السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض الناس لا ينفع فيهم المعروف، حتى الكلب أخير عنهم لأن الكلب يحفظ الود!
وبعض الناس إذا تمكن نسى ما كان عليه من قبل! هذا مع بقية الناس، فكيف بوالديه؟؟
إني لأعجب من بعض الناس حين يفتخر بأنه بار بوالديه!!! فهذا حق لهم وليس لك فيه فضل ولا مِنّة!
فهل سمعتم بشخص يفتخر بأنه أدى عمله؟ أو أن صاحب أجرة يفتخر أنه وصل راكب إلى مكانه؟!
المهم: كنا شباب متيمعين في ميلس، ورن موبايل واحد من الشباب..
رد على الموبايل بويه مكتئب: "هيه هيه هيه! هب ألحين! فكّيني! قلتج خلاص هب ألحين بعدين!"
قلنا أكيد يرمّس ربيعته أو وحدة من أهله..!
بعد ما خلّص مكالمته، قال: "حِشْرَتْنا هالعيوز"!!!!!!
ما أقبحه! ما اتلطّف مع أمه في الكلام ولا في الوصف!!!!!!!!!!!!!
سكت وصخّوا عنه الشباب، فجأة سمعنا صوت بكاء خفي، فإذا بواحد من الشباب تدمع عينه! تمّينا نتطالعه باستغراب لأنها دموع الريّال هب هينة! فلما لاحظ إننا كلنا حولنا النظر جداه، مسح دموعه وقال: "ليتني شفت أمي، وليتها عايشة عشان تزعجني وأقولها: "سمّي إلّي يرضيج"...!
ربيعنا الأول إنحرج وحاول يدافع عن نفسه وكلنا سكّتناه مرة واحدة وقلنا: "صخ وإلّي يرحم والديك! لا تتكلم ولا بكلمة ما لك أي عذر! سير لأمك وحبها على راسها واستسمح منها أبرك لك!!!"
..........................................
صديقنا الذي دمعت عينه، توفّيت عنه أمه وهو صغير بعد ولادته فوراً، يعيش حياته كئيب لأنه يظن إنه هو سبب وفاة أمه! نشأ وهو صغير يسمع من الأطفال: "أمي قالت - أمي تقول - بروح لأمي"؛ ولكنه لم يستطع أن يقول هذه الكلمات..!
بركان داخله يتفجر فينزوي في إحدى زوايا البيت ليبكي بكاء مراً! كبر وكبرت معه همومه.. يسمع ربعه العقلاء وهم يقولون لأمهاتهم: "آمري آمر.. الله يحييّج على طاعته"، وإذا اتصلت ترك الدنيا من أجلها.. عندها يتنفس ربيعنا الصعداء، وودّه ينفجر من الصياح!
............................................
أخي قارئ هذه السطور، أختي قارئة هذه السطور:
إذا كانت أمكم حية ترزق، فاتركوا الآن النت بسرعة، وتوجهوا إليها وبوسوا راسها
وقولوا لها: "إنت راضية علينا؟"
فإن قالت: "نعم"، فأنتم أسعد الناس!
وإن قالت: "لا"، فاذهبوا إلى زاوية في البيت وابكوا بكاء على غضب والدتكم عليكم..!!
وإن كانت أمكم ميّتة، فارفعوا الآن أيديكم إلى السماء وقالوا: "اللهم اجعلها في الفردوس الأعلى"..
(((اللهم ارحمهما كما ربياني صغيرا)))