السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدوشي بدأ يخط القرآن عندما كان عمره ست سنوات
يعكف
الخطاط الليبي حمزة الدوشي منذ نحو سبعة أعوام على كتابة القرآن الكريم،
وأنجز خلال هذه الفترة أربع مخطوطات بخط النسخ أجازت لجنة مختصة الأولى
لطباعتها.
ويقول
الدوشي (23 عاما) من مدينة مصراتة -وهي تبعد حوالي 200 كلم شرق العاصمة
طرابلس- إن تكليفه بالكتابة جاء بعد إحجام أكبر الخطاطين بالمدينة عن كتابة
المصحف.
شروط صعبة
وعزا
الأسباب إلى "شروط صعبة ومعقدة" من بينها عدم وضع الآية الكريمة في بداية
السطر، والالتزام بكتابة كل حرف على حدة، مع الالتزام أيضاً بكتابة حرف
"الهاء" في بداية الكلمة كما هو في نصف الصفحة، و"اللام ألف" في مستهل
الكلمة هو نفسه في آخرها، و"العين" في نصف الكلمة مفتوحة من الوسط بحيث لا
تصبح مطموسة، مع ضرورة عدم كتابة "البسملة" في آخر الصفحة.
وكان
الدوشي في البداية يمضي ساعتين وربع ساعة في كتابة الصفحة التي تحتوي على
15 سطراً، ولكن بعد تعمقه في الكتابة صار يستغرق في كتابة الصفحة 40 دقيقة.
ويؤكد
في حديثه للجزيرة نت أنه لم يكن واثقاً من إنجاز مهمة بهذه العظمة حين كان
في سن مبكرة، مضيفاًً أنه كانت لديه موهبة تمييز أنواع الخطوط كالرقعة
والثلث والديواني والكوفي في سن خمسة أعوام.
وكان
شقيقه حسن وراء اكتشاف موهبته ودخوله في بحر الخط العربي وبعد فترة من
الزمن بدأت رحلته مع الخطاط والرسام مصطفى محمد بودودة الذي كان له دور في
اجتياز اختبار كتابة المصحف، وتعلم خطوط جديدة على يديه لم يكن على دراية
بها، منها الديواني والجلي والزخارف الإسلامية، وكذلك الخط الكوفي والثلث
والريحاني، وقد تعرف من خلاله على الخطاط الأول في مدينة مصراتة عبد الحميد
المنتصر الذي فتح له نافذة الخط الفارسي.
تشنج السبابة
وأوضج
الدوشي أن اللجنة اشترطت مراجعة وإنجاز المصحف خلال عام، وأنه بدأ في
الأشهر الأولى بالتجريب على الورق والحجم وسمك الخط حتى استقر على الحجم
النهائي، حيث كان يوميا يكتب بسرعة ثابتة بمعدل 60 سطراً.
وتابع
حمزة "بدأت تختمر لدي فكرة التسطير بحجم وسمك أقل، وكنت أكتب مصحفين في آن
واحد، وكنت أسرع من اللجنة حتى وصلت إلى أربع مخطوطات".
وأشار
إلى أن اللجنة رفضت إعادة كتابة المخطوطة الأولى بعد تحسن الخط لتقدير وقت
الانتهاء خلال 33 شهراً، "لكن بتوفيق من الله استطعت الانتهاء من كتابة
جميع المخطوطات التي تقدر الواحدة منها بحوالي 640 صفحة في وقت قياسي،
واضطررت بعد ذلك إلى الدخول في راحة طبية لمدة عامين، لعدم قدرتي على
الكتابة نتيجة تشنج في الأصبع السبابة".
وتشير
المصادر التاريخية إلى أن مدينة مصراتة عرفت بتقديمها أجيالا من علماء
الدين والشريعة منذ وصول السيد إبراهيم المحجوب إلى ربوعها وتأسيسه لزاويته
الأقدم فيها عام 1306م.