باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله...
هناك ظاهرة سارت مسير الرياح وانتشرت انتشار الشمس في بلاد المسلمين،وهي ظاهرة لا تبشر بخير أبدا،بل هي منذرة بسيل من عذاب الله،قد انعقد غمامه،فما عهد أنها حلت بقوم إلا أبادتهم وقضت عليهم،فارتفعت عنهم الخيرات،ونزلت عليهم المصائب والنكبات...
إنها السخرية والاستهزاء بالمؤمنين والمؤمنات وخاصة العلماء منهم الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا،فأتوا بما يحبه الله ويرضاه واجتنبوا ما حرمه ونهى عنه.
حقا إنها ظاهرة قذرة حرية بكل وصف سيئ مشين،لأنها تأتي الى أصول الدين وقواعده فتهدمها وتنقضها.
والمستقرئ للتاريخ الاسلامي يعلم ان هذه الظاهرة لم تنتشر في زمن بعد زمن الأنبياء كانتشارها في زمننا هذا لأسباب عدة منها:
-ابتعاد المسلمين عن كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
-تسخير جميع وسائل الاعلام لنشر هذه الظاهرة،خدمة لأغراض اليهود وأذنابهم،وهذا ما نراه خاصة عبر الانترنت...السخرية من الحجاب..والقميص...واللحية...وبعض تصرفات السلفيين التي ماهي إلا سنن كان يقوم بها رسولنا عليه الصلاة والسلام في حياته اليومية.
-دخول أجسام غريبة بين صفوف المسلمين،باسم الاسلام،تعمل على تشويه صورة الاسلام،وإظهار المسلمين بمظهر السوء.
إن هذه الظاهرة الذميمة سلاح من أسلحة الشيطان يقذفه على ألسنة الكفار والمنافقين،ليصد به عن دين الله،وتركة يتوارثها الكفار كابرا عن كابر،لأنهم لم يجدوا سلاحا أنفذ منها لمقاومة حزب الله والقضاء على شرعه،قال تعالى: ((ولقد ارسلنا من قبلك في شيع الأولين¤وما يأتيهم رسول إلا كانوا به يستهزئون)):وامتدادا لهذا التوارث المشؤوم يقوم الكفار في عصرنا على تشويه صورة الاسلام،من خلال تشويه صورة حملته وعلمائه،بالإستهزاء بهم ووصفهم بالرجعيين والمتخلفين العاجزين عن مسايرة الحضارة ومواكبة التطور من أجل إضعاف حماستهم نحو دينهم،وإلجائهم الى أضيق مسالك العيش واكتساب الرزق لتنفير الناس منهم،ثم تقديم جهلة منحرفين الى مراكز الصدارة،ليعطوا صورة مشوهة عن المسلمين و التطبيق الاسلامي،توسلا الى تشويه الاسلام نفسه عن طريقهم.
وبدأوا حملة مسعورة استعملت كل أفانين الدعاية والإشاعة وأساليب علم النفس والاجتماع،لتشويه سمعة علماء الأمة،حتى يكرههم العامة فيرفضوا الإئتمار بأمرهم،او التأثر بعلمهم.
ويأتي هذا واضحا في خطوات الصلبيين التي رسموها للإطاحة بالمسلمين والقضاء على دينهم وعقيدتهم،ضمن تخطيط صهيوني أثبتته "البروتوكولات" الصهيونية االمطلية بشعارات يستحسنها الذين نسوا حظا مما ذكروا وأصحاب المذاهب المادية،لحاجات في صدورهم،فلقد جاء في البروتوكول الصهيوني السابع عشر ما نصه: ((وقد عنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين "غير اليهود" في أعين الناس،وبذلك نجحنا في الاضرار برسالتهم التي كان يمكن أن تكون كنودا في طريقنا....
قال الأستاذ حسني عثمان واصفا الخطة التي حاكها المستعمرون للفصل بين علماء الامة الاسلامية والعامة: ((...خلصوا الى الخطة النكراء التي تبنى على أن قطع الصلة بين عامة المسلمين وبين علماء الامة يقطع الصلة-عمليا-بين القرآن وأمة القرآن...))