حمد
لله الذى اكرمنا بنور العلم المبدد لظلمات الجهاله وأنقذنا بنور الرساله
من السقوط فى درك الضلاله وانعم علينا بوجود العلماء ارشاداً للعلماء
ودلاله وأشهد انا لااله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمداً عبده
ورسوله خير الأنبياء مقاماً واحسنهم كلاماً لبنة تمامهم ومسك ختامه رافع
الإصر والأغلال والداعى الى خير الأخلاق واحسن الأعمال صلوات الله وسلامه
عليه وعلى آله وأصحابه اجمعين
أما بعد :
الوصايا العشر في القران
المعروف
ان الوصايا العشر موجودة في التوراة التي نزلت على موسى علية السلام ولكن
بعضنا لا يعلم أن هناك عشر وصايا في القران أيضا.. وقد بدأت هذه الوصايا
بكلمة (قل) وهو أمر من الله سبحانه وتعالى لنبيه.. ورسول الله صلوات الله
وسلامة عليه نفذ جميع أوامر ربة.. وقد لخصها الله في ثلاث آيات سميت بأم
الكتاب..
قال تعالى (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ )
وهذا هو امر الله لنبيه ليتلوا علينا الوصايا العشر.. وهم:
الوصية الاولى
(أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا)
أي
التوحيد و شرح هذه الاية في سورة الإخلاص (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ..
اللَّهُ الصَّمَدُ..لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا
أَحَدٌ ) صدق الله العظيم..
الوصية الثانية
(وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)
والله تعالى كثيرا ما يقرن بين طاعته وبر الوالدين فقال سبحانه(أَنْ اُشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْك إِلَيَّ الْمَصِير)..
الوصية الثالثة
(وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ)
والإملاق
هو الفقر وقد كان بعضهم يؤدون البنات خشية العار و ربما آخرين يقتلون
الذكور بسبب الفقر والحاجة فوصانا الله ان لا نقتلهم وان رزقنا ورزقهم عليه
جل وعلى..
الوصية الرابعة
(وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)
والفواحش في القران هي الزنا وكل ما يرتبط به وسنذكر مواضع الفاحشة في القران
1)
اتى وصف الفاحشة بالزنا نصا صريحا قال تعالى(ولا تقربوا الزنى انه كان
فاحشة وساء سبيلا)واتت بذات المعنى أي الزنا في الآيات (النساء 15-19-25
الأحزاب 30 والطلاق 1)
2) اتت في الذين يمارسون اللواط في قولة
تعالى على لسان لوط علية السلام (ولوطا اذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وانتم
تبصرون) النمل 54 راجع أيضا الأعراف 80 و العنكبوت 28 ..وهي رد لشبهة بعض
المغرضين الذين يقولون انه لا يوجد عقاب للواط في القران..
3) أتت
أيضا في نكاح زوجة الأب قال تعالى (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا
ما قد سلف انه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا) النساء 22.. وهو يعتبر من نكاح
المحرمات..
4) وبما ان لكل داء دواء فالذي عمل فاحشة مازالت امامة فرصة للتوبة الى الله والله لا يظلم عبده قال(وَالَّذِينَ
إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ
فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ
وَلَمْ
يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) ومن يتوب ويستغفر
الله ولم يصر على فعلته وهو يعلم ماذا يكون ثوابه اقرأ الايه التالية
(أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي
مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ
الْعَامِلِينَ) ال عمران 135-136 الحمد لله على نعمة الاسلام..
الوصية الخامسة
(وَلاَ
تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ
وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) ( الوصايا1 الى 5 سورة الانعام
الاية151)
والقاعدة الشريعيه في قتل النفس التي انزلها الله في التوراة قال تعالى (وَكَتَبْنَا
عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ
وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ
وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن
لَّمْ
يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) و جاء في
القران التخفيف لهذه العقوبة بأن أحل لنا الدية و العفو وذلك في قولة (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى
الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى (فَمَنْ عُفِيَ)
لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ
بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى
بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) هذه حرمة النفس في القران ومن يقتل مؤمن مسالما متعمدا ينطبق علية قولة سبحانه وتعالى (وَمَن
يَقْتُلْ مُؤْمِناً مّتَعَمّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنّمُ خَالِداً فِيهَا
وَغَضِبَ
اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾ أي جزاؤه
الخلود فى جهنم مع العذاب العظيم ولعنة الله وغضبه، وهى عقوبات فريدة قلما
تجتمع فوق رأس أحد من الناس يوم القيامة.
الوصية السادسة
(وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ)
ومعنى
بالتي هي أحسن نجد تفسيرها في قولة تعالى ﴿وَابْتَلُواْ الْيَتَامَىَ
حَتّىَ إِذَا بَلَغُواْ النّكَاحَ............ وَمَن كَانَ فَقِيراً
فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ﴾النساء
6 7.. أي ان هذا حكماً تشريعياً مترابطاً هو إباحة الأكل بالمعروف للوصى
على اليتيم إذا كان فقيراً، مع التحذير من أكل مال اليتيم ظلماً وعدواناً
(إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا
يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ) النساء 10..
الوصية السابعة
(وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا)
ونحن
نعلم أن الله أرسل شعيبا الى قوم مدين لأنهم كانوا لا يوفوا القسط
والميزان وهذا دليل على مدى فضاعت هذا العمل الذي يستسهله الكثير منا.. قال
تعالى (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا
قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ
جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ
وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ
بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) الأعراف 85 راجع أيضا هود 85 و الشعراء 183
الوصية الثامنة
(وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى)
و
حين تحدثت مرة مع بعض طلاب جامعة الإيمان قالوا لي.. لا.. يجب أن تنصر
أخاك ظالما أو مظلوما..فحاولت أن افهمهم إن معنى الحديث أن تنصره للتوقف عن
الظلم ولكن كانت كلمات الحديث أكثر فصاحة و وضوحا من كلماتي..
الوصية التاسعة
(وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) الانعام152
وقد
وصف الله الذين يوفون بعهدهم بالمتقين والعكس الذين لا يوفون بعدهم بانهم
لا يتقون قال تعالى عن الذين يوفون بعدهم (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ
وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (كَيْفَ
يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ
الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ
لَكُمْ
فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) ال عمران 76
التوبة 7 وقال عن الذين لا يوفون بعهدهم (الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ
ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ)
الأنفال 56..
الوصية العاشرة
قولة تعالى (وَأَنَّ هَـذَا
صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ) الأنعام 153
هذه وصايا الله لعبادة في القران إذا أضفنا
إليها شعائر الله من صلاة وصيام وزكاة كنا مسلمين..لكن السؤال هو: هل نطبق
وصايا الله في حياتنا اليوم؟؟
وصلى اللهم على سيدنا محمد صلى الله علية وسلم