القاتل عضو نشـيط
عدد المساهمات : 1427 نقاط نشاط : 4010 السٌّمعَة : 1 العمر : 34
| موضوع: الاستعارة المكنية و التصريحية الأربعاء يناير 16, 2013 11:02 pm | |
| [b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][size=16][b][size=16][b][b][size=16][b][b][size=16][b][size=16][b][b][size=16][b][b][size=16][b][size=16][b][size=21][b][b][b][b][b][b][b]اسعد الله أوقاتكم بكل خير و بعد السلام بداية و ختاما[/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/size][/b][/b][/size][/b][/b][/size][/b][/size][/b][/b][/size][/b][/b][/size][/b][/size][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/size][/b][/size][/b][/b][/b][/b] [size=16][size=21] [b][b][b][b][b]والصلاة علي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أشرف وأفضل من مشى على الأرض[/b][/b][/b][/b][/b] [b][b][b][b][b]وخير من وجه وأرشد [/b][/b][/b][/b][/b]
أما بعد فأعود أليكم [b][b][b][b][b]اليوم أعزائي أعضاء ومشرفي منتديات الإبداع و التميز [/b][/b][/b][/b][/b][/size][/size] [b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][size=16][b][size=16][b][b][size=16][b][b][size=16][b][size=16][b][b][size=16][b][b][size=16][b][b][b][size=16][b][size=16][b][b][size=16][b][b][size=16][b][size=16][b][size=21][b][b][b][b]
انقل لكم بعض مفاهيم أللغة ألعربية الاستـــعــــــارة
- مفهــوم الاستعـارة:
أ) لــغــة: الاستعارة التصريحية والمكنية
1_ الاستعارة التصريحية: وهي ما صرح فيها بلفظ المشبه به دون المشبه، أو ما استعير فيها لفظ المشبه به للمشبه، ومثالها من القرآن الكريم قوله تعالى: (كِتابٌ أنزلناهُ إليكَ لِتُخرجَ الناسَ مِنَ الظُلماتِ إلى النُّورِ...). ففي هذه الآية استعارتان في لفظي: الظلمات والنور، لأن المراد الحقيقي دون مجازهما اللغوي هو: الضلال والهدى، لأن المراد إخراج الناس من الضلال إلى الهدى، فاستعير للضلال لفظ الظلمات، وللهدى لفظ النور، لعلاقة المشابهة ما بين الضلال والظلمات. وهذا الاستعمال _كما ترى _ من المجاز اللغوي لأنه اشتمل على تشبيه حذف منه لفظ المشبه، وأستعير بدله لفظ المشبه به، وعلى هذا فكل مجاز من هذا السنخ يسمى "استعارة" ولما كان المشبه به مصرحاً بذكره سمي هذا المجاز اللغوي، أو هذه الاستعارة "استعارة تصريحية" لأننا قد صرحنا بالمشبه به، وكأنه عين المشبه مبالغة واتساعاً في الكلام.
2_ الاستعارة المكنية: وهي ما حذف فيها المشبه به، أو المستعار منه، حتى عاد مختفياً إلا أنه مرموز له بذكر شيء من لوازمه دليلاً عليه بعد حذفه.
ومثال ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى: (ولَمّا سكتَ عَن موسى الغَضَبُ أخَذَ الألواحَ وفي نُسخَتِها هُدىً وَرَحمةٌ...). ففي هذه الآية ما يدل على حذف المشبه به، وإثبات المشبه، إلا أنه رمز إلى المشبه به بشيء من لوازمه، فقد مثلت الآية (الغضب) بإنسان هائج يلح على صاحبه باتخاذ موقف المنتقم الجاد، ثم هدأ فجأة، وغير موقفه، وقد عبر عن ذلك بما يلازم الإنسان عند غضبه ثم يهدأ ويستكين، وهو السكوت، فكانت كلمة (سكت) استعارة مكنية بهذا الملحظ حينما عادت رمزاً للمشبه به. وأظهر من ذلك في الدلالة قوله تعالى: (والصُّبح إذا تَنَفَسَ). فالمستعار منه هو الإنسان، والمستعار له هو الصبح، ووجه الشبه هو حركة الإنسان وخروج النور، فكلتاهما حركة دائبة مستمرة، وقد ذكر المشبه وهو الصبح، وحذف المشبه به وهو الإنسان، فعادت الاستعارة مكنية. وهاتان الاستعارتان أعني التصريحية والمكنية نظرا فيهما إلى طرفي التشبيه في الاستعارة، وهما المشبه والمشبه به، فتارة يحذف المشبه فتسمى الاستعارة (تصريحية) وتارة يحذف المشبه به فتسمى الاستعارة (مكنية). وهذان النوعان أهم أقسام الاستعارة وعمدتها
يقول ابن الأثير:" إنّما سمّي هذا القسم من الكلام استعارة لأنّ الأصل في الاستعارة المجازيّة مأخوذ من العارية الحقيقيّة التي هي ضرب من المعاملة وهي أن يستعيرَ النّاسُ من بعضهم شيئا من الأشياء ولا يقع ذلك إلاّ من شخصين بينهما سبب معرفةٌ وهذا الحكم جارٍ في استعارة الألفاظ بعضها من بعض.
فالمشاركة بين اللّفظين في نقل المعنى من أحدهما إلى الآخر كالمعرفة بين الشّخصين في نقل الشيء المستعار من أحدهما إلى الآخر."...(1) ب) اصطلاحا:
عرّف البلاغيّون القدامى الاستعارة منذ القرن الثالث الهجريّ كما يلي:
1. تسمية الشيء باسم غيره إذا قام مقامَه. ( الجاحظ) (1) المثلُ السّائرُ 364 2. نقل للّفظ من معنى إلى معنى. (المبرّد) 3. اللّفظ المستعمل في غير ما وُضِعَ له إذا كان المسمّى به بسبب من الآخر أو كان مجاريا له أو مشاكلا. (ابن قتيبة) 4. أن يُستعار للشيء إسمٌ غيره أو معنى سواه. (ثعلب) 5. استعارة الكلمة لشيء لم يُعرف من شيء عُرِفَ به. (ابن المعتزّ) 6. ما اكتفي فيها بالاسم المستعار عن الأصل ونُقِلت العبارة فجُعِلَت في مكان غيرها. ( علي بن عبد العزيز الجرجانيّ) 7. تعليق العبارة على غير ما وُضِعت له في أصل اللّغة على جهة النّقل للإبانة. (الرمّانيّ) 8. نقل العبارة عن موضع استعمالها في أصل اللّغة إلى غيره. (أبو الهلال العسكريّ) 9. أن يكون لفظ الأصل في الوضع اللّغويّ معروفا تدلّ الشّواهد على أنّه اختصّ به حين وُضِعَ ثمّ يستعمله الشّاعر أو غير الشّاعر في غير ذلك الأصل وينقله إليه نقلا غيرَ لازمٍ فيكون هنا كالعارية. ( عبد القاهر الجرجانيّ) 10. ذكرُ الشيء باسم غيره وإثبات ما لغيره له لأجل المبالغة في التشبيه. ( فخر الدّين بن الخطيب) 11. نقل المعنى من لفظ إلى لفظ لمشاركةٍ بينهما مع طيّ ذكر المنقولِ إليه. (ابن الأثير) 12. أن تَذكُرَ أحدَ طرفي التشبيه وتريدَ الطّرف الآخرَ مدّعيا دخول المشبّه في جنس المشبّه به إلاّ على ذلك بإثباتك للمشبّه ما يخصّ المشبّه به. (السكاكيّ)
تلك هي تعريفات الاستعارة مرتّبة ترتيبا تاريخيّا و يُلاحظ الدّارس لها أنّ الاستعارة قد تطوّرت في تعريفها فكانت في أوّل أمرها تشمل المجاز بأنواعه من غير بيان العلاقة بين المستعار منه و المستعار له ثمّ اتّضح التعريف شيئا فشيئا واشترطت العلاقة بالمجاورة أو المشاكلة أو بسبب يربط بين طرفيهما ثمّ ذكر الغرض من استعمالها. وقد خلط غيرُ واحد من علماء البلاغة بين الاستعارة والتشبيه فجعلوا بعض التشبيهات استعارات و بعض الاستعارات تشبيهات وعدّ أهل البلاغة كابن رشيق وأبي الهلال العسكريّ التشبيهَ المضمرَ الأداةِ استعارةً لأنّ التشبيه في نظرهم إنّما يتميّز بالأداة و لذا فهم يرون إنّ المفهوم من " زيدٌ أسدٌ" مثل المفهوم من " لقيتُ الأسدَ" أو" زارني الأسدُ". وقد اعترض على ذلك القاضي الجرجانيّ في "الوساطة" ورأى أنّه ورد ما يظنّه النّاسُ استعارةً وهو تشبيه أو مثلٌ و قد أنار إمام البلاغة الجرجانيّ هذه المسألة ووضّح الفرق بين التشبيه و الاستعارة بقوله :
" إنّ الاستعارة وإن كانت تعتمد التشبيهَ والتمثيلَ و كان التشبيهُ يقتضي شيئين مشبّها ومشبّها به وكذلك التمثيلُ لأنّه كما عرفت تشبيه إلاّ أنّه عقليٌّ فإنّ الاستعارة من شأنها أن تُسقِطَ ذكرَ المشبّه من البين وتطرحه وتدّعي له الاسم الموضوعَ للمشبّه به كما مضى من قولك" رأيتُ زيدا" تريد رجلا شجاعا فاسمً الذي هو غيرُ مشبّهٍ غيرُ مذكورٍ بوجه من الوجوه كما ترى وقد نقلتَ الحديثَ إلى اسم المشبّه به لقصدكَ أن تبالغَ."
ويُجمِعُ البلاغيّون على أنّ الاستعارة ضربٌ من المجاز اللّغويّ علاقته المشابهة أي لفظ استُعمل في غير ما وُضع له لعلاقة المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقيّ ... فالأساس الذي تقوم عليه الاستعارة هو التشبيه ولذلك عُدَّ أصلا وعُدَّتْ الاستعارة فرعًا له.(1)
الاستعارة
تعريف الاستعارة:هي الكلمة المستعملة لغير ما وضعت له لعلاقة المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي.
نحو: رأيت بحراً في الكلّية. أسلوب استعارة لأنّك أردت من البحر العالم الذي كثر علمه بقرينة "الكلية" فالبحر الحقيقي لا يوجد عادة فيها.
و الإستعارة إنما هي من سنن العرب. هي أن تستعير للشيء ما يليق به، ويضعوا الكلمة مستعارة له من موضع آخر.
كقولهم في استعارة الأعضاء لما ليس من الحيوان: رأسُ الأمرِ، رأسُ المال، وجهُ النَّار، عين الماءِ، حاجِبُ الشَّمس، أنفُ الجبل، أنفُ الباب، لِسانُ النَّارِ، رِيقُ المُزْنِ، يَدُ الدَّهرِ، جَناحُ الطَّريقِ، كَبِدُ السَّماءِ، ساقُ الشَّجَرَةِ.
وكقولهم في التَّفرُّق: انْشَقَّتْ عَصاهُمْ، شالَت نَعامَتهم، مرُّوا بين سنع الأرض وبَصرِها، فَسا بينَهم الظِّربان.
وكقولهم في اشتداد الأمر: كَشَفَتِ الحَرْبُ عن ساقِها، أبدى الشَّرُّ عن ناجِذَيه، حَمِيَ الوَطيسُ، دارَتْ رحى الحَربُ.
وكقولهم في ذكر الآثار العُلويَّة:افتَرَّ الصُبْحُ عن نواجِذَهُ، ضَرَبَ بِعَموده، سُلَّ سَيفُ الصُّبْحِ من غِمد الظَّلام، نَعَرَ الصُّبحُ في قفا الليل،باحَ الصُّبحُ بِسرِّهِ، وهي نطاق الجوزاء، انحَطَّ قِنْديلُ الثُرَيَّا،ذّرَّ قرْن الشَّمس،ارتَفع النَّهار، ترحَّلت الشَّمس، رَمَتِ الشَّمس بِجَمَرات الظَّهيرَةِ، بَقَلَ وجهُ النَّهار،خَفَقَتْ راياتُ الظَّلام،
نَوَّرت حدائِقُ الجوِّ، شابَ رأسُ الليل، لَبِسَت الشَّمس جِلبابها، قام خَطيب الرَّعد،خَفَقَ قَلب البَرق، انحَلَّ عِقْدُ السَّماء، وَهَى عِقد الأنداد، انْقَطَعَ شِريان الغَمام، تَنفَّسَ الرَّبيع، تَعَطَّرَ النَّسيمُ، تَبَرَّجَت الأرضُ، قَوِيَ سلطان الحرِّ، آنَ أن يَجيشَ مِرْجَلُهُ، ويثورَ قَسْطُلُه، انْحَسَرَ قِناع الصَّيف، جاشَت جُيوشُ الخَريفِ، حَلَّت الشَّمس الميزان، وعَدَل الزَّمان، دبَّت عَقاربُ البردِ، أقدمَ الشِّتاء بِكَلْكَلِه، شابَت مَفارِقُ الجِبالِ، يوم عبوسٌ قَمْطَرير، كشَّرَ عن نابِ الزَّمْهَرير.
وكقولهم في محاسن الكلام: الأدَبُ غِذاءُ الرُّوح،الشَّباب باكورَةُ الحَياةِ،الشَّيب عنوان الموت، النَّار فاكهة الشِّتاء،العِيال سوسُ المال،النَّبيذُ كيمْياء الفَرَح،الوحدة قَبر الحيِّ، الصَّبر مفْتاحُ الفَرَج،الدَّين داء الكرم، النَّمَّام جسرُ الشرِّ، الإرجافُ زَندُ الفِتنةِ،الشُّكرُ نسيمُ النَّعيم، الرَّبيع شبابُ الزَّمان، الولَدُ ريحانَةُ الروحِ،الشَّمس قَطيفَةُ المساكين،الطِّيب لسانُ المُروءة
أخي الكريم و هذا سؤال طرح على بعض المدرسين المتخصصين في اللغة العربية و هو الدكتور ناصر بن عبد الرحمن و هو عضو هيئة التدريس بكلّية اللّغة العربية لعلك تستفيد منه .
السؤال : ما الفرق بين الاستعارة المكنية والاستعارة التصريحية من خلال الأمثلة؟
إجابة السؤال الأول: الاستعارة المكنية هي ما حذف فيها المشبه به ورمز له بشيء من لوازمه.
ومثاله قول الحجاج في أحد خطبه: "إني لأرى رءوسًا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها".
وهنا يقول الحجاج مهددًا: "إني لأرى رءوسًا قد أينعت"أفاد أنه شبه الرءوس بالثمرات ثم حذف المشبه به ورمز للمشبه به بشيء من لوازمه وهو أينعت. الاستعارة التصريحية: وهي ما صُرِّحَّ فيها برمز المشبه به.
مثاله: قوله تعالى: ﴿ الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ [إبراهيم: 1] فهنا شبه الضلال بالظلمات، والهدى والإيمان بالنور، ثم حذف المشبه وهو الضلال والهدى، واستعير بدلاً منه لفظ المشبه به ليقوم مقامه، بادعاء أن المشبه به هو عين المشبه، وهذا أبعد مدى في البلاغة.
الإجراء سليم، وأيضًا التعريف كذلك صحيح، لكنه عندما عرف الاستعارة التصريحية قال ماذا؟ قال: في الاستعارة التصريحية وهي ما صرح فيها برمز المشبه به.
لا.. هو: بلفظ المشبه به، الأدق من هذا أن يقال بلفظ المشبه به، اللفظ المخصص للمشبه به صرح به واستعير لفظه تمامًا.
يقصد بالرمز على ما أعتقد أنه اللفظ. صحيح، لكن الأصرح من هذا والأدل والأدق أن يقول: بلفظ.
أما جوابه فجيد وصحيح وأيضًا تحليله طيب وشواهده أيضًا منطبقة على القاعدة. يقول في السؤال الثاني: والذي هو: أجرِ الاستعارة في هذه الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾ [الحجرات: 12]
ابحث عن الاستعارة في الآية؟ ثم أجرِ استعارة مكنية في موضع وتصريحية في موضع آخر؟ الإجابة: هنا في قوله تعالى: ﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا ﴾ استعارة تصريحية تبعية، فقد شبه الغيبة بالأكل بجامع نهش الأعراض في كلٍ، ثم استعير اللفظ الدال على المشبه به للمشبه، ثم اشتق من الأكل الفعل (يأكل).
ويجوز أيضًا أن نجري الاستعارة على وجه آخر فنقول: إنه تم تشبيه الغيبة بإنسان يأكل أو حيوان مفترس ينهش، ثم حذف المشبه به ورمز له بشيء من لوازمه وهو (يأكل) فتكون الاستعارة مكنية.
الإجراء بعمومه صحيح، لكن إجراءه للمكنية غير دقيق عندما شبه المغتاب، الأدق من هذا أن يقال: إن الله -جل وعز- قد قال: ﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ ﴾ شبه المغتاب الذي يأكل أعراض الناس ولا يفرق بينهم بحيوان أو بسبع مفترس لا يفرق بين ما يأكل من صغير أو كبير أو حلال أو حرام، بجامع الانتقاص في كلٍ، فالحيوان المفترس ينتقص من الميتة وأيضًا المغتاب ينتقص من أعراض إخوانه.
ثم حذف المشبه به حذف المكنية، ودل عليه بلازم من لوازمه وهو الأكل، الفعل المضارع (يأكل).
التصريحية التبعية هنا صحيح إجراؤها، أن نقول استعير الأكل في قوله (يأكل)، استعير الأكل للاغتياب أو الغيبة، شبهت الاغتياب أو الغيبة شبهت بالأكل بجامع الانتقاص في كلٍ واللامبالاة، ثم اشتق من الفعل المضارع يأكل بمعنى يغتاب، ثم اشتق من المصدر وهو الأكل الفعل المضارع يأكل بمعنى يغتاب، وذلك على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.
والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي هي: كلمة ﴿ أَحَدُكُمْ ﴾ لأن الأحد وهو يغتاب لا يأكل أكلاً حسيًا، لا يأكل أكلاً حسيًا ولا ينهش اللحم، وإنما بلسانه يغتاب وينتقص عرض أخيه.
أقسام الاستعارة: الاستعارة التصريحية و المكنية. 1- الاستعارة التصريحية هي ما صرّح فيها بلفظ المستعار منه ( المشبّه به).
مثل قول البحتري: يُؤَدُّونَ التّحِيَّةَ من بعيدٍ إلى قمرٍ في الإيوانِ بادِ فقمر مستعار للممدوح، و القرينة يؤدون التحية.
ومنه وصف المتنبي دخول رسول الروم على سيف الدولة: وَأَقبَلَ يمشِي في البسَاط فما دَرى إلى البحرِ يسعى أم إلى البحرِ يَرتَقِي البحر، البدر : استعارة تصريحية. القرينة : يمشي في البساط.
2- الاستعارة المكنيّة : هي ما حذف المستعار منه ( المشبه به ) و رمز له بشيء من لوازمه.
قال الشاعر دعبل الخزاعي: لا تَعجَبِي يا سَلمُ من رجلٍ ضَحِكَ المشِيبُ بِرَأسِهِ فَبَكَى.
الاستعارة هنا هي كلمة "المشيب" حيث شبّه بإنسان ثمّ حذف المشبّه به "الإنسان" ورمز له بشيء من لوازمه هو "ضحك" الذي هو القرينة.
يقول تعالى:" واخفض لهما جناح الذلّ من الرحمة " الاستعارة في كلمة " الذلّ " حيث شبّه بالطائر ثمّ حذف المشبّه به و رمز له بشيء من لوازمه "الجناح".
فاركان الاستعارة ثلاثة: المستعار منه وهو المشبّه به والمستعارُ له وهو المشبّه وهما طرفا الاستعارة والمستعار وهو اللّفظ المنقولُ.
والأصل في الاستعارة أن تكون في اسم الجنس دون اسم العلم لأنّ اسم الجنس يقتضي العموم في حين أنّ العلمَ ينافي العموم إلاّ إذا تضمّن صفةً قد اشتهر بها كتضمّن حاتم صفة الكرم وسحبان صفة الفصاحة وباقل صفة العيّ فيُصبح عند ذلك اعتبار ذلك العلم كليّا تجوز استعارته.
و يجوز أن تقع الاستعارة في الأفعال و المشتقّات( أسماء الفاعلين والمفعولين والصفة المشبّهة وأسماء المكان والحروف والأسماء المبهمة(أسماء الإشارة واسم الموصول والضمائر)) وسيأتي بيان ذلك في الاستعارة التبعيّة.
هذا ما قدرت أن أجمعه إن شاء الله تستفاد منه وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مـيـثـاق :: شـبـكـة عـشـاق الـحـور الإسـلامـية | حـفـظـهـا الله
مُنايَ من الدنيـا عُلومٌ أَبُثهـا ** وأنشرها في كل بـادٍ وحاضـرِ دُعاءٌ إلى القرآن والسُّننِ التي ** تَناسى رِجالٌ ذَكرها فِي المحاضـر وأَلـزمُ أطرافَ الثغـورِ مُجاهداً ** إذا هيعةٌ ثارتْ فـأولُ نـافرِ لألقى حِمامي مُقبلاً غيرَ مُدبـرٍ ** بِسُمرِ العَوالي والرِّقاق البواتِـرِ كِفاحاً معَ الكُفار فِي حومةِ الوغى ** وأكرمُ موتٍ للفتى قتلُ كافرِ فيا رب لا تجعل حِمامي بغيرها ** ولا تجَعَلنَّـي من قطين المقابـرِ
أيضاً :
لعل عبد القاهر الجرجاني (ت: 471ه*) من أوائل من قسم الاستعارة إلى قسمين: مفيدة وغير مفيدة. فالمفيدة عنده ما كان لنقلها فائدة وهي مدة هذا الفن ومداره، وغير المفيدة ما لا يكون لها فائدة في النقل، وموضعها حيث يكون اختصاص الاسم بما وضع له من طريق أريد به التوسع في أوضاع اللغة. وأشار أيضاً إلى أنها استعارة بالاسم تارة وبالفعل تارة أخرى ولمح إلى التصريحية منها والمكنية. وكان هذا التقسيم مدار البحث البلاغي عند المتأخرين، حتى إذا تلاقفوا هذه التقسيمات، أضافوا إليها، وشققوها إلى أقسام أخر، تتجاوز العشرة من حيث وجوه الشبه وأدوات التشبيه وأطرافه، مما ذهب برونق الاستعارة التصويري، وبهائها الفني فعادت علماً جافاً لا ينبض بالحياة. ولا كبير أمر في ذكر جميع هذه الأقسام والدخول في تفصيلات تلك الأنواع، ولكننا سنعالج في حدود معينة أهم ما تواضعوا عليه ممثلاً له بما في كتاب الله تعالى من علائم وسمات ومصاديق:
1_ الاستعارة التصريحية: وهي ما صرح فيها بلفظ المشبه به دون المشبه، أو ما استعير فيها لفظ المشبه به للمشبه، ومثالها من القرآن الكريم قوله تعالى: (كِتابٌ أنزلناهُ إليكَ لِتُخرجَ الناسَ مِنَ الظُلماتِ إلى النُّورِ...). ففي هذه الآية استعارتان في لفظي: الظلمات والنور، لأن المراد الحقيقي دون مجازهما اللغوي هو: الضلال والهدى، لأن المراد إخراج الناس من الضلال إلى الهدى، فاستعير للضلال لفظ الظلمات، وللهدى لفظ النور، لعلاقة المشابهة ما بين الضلال والظلمات. وهذا الاستعمال _كما ترى _ من المجاز اللغوي لأنه اشتمل على تشبيه حذف منه لفظ المشبه، وأستعير بدله لفظ المشبه به، وعلى هذا فكل مجاز من هذا السنخ يسمى "استعارة" ولما كان المشبه به مصرحاً بذكره سمي هذا المجاز اللغوي، أو هذه الاستعارة "استعارة تصريحية" لأننا قد صرحنا بالمشبه به، وكأنه عين المشبه مبالغة واتساعاً في الكلام.
2_ الاستعارة المكنية: وهي ما حذف فيها المشبه به، أو المستعار منه، حتى عاد مختفياً إلا أنه مرموز له بذكر شيء من لوازمه دليلاً عليه بعد حذفه. ومثال ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى: (ولَمّا سكتَ عَن موسى الغَضَبُ أخَذَ الألواحَ وفي نُسخَتِها هُدىً وَرَحمةٌ...). ففي هذه الآية ما يدل على حذف المشبه به، وإثبات المشبه، إلا أنه رمز إلى المشبه به بشيء من لوازمه، فقد مثلت الآية (الغضب) بإنسان هائج يلح على صاحبه باتخاذ موقف المنتقم الجاد، ثم هدأ فجأة، وغير موقفه، وقد عبر عن ذلك بما يلازم الإنسان عند غضبه ثم يهدأ ويستكين، وهو السكوت، فكانت كلمة (سكت) استعارة مكنية بهذا الملحظ حينما عادت رمزاً للمشبه به. وأظهر من ذلك في الدلالة قوله تعالى: (والصُّبح إذا تَنَفَسَ). فالمستعار منه هو الإنسان، والمستعار له هو الصبح، ووجه الشبه هو حركة الإنسان وخروج النور، فكلتاهما حركة دائبة مستمرة، وقد ذكر المشبه وهو الصبح، وحذف المشبه به وهو الإنسان، فعادت الاستعارة مكنية. وهاتان الاستعارتان أعني التصريحية والمكنية نظرا فيهما إلى طرفي التشبيه في الاستعارة، وهما المشبه والمشبه به، فتارة يحذف المشبه فتسمى الاستعارة (تصريحية) وتارة يحذف المشبه به فتسمى الاستعارة (مكنية). وهذان النوعان أهم أقسام الاستعارة وعمدتها، وهناك تقسيم لها باعتبار لفظها إلى أصلية وتبعية:
3_ الاستعارة الأصلية، وهي ما كان اللفظ المستعار في الأسماء غير المشتقة، وهذا هو الأصل في الاستعارة، ومثاله من القرآن الكريم قوله تعالى: (كِتابٌ أنزلنَاهُ إليكَ لِتُخرجَ الناسَ من الظُّلماتِ إلى النُّورِ...). فالاستعارة هنا في كلمتي: (الظلمات والنور) وكلاهما جامد غير مشتق، لأن المراد بهما جنس الظلمات وجنس النور.
4_ الاستعارة التبعية، وهي الاستعارة التي تقع في الفصل المشتق أو الاسم المشتق أو الصفة المشتقة، ومثالها من القرآن الكريم قوله تعالى: (فأَذّاقها اللهُ لِباسَ الجُوعِ والخوفِ...)، فالمستعار هنا هو (اللباس) فقد شبه الجوع والخوف بشبح يرتدي لباس الفزع، ولما كان متلبساً به من كل جانب وملتصقاً بكيانه من كل جهة، عاد مما يتذوق مادياً وإن كان أمراً معنوياً، ثم أستعير اللفظ الدال على المشبه به وهو اللباس للمشبه وهو الجوع والخوف من لفظ مشتق وهو "اللبس". وهناك تقسيم آخر باعتبار اللفظ المستعارة مطلقاً، إما أن يكون محققاً، وإما أن يكون متخيلاً، فبرزت استعارتان هما: التحقيقية والتخييلية.
5_ الاستعارة التحقيقية: وهي أن يذكر اللفظ المستعار مطلقاً بحيث يكون المستعار له أمراً محققاً يدرك في الفعل أو الحس، ومثاله قوله تعالى: (وآيةٌ لَهُمَ الّيلُ نَسلَخُ مِنهُ النّهار...). فإن الاستعارة هنا مفهومة، لأن المراد بالسلخ لغةً هو كشط الجلد، والمراد به هنا عقلاً هو إزالة الضوء، فالاستعارة محققة الوقوع عقلاً وحساً، لأن مفهوم لفظ السلخ بعد صرفه عن معناه الحقيقي لا يتجه إلا إلى إيضاح أمر المستعار وتجلية حقيقته.
6_ الاستعارة التخييلية: وهي أن يستعار لفظ دال على حقيقة خيالية تقدر في الوهم، ثم تردف بذكر المستعار له إيضاحاً لها أو تعريفاً لحالها. ومثال ذلك من القرآن الكريم كل الآيات التي يتوهم منها التشبيه، أو يتخيل فيها التجسيم تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. فقوله تعالى: (بَل يَداهُ مَبسُوطتانِ يُنفقُ كيفَ يشاء...). وقوله تعالى: (ويَبقى وَجهُ رَبّكَ...). وقوله تعالى: (خَلَقتُ بيديَّ...). كلها استعارات تخييلية، إذ تخيل اليد والوجه بالنسبة إليه تعالى إنما يصح على جهة الاستعارة لا الاستعمال الحقيقي. ويبدو مما تقدم أن الاستعارة في البيان العربي صيغة من صيغ الشكل الفني في استعمالاته البلاغية الكبرى، تحمل النص ما لا يبدو من ظاهر اللفظ، أو بدائي المعنى، وإنما تؤلف بين هذا وهذا في عملية إبداع جديدة تضفي على اللفظ إطار المرونة والنقل والتوسع، وتضيف إلى المعنى مميزات خاصة نتيجة لهذا النقل الذي قد دل على معنى آخر، لا يتأتى من اللفظ خلال واقعه اللغوي.
فالاستعارة بهذا تنتقل بالنص من الجمود اللفظي المحدد إلى السيرورة في التعبير، والمثلية الذائعة في الاستعمال. وقد ثبت دون ريب _من خلال نماذج البحث _ أن استعارات القرآن الكريم لألفاظه وكلماته، ركن من أركان البلاغة العربية المتطورة، تصقل الشكل، وتضيء الهيكل العام، ولا تستعمل فيه بوصفها استعارة فحسب، بل لأنها أسلوب مشرق من أساليب الصور الفنية التي تجمع إلى جنب العمق في نقل اللفظ وإضافة المعنى _ الحس والحياة في النص الأدبي. ------------------------------------ المصدر :عن اصول البيان العربي في ضوء القرآن الكريم
و هذا أيضاً :
لعل عبد القاهر الجرجاني (ت: 471ه*) من أوائل من قسم الاستعارة إلى قسمين: مفيدة وغير مفيدة. فالمفيدة عنده ما كان لنقلها فائدة وهي مدة هذا الفن ومداره، وغير المفيدة ما لا يكون لها فائدة في النقل، وموضعها حيث يكون اختصاص الاسم بما وضع له من طريق أريد به التوسع في أوضاع اللغة. وأشار أيضاً إلى أنها استعارة بالاسم تارة وبالفعل تارة أخرى ولمح إلى التصريحية منها والمكنية. وكان هذا التقسيم مدار البحث البلاغي عند المتأخرين، حتى إذا تلاقفوا هذه التقسيمات، أضافوا إليها، وشققوها إلى أقسام أخر، تتجاوز العشرة من حيث وجوه الشبه وأدوات التشبيه وأطرافه، مما ذهب برونق الاستعارة التصويري، وبهائها الفني فعادت علماً جافاً لا ينبض بالحياة. ولا كبير أمر في ذكر جميع هذه الأقسام والدخول في تفصيلات تلك الأنواع، ولكننا سنعالج في حدود معينة أهم ما تواضعوا عليه ممثلاً له بما في كتاب الله تعالى من علائم وسمات ومصاديق:
1_ الاستعارة التصريحية: وهي ما صرح فيها بلفظ المشبه به دون المشبه، أو ما استعير فيها لفظ المشبه به للمشبه، ومثالها من القرآن الكريم قوله تعالى: (كِتابٌ أنزلناهُ إليكَ لِتُخرجَ الناسَ مِنَ الظُلماتِ إلى النُّورِ...). ففي هذه الآية استعارتان في لفظي: الظلمات والنور، لأن المراد الحقيقي دون مجازهما اللغوي هو: الضلال والهدى، لأن المراد إخراج الناس من الضلال إلى الهدى، فاستعير للضلال لفظ الظلمات، وللهدى لفظ النور، لعلاقة المشابهة ما بين الضلال والظلمات. وهذا الاستعمال _كما ترى _ من المجاز اللغوي لأنه اشتمل على تشبيه حذف منه لفظ المشبه، وأستعير بدله لفظ المشبه به، وعلى هذا فكل مجاز من هذا السنخ يسمى "استعارة" ولما كان المشبه به مصرحاً بذكره سمي هذا المجاز اللغوي، أو هذه الاستعارة "استعارة تصريحية" لأننا قد صرحنا بالمشبه به، وكأنه عين المشبه مبالغة واتساعاً في الكلام.
2_ الاستعارة المكنية: وهي ما حذف فيها المشبه به، أو المستعار منه، حتى عاد مختفياً إلا أنه مرموز له بذكر شيء من لوازمه دليلاً عليه بعد حذفه. ومثال ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى: (ولَمّا سكتَ عَن موسى الغَضَبُ أخَذَ الألواحَ وفي نُسخَتِها هُدىً وَرَحمةٌ...). ففي هذه الآية ما يدل على حذف المشبه به، وإثبات المشبه، إلا أنه رمز إلى المشبه به بشيء من لوازمه، فقد مثلت الآية (الغضب) بإنسان هائج يلح على صاحبه باتخاذ موقف المنتقم الجاد، ثم هدأ فجأة، وغير موقفه، وقد عبر عن ذلك بما يلازم الإنسان عند غضبه ثم يهدأ ويستكين، وهو السكوت، فكانت كلمة (سكت) استعارة مكنية بهذا الملحظ حينما عادت رمزاً للمشبه به. وأظهر من ذلك في الدلالة قوله تعالى: (والصُّبح إذا تَنَفَسَ). فالمستعار منه هو الإنسان، والمستعار له هو الصبح، ووجه الشبه هو حركة الإنسان وخروج النور، فكلتاهما حركة دائبة مستمرة، وقد ذكر المشبه وهو الصبح، وحذف المشبه به وهو الإنسان، فعادت الاستعارة مكنية. وهاتان الاستعارتان أعني التصريحية والمكنية نظرا فيهما إلى طرفي التشبيه في الاستعارة، وهما المشبه والمشبه به، فتارة يحذف المشبه فتسمى الاستعارة (تصريحية) وتارة يحذف المشبه به فتسمى الاستعارة (مكنية). وهذان النوعان أهم أقسام الاستعارة وعمدتها، وهناك تقسيم لها باعتبار لفظها إلى أصلية وتبعية:
3_ الاستعارة الأصلية، وهي ما كان اللفظ المستعار في الأسماء غير المشتقة، وهذا هو الأصل في الاستعارة، ومثاله من القرآن الكريم قوله تعالى: (كِتابٌ أنزلنَاهُ إليكَ لِتُخرجَ الناسَ من الظُّلماتِ إلى النُّورِ...). فالاستعارة هنا في كلمتي: (الظلمات والنور) وكلاهما جامد غير مشتق، لأن المراد بهما جنس الظلمات وجنس النور.
4_ الاستعارة التبعية، وهي الاستعارة التي تقع في الفصل المشتق أو الاسم المشتق أو الصفة المشتقة، ومثالها من القرآن الكريم قوله تعالى: (فأَذّاقها اللهُ لِباسَ الجُوعِ والخوفِ...)، فالمستعار هنا هو (اللباس) فقد شبه الجوع والخوف بشبح يرتدي لباس الفزع، ولما كان متلبساً به من كل جانب وملتصقاً بكيانه من كل جهة، عاد مما يتذوق مادياً وإن كان أمراً معنوياً، ثم أستعير اللفظ الدال على المشبه به وهو اللباس للمشبه وهو الجوع والخوف من لفظ مشتق وهو "اللبس". وهناك تقسيم آخر باعتبار اللفظ المستعارة مطلقاً، إما أن يكون محققاً، وإما أن يكون متخيلاً، فبرزت استعارتان هما: التحقيقية والتخييلية.
5_ الاستعارة التحقيقية: وهي أن يذكر اللفظ المستعار مطلقاً بحيث يكون المستعار له أمراً محققاً يدرك في الفعل أو الحس، ومثاله قوله تعالى: (وآيةٌ لَهُمَ الّيلُ نَسلَخُ مِنهُ النّهار...). فإن الاستعارة هنا مفهومة، لأن المراد بالسلخ لغةً هو كشط الجلد، والمراد به هنا عقلاً هو إزالة الضوء، فالاستعارة محققة الوقوع عقلاً وحساً، لأن مفهوم لفظ السلخ بعد صرفه عن معناه الحقيقي لا يتجه إلا إلى إيضاح أمر المستعار وتجلية حقيقته.
6_ الاستعارة التخييلية: وهي أن يستعار لفظ دال على حقيقة خيالية تقدر في الوهم، ثم تردف بذكر المستعار له إيضاحاً لها أو تعريفاً لحالها. ومثال ذلك من القرآن الكريم كل الآيات التي يتوهم منها التشبيه، أو يتخيل فيها التجسيم تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. فقوله تعالى: (بَل يَداهُ مَبسُوطتانِ يُنفقُ كيفَ يشاء...). وقوله تعالى: (ويَبقى وَجهُ رَبّكَ...). وقوله تعالى: (خَلَقتُ بيديَّ...). كلها استعارات تخييلية، إذ تخيل اليد والوجه بالنسبة إليه تعالى إنما يصح على جهة الاستعارة لا الاستعمال الحقيقي. ويبدو مما تقدم أن الاستعارة في البيان العربي صيغة من صيغ الشكل الفني في استعمالاته البلاغية الكبرى، تحمل النص ما لا يبدو من ظاهر اللفظ، أو بدائي المعنى، وإنما تؤلف بين هذا وهذا في عملية إبداع جديدة تضفي على اللفظ إطار المرونة والنقل والتوسع، وتضيف إلى المعنى مميزات خاصة نتيجة لهذا النقل الذي قد دل على معنى آخر، لا يتأتى من اللفظ خلال واقعه اللغوي. [/b][/b][/b][/b][/size][/b][/b][/size][/b][/b][/size][/b][/size][/b][/b][/b][/size][/b][/b][/size][/b][/b][/size][/b][/size][/b][/b][/size][/b][/b][/size][/b][/size][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/size][/b][/size] وتَنْقَسِمُ الاستعارةُ إلى أصْلِيَّةٍ، وهيَ ما كانَ فيها المستعارُ اسْمًا غيرَ مُشْتَقٍّ، كاستعارةِ (الظلام) لـ(الضلال)، و(النورِ) لـ(الهُدى). وإلى تَبعِيَّةٍ، وهيَ ما كان فيها المستعارُ فعْلًا، أوْ حرفًا، أو اسمًا مُشْتَقًّا، نحوُ: (فلانٌ ركِبَ كَتِفَيْ غَرِيمِه)، أيْ لازَمَه مُلازَمَةً شديدةً، وقولِه تعالى: {أُولَـئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ}، أيْ: تَمَكَّنُوا من الحصولِ على الهدايةِ التامَّةِ، ونحوُ قولِه: ولئن نَطَقْتُ بشكْرِ بِر مُفْصِحًا = فلسانُ حالي بالشِّكايةِ أَنْطَقُ ونحوُ: أَذَقْتُه لِباسَ الموتِ، أيْ: أَلْبَسْتُه إِيَّاه. | |
|
فنان الابداع عضو نشـيط
عدد المساهمات : 1221 نقاط نشاط : 1221 السٌّمعَة : 0 العمر : 33
| |