بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
ما حكم قول العبارة : " إلا رسول الله " ؟
-------------------------------------------
الحمد لله
تتابع كثير من الناس على استعمال هذه العبارة للدفاع عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وجعلوها شعاراً لمقاطعتهم الدول التي وقفت مع من أساء إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ولا شك في حسن قصد من استعملها وأطلقها ، ولكن هذه العبارة من حيث معناها فيها إشكال ،
وهو أنه ذكر فيها المستثنى ولم يذكر المستثنى منه .
وعلى أي تقدير للمستثنى منه ، يكون معنى العبارة غير مستقيم ، فإن ظاهرها أننا نقبل أو نسكت
عن الإساءة إلى أي شيء
إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
وهذا المعنى باطل ، فإننا لا نقبل ولا نسكت على الإساءة إلى الله تعالى ، ولا
إلى القرآن ، أو الإسلام ، أو أحد من الأنبياء والمرسلين ، أو الملائكة ، أو الصحابة رضي الله عنهم ، أو أمهات المؤمنين ، أو إخواننا المؤمنين ، فظهر بذلك أن معنى العبارة غير صحيح ،
وهو ما جعل بعض علمائنا يفتون بأنها غير جائزة .
_^_^_^_^_^_^_^_
فقد سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله :
انتشر في هذه الأيام كتابة عبارة " إلا رسول الله " ، فهل ترون جواز استعمال هذه العبارة ؟ .
فأجاب :
"لا أرى جوازها ؛ لأنها لا تـُفيد شيئاً ، هي عندي تشبه ذِكر الصوفية " الله ، الله " ! .
لكن نعلم أن مقصود الذين يكتبونها هو :
" كل شيء إلا الرسول ،
لا تقربون حماه ، ومقامه ، وحرمته ، هذا مُــراد من كتبها ،
لكن إذا نظرنا لتحديد لفظة " إلا رسول الله " : ( صار المعنى ) :
سبُّوا كلَّ أحدٍ إلا رسول الله! هل هذا صحيح ؟ وهل يستقيم الكلام ؟ .
سبُّوا كلَّ أحدٍ إلا رسول الله . فهي غلط" انتهى .
" شرح مقدمة أصول التفسير " الدرس الرابع ، السؤال الأول .
_^_^_^_^_^_^_^_
وسئل الشيخ عبد المحسن العبَّاد حفظه الله :
عن تعليق هذه العبارة .
فأجاب : "أما " إلا رسول الله " : فهذا كلام غير صحيح ؛
لا بد أن يؤتى بالمستثنى منه , ولا شك أن الإساءة لله تعالى أعظم من
الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فهي عبارة غير مستقيمة ، ولا تصح" انتهى .
" شرح سنن ابن ماجه " .
والله أعلم
_^_^_^_^_^_^_^_