إنَّ الصبر مع الله هو الثبات معه على أحكامه، فلا يزيع القلب عن الإنابة ولا الجوارح عن الطاعة فتعطي المعيةَ حقها من التوفية، كما قال تعالى: ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾ [النجم: 37] أي: وفَّى ما أُمِرَ به بصبره مع الله على أوامره.
ولذا كان المذمومُ من الصبرِ الصبرَ عن محبة الله وسير القلب إليه، وهذا أقبحُ الصبرِ.
إذ كيف يصبر العبد عن محبوبه وإلهه الذي لا حياة له بدونه؟!! ولأجل ما تقدم كان أبلغ الزهد وأقبحه زهد الزاهد فيما أعدَّ الله لأوليائه من كرامته مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
أم كيف يصبر العبد عن البعد عن جنته ويرضى بالمقام في دار سخطه؟!! كفى بصبر ٍكهذا قبحاً.
فلله در من قال:
الصبر يُحْمَد في المواطن كلِّها إلا عليك فإنهـا لا يُحْمَـدُ