هل التوبة تكفر الكبائر؟
ارتكبت كبيرة من الكبائر، فهل تكفي
التوبة والاستغفار فيها؟[1]
التوبة النصوح يكفر الله بها جميع
الذنوب حتى الشرك؛ لقول الله سبحانه:
وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[2]، وقوله عز وجل في
سورة (الفرقان): وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ
اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي
حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ
ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن
تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ
اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
[3].
فأخبر سبحانه في هاتين الآيتين: أن
المشرك والقاتل بغير حق والزاني يلقى
أثاماً، يضاعف له العذاب يوم القيامة
ويخلد فيه مهاناً، إلا من تاب وآمن
وعمل عملاً صالحاً.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
((التوبة تجب ما قبلها))،وقال عليه
الصلاة والسلام: ((التائب من الذنب
كمن لا ذنب له)).
وشروط التوبة النصوح التي يكفر الله بها
الخطايا ثلاثة:
الأول: الندم على ما وقع منه من
السيئات والمعاصي.
والثاني: تركها والإقلاع منها؛ خوفاً من
الله سبحانه وتعظيماً له.
والثالث: العزم الصادق ألا يعود فيها.
وهناك شرط رابع لصحة التوبة، إذا كان
الذنب يتعلق بالمخلوق؛ كالقتل
والضرب وأخذ المال، ونحو ذلك: وهو
إعطاؤه حقه، أو استحلاله من ذلك.
نسأل الله أن يوفقنا والمسلمين جميعاً
للتوبة النصوح من جميع الذنوب، إنه
جواد كريم.