ينبغي على الوالدين أن يدركا حقيقة أن أطفالهما لا يأتون إلى هذه الدنيا ومعهم دليل المستخدم الخاص بهم، بل إن معظم الأطفال الصغار تكون لديهم رغبة باختبار طاقة تحمل آبائهم وأمهاتهم توازي رغبتهم باختبار العالم من حولهم، الأمر الذي يزيد من صعوبة المهمة الملقاة على عاتق الأهل.
وفيما يلي قائمة ببعض الأخطاء التي يجب على الأهل تجنبها عند تعاملهم مع أطفالهم الصغار:
الخطأ: عدم الانتظام، إذ يتصرف الأطفال الصغار بشكل جيد عندما يتم إلزامهم بروتين معين مثل؛ تحديد موعد الاستحمام وموعد الخلود إلى النوم. وكلما تعاملنا مع الطفل بروتين ثابت كلما كان مرنا ومتقبلا لطلباتنا.
الحل: على الأم أن تحاول قدر الإمكان السير على نظام يومي ثابت مع طفلها، فعلى سبيل المثال في حال قام الطفل بإلقاء طعامه على الأرض أو لم يلتزم بمواعيد نومه، على الأم أن تقوم بمناقشة الأمر مع والده ليتفقا على ردة فعل واحدة حتى لا يتشتت ذهن الطفل بردود أفعال قد تكون متباينة إلى حد ما، وحتى يدرك الطفل أيضا بأن تصرفه لم يكن مقبولا بالنسبة لهما.
الخطأ: التركيز على الأجواء العائلية، فقد يكون قضاء الوقت مع الأطفال من الأمور المحببة لدى الوالدين لكن يجب عدم المبالغة بهذا الأمر، فالطفل يحب أن يمضي بعضا من وقته مع الأم ووقتا آخر مع الأب، علما بأن هذه الرغبة لدى الطفل تعد جيدة بالنسبة للأهل أيضا كونها ستجنبهم المنافسة على الاستحواذ على انتباه الطفل.
الحل: يعد الجلوس على الأرض ومشاركة الطفل اللعب من أفضل الطرق لقضاء أحد الوالدين الوقت معه.
الخطأ: تقديم الكثير من المساعدة، إذ يهرع الوالدان في كثير من الأحيان لمساعدة طفلهما في حال لم يتمكن من إنجاز مهمة ما. لكن، قبل تقديم المساعدة للطفل لتركيب لعبة ليغو أو لبس قميصه فعليهما أن يدركا بأن هذه المساعدة قد تكون إشارة للطفل بأنه غير مؤهل لإتمام هذا الأمر وحده ما يؤدي إلى تدمير قدرة الطفل في الاعتماد على نفسه مستقبلا.
الحل: ينبغي على الأهل تعليم أطفالهما تحمل بعض المشاق التي قد تعترضهم وذلك من خلال الاكتفاء بتقديم عبارات التحفيز لهم وتقديم المساعدة في الوقت المناسب فقط.
الخطأ: الحديث الزائد، يشكل التحدث مع الطفل بالنسبة للوالدين متعة كبيرة، لكن هذا الحديث لا يجب أن يكون في كل الأوقات خصوصا عندما يريدان أن ينهيا الطفل عن فعل ما.
ولتقريب الفكرة فليتخيل الأهل المشهد التالي: طفل في الثانية من عمره يطلب الحصول على كعكة صغيرة لكن أمه رفضت فبدأ الطفل بالصراخ كتعبير للاحتجاج، فحاولت الأم أن تبين للطفل بأن سبب رفضها طلبه أن هذا وقت تناول وجبة العشاء، إلا أنه يصر على رأيه ويبدأ بالبكاء ويحاول الإمساك بالكعكة التي يريدها، لتعيد الأم محاولتها بالتحدث مع الطفل لإيصال وجهة نظرها له. الأمر الذي يزيد من توتر وعصبية الطرفين.
إن ما على الأهل فهمه هو أن الأطفال ليسوا مجرد أشخاص بالغين لكن بأجسام صغيرة، وإنما هم أطفال صغار لا يتصرفون بشكل منطقي ولا يتفهمون دائما رغبات الأهل.
الحل: أفضل طريقة كي ينفذ الطفل ما يريده الأهل منه هي أن يذكروا له الطلب بكلمات بسيطة من دون إعادة مناقشة الأمر معه، وفي حال رفض الاستجابة عليهم أن يذكروا له جملة صغيرة تعبر عن عدم رضاهم عن تصرفه.
الخطأ: التخلص من المهد، لا يقدم المهد فقط الحماية للطفل ولكنه أيضا يساعده على اكتساب عادات نوم جيدة، وقد يواجه الطفل المنتقل للنوم في السرير العادي بعض المشاكل في البقاء بالسرير أو في الاستغراق بالنوم، وسينتهي به الأمر إلى تسلق سرير والديه لينام معهما.
الحل: متى يستطيع الأهل التخلص من المهد؟ يكون ذلك عندما يطلب الطفل أن ينام على سرير عادي أو عندما يبدأ بالتسلق ليخرج من مهده، وغالبا ما يكون هذا الأمر عند بلوغ الطفل سن 2-3 أعوام.
الخطأ: تعليم الطفل استخدام المرحاض، بوقت مبكر جدا تقوم بعض الأمهات بالبدء بتعليم الطفل استخدام المرحاض عندما "يعتقدن" بأن الوقت المناسب لهذا قد حان. لكنهن سيواجهن عديدا من الصعوبات في حال لم يكن هذا هو بالفعل الوقت المناسب.
الحل: لا يجب استعجال هذا الأمر ويمكن البدء تدريجيا بأخذ الطفل إلى الحمام وتوضيح كيفية استخدام المرحاض له، علما بأنه لا داعي للقلق حتى لو بلغ الطفل الرابعة من عمره وما يزال يستخدم الحفاضات فهذا يحدث مع بعض الأطفال ولا يستمر طويلا في الغالب