السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلسلة مشاهد خاصه
الحلقه الاولى: رحله داخل قطار
أجلس فوق رصيف الانتظار .. أنظر الى ذلك القطار القادم من بعيد..
جسدي يرتجف ويداي ترتعشان .. ومازلت انتظر .
طويله جدا تلك اللحظات القصيره ..ولكنه اخيرا توقف ..
جاء من بعيد ليحملني الى ابعد بعيد .
ركبت القطار ..
لا اعلم الى اين يتجه ..فقط اريد الفرار ..
وما اصعب هذا القرار .. ولكنه الحل الوحيد ..
بل هو مشكلتي الوحيده كما اقول دائما .
تحرك القطار ..
انظر من النافذه وكأني القي نظره اخيره على القاهره
.. تلك التي قهرتني ..تلك التي اجبرتني على الانهيار
.. اما السبب ..فكرة انتحار..!
ببطئ يسرع ..
وأسرع مما كنت اتخيل ابتعد القطار ..
يحملني من منظر اراه من نافذتي - الى مشهد بذاكرتي..
من بين اشجار ومزارع خضراء - الى اعصار يعصف مخيلتي .
داخل القطار .. عيون تتعقب سرحاتي ..
عيون اجهلها جذبها الي صمتي وحزني الذي لم اكن اجيد اخفاءه .
ويا لها من رحله .. ويا لهذا الفضول الذي يسكن الاخرين ..
فهم ما زالوا ينظرون .. وبداخل انفسهم يتساءلون ..
من انت..؟ فأجيب في صمت ..مجرد انسان .. عابر سبيل .. بل مجرد شريد .
هذه سيده في عمر والدتي ::--> لماذا الحزن يا ولدي ..؟
فذكرت لها قصتي.. فتسمت لي ثم قالت ::--> في احد الايام لا بد من العوده اكيد.. فبكيت حالي بداخلي وتمنيت ما تنبأت به ..
ولكنه مازال القطار يسير .. وانا بداخله لا اعرف وجهتي ..
وبعد مرور وقت طويل .. اخيرا توقف القطار ..
نزلت .. تمشيت وحتى الان ما زلت اسير .. اين انا..؟
(مدينة السويس) .. بلد الابطال {العدوان الثلاثي56} ..
ولكني لا اعرف فيها احد.. فقررت ان اعود الى القطار مره اخرى .
ركبت القطار .. ببطئ يسرع الى محطتي التاليه ..
وبعد مرور وقت طويل .. اخيرا توقف..
نزلت .. تمشيت وحتى الان مازلت اسير ..
اين انا..؟
(مدينة الاسماعيليه)
..هذه هي المحطه الثانيه في رحلتي ..
هذه ليلتي الثانيه فيها ..
ولكنى بينما كنت اسير .. فاجئني النهار .. فأسرعت الى القطار ..
صحيح الاسماعيليه محافظه جميله بها الكثير من الاماكن الشاهده على بانوراما حرب اكتوبر ولكنها ليست مدينتي .. حقا لا اراني واحدا منها .
تحرك القطار .. وببطئ يخرج منها ..
وببطئ يسرع الى المحطه الثالثه في رحلتي..
(بنها) .. لماذا توقف القطار هنا ..؟ لا اعرف ..
ماذا يوجد هنا ..؟ ايضا لا اعرف ..
هل فكرت في العيش بداخل هذه البلد التي اجهلها تماما ..؟
بصراحه كان خطأ غير مقصود من قطار الفرار ..
ولكني مضطرا الى النزول .. فنزلت .. وتمشيت ..
ولكني عدت بسرعه الى القطار .. فأنا غير مجبر على الانتظار..
فـ مدينة بنها لم تعجبني .. ولكني هناك .. اجلس على رصيف الانتظار ..
وبينما كنت جالس جاءتني فكرة الاختيار ..
فلماذا لم تخطر ببالي منذ بداية رحلتي ..!
(الاسكندريه)..
المرمريه وترابها زعفران ..
نعم لقد زرتها من قبل .. انا وامي منذ عدة سنوات ..
نعم .. لقد سمعت هناك الخبر الوحيد الذي ابكاني -فرحا-
فـ لعل هذه المره تكون مثل سابقتها ..
فـ لقد كانت رحلتي داخل القطار هي موتتي الاولى ..
فـ هل ابعث من جديد ..؟
ولكنها خاطره اخرى لم اكتبها بعد ..