفساد في الأرض وليست المسألة لا عمالة ولا خيانة ولا شيء من هذا كله.. أبَو عليه وكذبوه ..
فأخبرهم أنه جاءهم بآية من الله يدلل بها على صدق قوله ونزاهة موقفه فأصروا على عمالته وخيانته (قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم * يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون)، (إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى * فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى)، وأرادوا أن تكون فضيحته على رؤوس الأشهاد ليكون عبرة لغيره.. قالوا: (فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لاّ نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلاَ أَنتَ مَكَاناً سُوًى * قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النّاسُ ضُحًى)، وذهب فرعون ليحشد قوته ويجمع سحرة نظامه (وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم .. فجمع السحرة لميقات يوم معلوم.. وقيل للناس هل أنتم مجتمعون لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين)
ورغم أن الاتفاق كان واضحا بين فرعون وسحرته، وأنه منّاهم بالمناصب والأموال والزلفى منه، ليكونوا أحرص شيء على هزيمة موسى إلا أن الحق كان أوضح من ذلك فأسلموا للحق. فهل قبل فرعون الحق؟ لا .. وأنى له ذلك؟! بل إنه زاد في استغفال شعبه والاستخفاف بهم فإذا به يقول للسحرة "إنه لكبيركم الذي علمكم السحر"، "إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون" ونكل بهم النكال العظيم وقد كانوا سدنة نظامه منذ قليل ولكنهم خرجوا عن عبوديته وطاعته.. فجعلهم كبش فداء وهي نظرية مشهورة عند كل الظالمين | |
|
فنان الابداع عضو نشـيط
عدد المساهمات : 1221 نقاط نشاط : 1221 السٌّمعَة : 0 العمر : 34
| |