ظاهرة الخجل عند الأطفال
كثيراً ما نسمع من الآخرين عن ظاهرة اجتماعية تنشر بين صفوف الأطفال ونشاهد أحياناً البكاء ، أو إحمرار الوجه ، والهروب من الكلام في أحيان أخرى ، وعدم القدرة على الكلام مع الآخرين ، وفي بعض الأحيان خوف وارتعاش في اليد وزيادة في نبضات القلب ، وأيضاً ربما لا يستطيع الدخول إلى بعض التجمعات ، أو اللعب مع الآخرين .
علامات واشارات متعددة جميعها تجعل من الطفل غير قادر على التعبير في أماكن متعددة ... وإنه لا يحب المباراة والمنافسة خوفاً من التغلب عليه إنها ظاهرة الخجل عند الأطفال التي قد يتعرض لها طفلنا العزيز وتصاحبه طوال حياته إذا لم تعالج بحكمة .
إنها أعراض قد تبدأ مع الطفل في أي لحظة من السنوات العشر الأولى حقاً إنها مشاكل كبيرة يسببها الخجل عند الطفل فالطفل الخجول يجد صعوبة في تكوين علاقة طيبة مع من حوله أو عقد صداقات سريعة من أقرانه ..
وقد يفضي الخجل بالطفل إلى الخوف والرهبة واضطراب الأعصاب ، وكذلك إلى الخوف من القيام بأي عمل خشية الاخفاق وقد يجد صعوبة في التركيز فيما يجري حوله ولا يعرف كيف يواجه الحياة منفرداً وخاصة عند دخوله المدرسة ، فقد يشعر بعدم الرضا عن نفسه فلا يتجرأ على طرح الاسئلة خوفاً من الرفض أو الصد من الآخرين لذلك يجب علينا أن نعمل للاهتمام بهذه المشكلة ووضع الحلول المناسبة من أجل الابتعاد عنها لأنها تؤدي إلى آثار سلبية على نفسية الطفل .
وقد تتضمن بعض شكاوي الآباء أن الطفل يعاني من الحياء ، فإن كان المقصود من الحياء هو ما ذكرنا من الأعراض السابقة ، فهناك خطأ في التعبير فذاك هو الخجل المزعوم .
وإن كان المقصود بالحياء الأدب أمام الكبار ، وعدم التحدث أمامهم لغير حاجة ونحو ذلك ، فإن ذلك الحياء الذي هو خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أشد حياء من العذراء في خدرها ) حديث صحيح ( رواه مسلم )
وقد مر صلى الله عليه وسلم على رجل يعاتب أخاه في الحياء فقال له : « دعه فإن الحياء من الايمان » .
ولذلك ينبغي على الآباء تنمية خلق الحياء في نفوس أطفالهم ، حيث أنه من أخلاق الفطرة ..
إذاً هناك أسباب متعددة ودوافع تؤدي بالطفل إلى ذلك الخجل المذموم ومنها نذكر :
العامل الوراثي : حيث أكد العديد من الباحثين أن فيزيولوجية الدماغ عند الأطفال المصابين بالخجل هي التي تهيؤهم لتلك الاستجابة من هنا فإن العامل الوراثي بالإضافة إلى البيئة المحيطة لها تأثير عليه وأيضاً الاضطرابات الانفعالية والعاطفية والحالات النفسية التي تعاني منها الأم خلال مرحلة الحمل قد تؤثر على نمو الطفل وتجعله جاهزاً لظهور حالة الخجل لديه ، في مرحلة المستقبل من حياته .
طريقة تعامل الوالدين مع الطفل:
إن للآباء دور رئيس وهم مسؤلان عن إصابة الطفل بالخجل دون الشعور بذلك ويحدث هذا من خلال مواقف بسيطة أو ملاحظات عابرة لا يشعران بتأثيرها على الطفل فأحيانأ خلق الأم الدائم والزائد على طفلها والخوف عليه من أكبر اسباب تكون الخجل لديه فهي لشدة حبهاله تجعل عينها دائماً على كل تصرفاته بهدف حمايته وهي لا تعلم أنها بذلك تحول دون انطلاقه بغير قصدمنها مما يجعله لايستمتع باللعب أو الجري لأنه يتوقع في كل لحظة أن يصاب بأذى فيفضل البقاء بجانب امه منعزلاً ومنطويأ بعيداً عن الأخرين
الخلافات بين الزوجين تسبب مخاوف غامضة للطفل وتجعله لا يشعر بالزمان مما يؤثر على نفسيتة وقد يصل في هذه الحالة إلى الانطواء ويلوذ بالخجل لذلك يجب قدر الامكان عدم إظهار الخلافات الزوجية أمام الأطفال لانها تخلق لديهم ردودأ فعال سلبية؟؟
إثارة الغيرة لدى الطفل وذلك بالمقارنة نتيجة وبين أقرانه أو أشقائه إذا كان متفوقأ في أي جانب من الجوانب وذلك بمدحه على ذكائه أو حسن تصرفه أمام الآخرين مما قد يشعر الطفل بالاحباط والحرج ويؤدي إلى شعوره الشديد بالخجل وعليه يجب الانتباه إلى ضرورة عدم التفرقة بين الأطفال وبالتالي المساواة بينهم جميعهم والعمل على تحفيزهم وتشجيعهم دائماً القسوة في العقوبة يجب عدم القسوة لمجرد ارتكابه أي خطأ أو تقصير في أداء الوظائف المنزلية أو انخفاض درجات الامتحان بل يجب التأكيد على المثابرة ومتابعة دراستهم بشكل جيد ليكونوا متفوقين مثل زملائهم في المدرسة مشكلات خاصة وهذه تؤدي إلى شعورنا با لنقص أو التقليل من فتحتهم في البيت او المدرسة ويأتي ذلك من خلال إصابته بعيب خلقي أو مرض مزمن أو عيب في النطق مثل التأتأة
أو بالأمراض أخرى لذا يجب الأخذ بيدهم والتأكيد على أنها مرحلة عابرة تستطيع التغلب عليها وعدم اعلامهم بأن ذلك يجعلهم غير مرعوب بهم مما يجعله بعيداً عن أصدقائه وأقرانه ولا يشاركهم نشاطهم مما تقدم لابد أن نؤكد على دور الآباء والأمهات بأن يكونوا خير معين لإبنائهم من أجل القضاء على هذه الظاهرة وأيضاً نؤكد على الدور التربوي في مدارسنا لزرع روح الثقة والمشاركة لمثل هؤلاء الأطفال من أجل أن نبتعد عن تلك الظاهرة الاجتماعية التي تؤثر على هؤلاء الاطفال ليكونوا رجال الغد المشرق .