الأطباء يؤكدون في ندوة للجمعية العربية للصحة الجنسية في القاهرة، أن التدخين والسمنة والتلوث والأمراض المزمنة وراء العجز الجنسي...
ArabYnet
عقدت الجمعية العربية للصحة الجنسية في مصر، ندوة ناقشت فيها العديد من الأمور الخاصة بالضعف الجنسي، وعلى رأسها أسبابه وأعراضه وطرق العلاج منه، خاصة بالفياجرا وأخواتها.. وتحدثت الندوة، وفق التقرير الذي نشرته أسبوعية "آخر ساعة" المصرية في عددها الأخير، عن أسباب كثيرة كان أبرزها: التدخين والأمراض المزمنة ونمط الحياة لنحو 130 مليون مريض في العالم، ما زالوا يبحثون عن علاج ناجع لهذا المرض بديلا عن أدوية الوهم الجنسي.
هل تصلح الفياجرا بعض ما أفسده الدهر؟
سؤال كان محور المناقشات ضمن أروقة الندوة برئاسة الدكتور طارق أنيس أستاذ الذكورة بكلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة وحضرها العديد من الأطباء المختصين، منهم الدكتور هاني سليمان والدكتور عاصم فرج أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية، والدكتور شريف مراد أستاذ المسالك البولية بكلية الطب بجامعة عين شمس، والدكتور عمرو جاد أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بالسعودية.. وفيها كانت الإجابة مطولة.. وحوت العديد من المعلومات والأرقام.
فالمرض معروف منذ أبد الدهر كما يقول الأطباء ويعرفه كل الناس. ويحار الأطباء في علاجه بكل الوصفات والأدوية. ولكن التاريخ يقول إن عام 1975 شهد اعتراف العالم كله علميا وممثلا في منظمة الصحة العالمية في جنيف بخطورته. حينما صدر أول تصريح فيها يؤكد أن مشكلة الضعف الجنسي مشكلة حقيقية وموجودة ولا داعي لإنكارها أو حتى التقليل منها. وهو ما أدركه العالم كله بعد ذلك وحتى الآن وبعد أن وصل عدد المرضي بالضعف الجنسي حول العالم لنحو 130 مليون شخص في أكثر من 120 دولة.
أما الأسباب للمرض. فواضحة ومرصودة لدى الأطباء؟ فهناك. التقدم في السن. وما يحدث معه من تغيرات مثل تدني هرمون الذكورة وتغيرات الأوعية الدموية والأمراض التي تصاحب الرجل المسن وبخاصة ضغط الدم المرتفع والسكر والقلب وتصلب الشرايين. وهناك الأمراض المزمنة المنتشرة والتي تعطي انطباعا حول طبيعة العصر الذي نعيشه وهي بالإضافة للأمراض السابقة، أمراض الاكتئاب بوجه خاص.
ويضاف لذلك نمط الحياة ذاته وعلي رأسه ما تعود عليه معظم الرجال من شراهة التدخين كمثال والذي أثبتت الدراسات أن فرض الإصابة بالضعف الجنسي للمدخنين تكون أكثر من غير المدخنين. لأن التدخين يعوق عملية انبساط العضلات وبالتالي يكون عائقا أمام إتمام العملية الجنسية علي الوجه الأكمل. كما أن له علاقة بأمراض القلب وضغط الدم والتي تؤدي بدورها للضعف الجنسي. وهنا نصح أحد الأطباء بأن توضع عبارة "التدخين أحد أسباب الإصابة بالضعف الجنسي" علي علب السجائر أسوة بما يحدث من وضع عبارات مثل التدخين ضار بالصحة أو أنه سبب من أسباب الإصابة بأمراض القلب أو السرطان أو غيرهما!
وهناك السمنة المفرطة خاصة لمن يملكون قطر للوسط يزيد عن 102 سم، ويرتبط به الخمول وقلة الرياضة وتناول الكحوليات وإدمان المخدرات وبالطبع ضغوط العمل والحياة والتلوث، وبخاصة التلوث بالرصاص. وما يحدث هو كالتالي: ضغط علي الأ**************دة وينتج عنها جزيئات أوأ**************جين نشطة تدمر مادة "أو**************يد النيتريك"، وهي المادة التي تساعد كثيرا علي النشاط الجنسي. وبالتالي يحدث عدة مؤشرات ومنها انقباض أو تجلط الشرايين أو خلل بالجهاز الدوري وبالتالي لا تتم العملية بالوجه الأكمل، أو لا تتم أساسا.
وهل يوجد علاج لكل هذه الأسباب والأعراض؟
الأطباء قالوا خلال الندوة إن العلاج يكون أساسا بعلاج الأسباب، وعلى رأسها تعديل نمط الحياة بالإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة والطعام الصحي، وإنقاص الوزن والتقليل قدر الإمكان من التوترات والضغوط اليومية. مع تعديل بعض نوعية الأدوية التي يتم تناولها بشكل مزمن ومنها أدوية ضغط الدم ومدرات البول وغيرها.
ويضاف لذلك بالطبع. التعليم الجنسي السليم والاستشارات الزوجية الطبية المتخصصة لحياة زوجية وممارسة سليمة. ثم يأتي بعد ذلك خط علاج ثان لا ينفصل عما سبق وهو العلاج بهرمون الذكورة أو بالأدوية التي تعطي بالفم ومنها: الفياجرا والسيالاس ولفيتيرا. وهذه كلها تمثل نحو 90 % من العلاج. ثم يأتي دور الحقن الموضعي أو الأدوية التي تعطي عن طريق مجرى البول أو غير ذلك. وهذه تمثل أقل من 5 % . أما الـ5 % الباقية أو أقل منها. فتذهب للعلاج بالأجهزة التعويضية أو الجراحة وبخاصة للأوعية الدموية.
والمحاذير. في تناول أدوية الضعف الجنسي؟ لا توجد في الغالب محاذير. وإن كان هناك تحذير أو احتياط من عدم استخدام الأدوية التي تعطي بالفم ومنها الفياجرا لمرضى القلب ممن يتناولون أدوية تحتوي على النيترات كموسعات لشرايين القلب وكذلك كمضادات لتضخم البروستاتا.
وهناك أعراض جانبية أخرى قد تواف استخدام هذه الأدوية وتشمل: الصداع وعسر الهضم واحمرار الوجه وآلام العضلات وأحيانا عدم تمييز المريض للإضاءة والألوان، وهي أعراض تزول مع تكرار الاستخدام والتعود. كما أن مثل هذه الأدوية ليس لها أي تأثير علي القدرة علي الإنجاب وذلك حسب التجارب المعملية التي تم إجراؤها حتى الآن في 120 بلدا وبلغت نحو 120 دراسة علمية ومعملية، أثبتت أن هذه الأدوية فعالة وبالذات "الفياجرا" الذي يتم تداوله لدي 24 مليون مريض في العالم سنويا. ويصف الأطباء أكثر من 170 مليون وصفة طبية سنويا حول العالم.
كما أن هذه الأدوية تأتي بنتائج فعالة في نحو 80 % من الحالات. ولدى رجال يمثلون نحو 10 % من رجال العالم حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات والجمعيات والهيئات المهتمة بالصحة عالميا. وفي أمريكا وحدها سيبلغ عدد المرضي 21مليونا مع العام ..2025 وفي أفريقيا 11.5 مليون الآن.
الإحصائيات تتكلم !
أما في مصر والبلدان العربية، فلا يوجد رقم محدد، وتتضارب الأرقام كثيرا لأن للمرض جوانب اجتماعية ونفسية تمنع الإعلان صراحة عنه. وبالتالي لا توجد أرقام حقيقية عنه، بينما تقول الإحصائيات التي تم تداولها خلال الندوة أن الرجال المصابين بالضعف الجنسي فوق 40 عاما، يبلغون نحو: 51 % في نيجيريا و64 % في تركيا و52 % في أمريكا، و48 % في فنلندا، مقابل 19 % فقط في ألمانيا.
ونتيجة لذلك. ولخطورة وانتشار المرض تم إدراجه ضمن أدوية التأمين الصحي في أمريكا واليابان وفي بريطانيا عارضوها في البداية. ثم أدرجوها ضمن أدوية التأمين الصحي ومعظم بلدان أوربا. وهو ما دعا المشاركين في الندوة لتكرار دعوة سبق أن طالب بها مؤتمر المسالك البولية الذي عقد في سبتمبر من العام الماضي. وهي إدراج الفياجرا وأخواتها ضمن أدوية التأمين الصحي كمرض شائع في مصر، لا يقل عن الأمراض المزمنة الشهيرة الأخرى. ولا يتم في العادة الإعلان عنه صراحة كما أنه ليس من أمراض الرفاهية. ولكن له أعراض نفسية واجتماعية خطيرة، بالإضافة لأعراضه الطبية!!
كما أن الدعوة لن تكون "غريبة" لدواء مثل الفياجرا يعالج به رجل من كل نحو 20 رجلا في العالم تقريبا، كما أنه الأكثر انتشارا لأمراض الضعف الجنسي مع السيالاس ولفيتيرا في بلدان مثل السعودية والكويت والإمارات ولبنان والأردن ومصر. كما أنه يمثل 73 % من الأدوية للضعف الجنسي في العالم حاليا.
ولكن لماذا الفياجرا وأخواتها..؟
الأطباء يؤكدون أن الأسباب واضحة، فهذه الأدوية جعلت الحياة أكثر يسرا للعديد من الناس حول العالم، وأصلحت "بعض" وليس "كل" ما أفسده الدهر! كما أنه وبالتجربة ساعدت هذه الأدوية علي النشاط الجنسي من 3.1 مرة إلى 6.6 مرة شهريا وزادت من مدته من 7 دقائق إلى 33 دقيقة كاملة!
كما أنها زادت من القدرة على الاستمتاع بالعلاقة الزوجية من 23 % إلي 72 %، وهو ما جعلها ثورة حقيقية لمرضى يبحثون عن دواء رخيص وفعال وليست له موانع أو أعراض جانبية ويتم تناوله بطريقة سهلة. كما أن الاعتياد على تناوله. لن يمثل إدمانا بأي شكل من الأشكال.
والأطباء لم ينسوا خلال ندوتهم أن يشيروا إلى أن الحالة النفسية ضرورية لنجاح العلاج.. كما أن الأكلات الدسمة قبل الممارسة غير مطلوبة لأنها تؤخر امتصاص الدواء بصورة ملحوظة وبالتالي، ضعف تأثيره في وقت قياسي، كما أنه لابد من مشورة الأطباء مثله مثل باقي الأدوية، قبل تناوله. وإن كان لا يحدث أية أعراض إذا تناوله شخص، ليس في حاجة ماسة إليه.
ولم يغفل المجتمعون ضرورة نشر الوعي الجنسي والتوعية للمتقدمين في السن مع دور بارز للآباء ورجال الدين، والإعلام والمؤسسات غير الحكومية، في التوعية