ليست السعادة قصر عبد الملك بن مروان ، ولا جيوش هارون الرشيد ، ولادور إبن الجصاص ، ولاكنوز قارون ، ولا في كتاب الشفاء لأبن سيناء ، ولا في ديوان المتنبي ، ولا في حدائق قرطبه ، أو بساتين الزهراء .
ليست السعادة شيكاً يصرف ، ولا دابة تشترى ، ولا وردة تشم ، ولابراً يكال ، ولابزاً ينشر.
السعادة سلوةٌ خاطرِ بحق يحملة ، وانشراح صدر لمبدأ يعيشه وراحة قلبِ لخير يكتنفه.
كلنا نظن أننا إذا أكثرنا من التوسع في الدور ، وكثرة الأشياء ، وجمع المشتهيات ،أننا نسعد ونفرح ونمرح ونُسر ، فإذا هي سبيل للهم والكد والتنغيص.
دعونا مما سبق ولنذهب إلى أكبر مصلح بالعالم رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم ، عاش فقيراً يتلوى الجوع ، لايجد تمره يسد بها جوعه ، ومع ذالك عاش في نعيم لايعلمه إلا الله ، وفي انشراح وإرتياح وانبساط .
فعليكم الأن طوي صفحات الماضي ، ولنقدم معاَ كل مانملكه من إحسان وبر وطاعه وحب وإخلاص فهاذه هي السعادة الحقيقية.
وإن سلامة المسلم بدينه أعظم من مُلك كسرى وقيصر لأن الدين هو الذي يبقى معك حتى تستقر في جنات النعيم