يكشف شقيق حمزة بن دلاج، المتهم بقرصنة 217 بنك بواسطة القرصنة المعلوماتية التي كان يحصل في كل عملية منها ما بين 10 إلى 20 مليون دولار، حسب ما صرحت به الشرطة التايلاندية، أنه لو كان لأخيه هذا المبلغ الضخم لما كان سيسمح لعائلته بأن تقيم في بيت تحصلوا عليه في إطار السكن الاجتماعي بعد ترحيلهم من ديار الشمس، ولاقتنى لنفسه منزلا بدل السكن عند صهره.. وتفاصيل أخرى يكشف عنها شقيق المشتبه فيه لدى المخابرات الأمريكية.
بعد عملية بحث قادتنا إلى حي ديار الشمس بالمدنية في العاصمة، وجدنا شقيقه الأصغر بوعلام، الذي يكبره حمزة بثلاث سنوات، واقفا أمام “مقهى للأنترنت” كان يتصفّح شبكة الأنترنت وهو حائر في التهم التي وجّهت لشقيقه حمزة.
رفض الحديث معنا قبل أن نقنعه بأهمية أقواله علّها تزيل الغموض عن المتهم، الذي دوّخ أجهزة الـ”آف بي آي” فاصطحبناه معنا إلى مقر”الشروق”.
المستوى الدراسي لأخي حمزة التاسعة أساسي
يقول بوعلام بن دلاج، أن حمزة شقيقه ليس متحصلا على شهادة لسانس في الإعلام الآلي، مؤكدا أن مستواه الدراسي التاسعة أساسي، وكان يدرس في متوسطة “عمر ياسف”بالمدنية، فكيف له أن يخترق مواقع معلوماتية، كاشفا أنه طرد من الدراسة بعد رسوبه في اجتياز شهادة التعليم المتوسط، مما جعله يتوجه للحياة العملية باكرا بسبب فقر عائلته، المتكونة من أربع أولاد وابنتين اثنتين، وهو ما يكذّب الأخبار التي روّجت عنه كجزائري حاصل على شهادات عليا في الإعلام الآلي.
ويكشف بوعلام أن أخاه قبل سفره إلى ماليزيا، كان يشتغل “بزناسي” فهو كان يبيع مرة أجهزة “البورتابل” ومرة كان يبيع الملابس، ولم يكن تاجرا كبيرا، وكان يعشق السفر، وقليلا جدا ما كان يمكث طويلا أمام جهاز “الكمبيوتر”، وأكد أيضا أن شقيقه لا يملك حتى حسابا في موقع التواصل الاجتماعي “الفايس بوك”، لكنه لم ينف امتلاك شقيقه لجهاز محمول، كعدد كبير من الشباب المدمن على مواقع الأنترنت.
يسكن عند “نسابو” فكيف له الملايين؟
وعن قصة سفره إلى ماليزيا، قال بوعلام في شهاداته لـ”الشروق”، أن حمزة كان يعشق السفر منذ صغره، وسافر بحثا عن العمل بجواز سفر جزائري، وكان يعمل في ماليزيا وتحصل فيها على الجنسية الماليزية، وكان يتنقل إلى تايلاندا من ماليزيا، ولم يفسر كيف تمكن شقيقه من الحصول على الجنسية الماليزية، نافيا أن يكون لأخيه زوجة أخرى، فهو متزوج من جزائرية تنحدر من ولاية تيزي وزو وأنجب منها طفلا، وهو يقيم مع صهره في تيزي وزو بسبب أزمة السكن الخانقة.
واستغرب شقيقه بوعلام، من المعلومات التي أكدت حياة البذخ والرفاهية، فلو كان كذلك، لما كان سيسمح لعائلته بالإقامة في منزل بغرفة واحدة في ديار الشمس، قبل حصولهم على سكن اجتماعي، مكوّن من ثلاث غرف، مما جعله يقطن بعد زواجه عند أصهاره في ولاية تيزي وزو رفقة زوجته، فكيف يسافر حمزة في الدرجة الأولى ويصرف الملايين ويترك نفسه بلا سكن؟
هكذا اعتقل حمزة ولهذا ظهر مبتسما
سافر حمزة من الجزائر إلى ماليزيا أواخر شهر ديسمبر الماضي، رفقة زوجته وابنه، وكان حمزة كثير السفر بين الجزائر وماليزيا، ويقول شقيقه لو كان أخوه مراقبا لأعتقل سابقا طيلة فترة سفره، مؤكدا أن أخاه عند قدومه إلى الجزائر لم يكن يحضر معه أي شيء ولم يكن يأخذ معه أي شيء، وهو لا يملك سيارة في الجزائر، وفي آخر مرة ذهب فيها إلى ماليزيا كانت منذ 20 يوما، حيث ذهب رفقة زوجته وابنه وأخبر عائلته بأنه ذاهب لقضاء احتفال رأس السنة، وبرّر بوعلام دوافع شقيقه في الاحتفال برأس السنة في الخارج قائلا: “أخي كان يعمل في الخارج ومن حقه اصطحاب زوجته وابنه”.
وفسّر بوعلام الابتسامة العريضة التي ظهرت على ملامح وجه حمزة، لحظة إلقاء القبض عليه، بأنه كان مستغربا ومنبهرا، فكيف له أن يجد نفسه فجأة مبحوثا عنه من قبل جهاز المخابرات الأمريكية، مؤكدا أنّ في الأمر تشابه أسماء.
أرجو تدخل السلطات لإنقاذه من أيدي المخابرات الأمريكية
وجّه بوعلام شقيق حمزة نداءا عبر “الشروق” نيابة عن عائلته المكونة من ست أفراد، أربع ذكور وابنتين، إلى السلطات الجزائرية لأجل التدخل في قضية شقيقه حمزة، مؤكدا أنها تهمة ملفّقة ولا يمكن لأخيه أن يقرصن 217 بنك.
جدير بالذكر أن “الشروق” زارت منزل المشتبه فيه حمزة، وتحدثت مع جيرانه ممن أكدوا لـ “الشروق” الوضع الفقير لعائلته، وأن والدته تعاني من الضغط الدموي وهو متزوج من امرأة ثانية يقطن معها في الصحراء، وكان سكنهم سابقا في غرفة واحدة بديار الشمس، قبل ترحيلهم قبل سنة إلى السبالة بدرارية، والمعروف عن حمزة وسط جيرانه -حسب شهادات أصدقائه- أنه كان منخرطا في الكشافة الإسلامية في صغره.
حمزة حسب جهاز المخابرات الأمريكي
خلال إلقاء القبض على حمزة، من قبل قائد شرطة المهاجرين في تايلاندا، أكد أن عملية واحدة كان يمكن أن يجني من خلالها من 10 إلى 20 مليون دولار، مضيفا بأن “الهاكرز” الجزائري كان يسافر ضمن الدرجة الأولى ويعيش حياة رفاهية، وأن أدواته الأساسية تتمثل في حاسوب محمول وهاتف خلوي عبر الأقمار الصناعية.
ومن المفروض أن يرحّل حمزة بن دلاج، نحو الولايات المتحدة الأمريكية، أين قامت إحدى المحاكم بإصدار ضده أمرا بالقبض.