رداً على الغنامي
تنازل المرأة عن غطاء وجهها يجعلها تتنازل عن غيره
نشر في صحيفة "الوطن" يوم الاثنين 11/2/1426هـ مقال بعنوان عودة لوجه المرأة للكاتب خالد الغنامي، وللحق لا أدري مما أتعجب أمن تكرارك لموضوع واضح بائن أم من استدلالك الغريب؟،
فمن وكلك للدفاع عن المرأة كما تقول ومن شكا لك حالنا؟،
إذا كنت حقا ترى أنها ستختنق بهذا اللباس المحيط بها فهي من سيختنق لا أنت وهي من سيتضرر لا أنت هذا إذا كانت رؤيتك صحيحة أصلا. فلماذا تنصب نفسك محاميا؟،
كما أعجب أشد العجب من إصرارك على أن تغطية الوجه ظلم وعزلة. فيا للأسف أن البعض منا يطالب بحقوق المرأة دون الالتفات لبنود الشرع.
من يريد الدفاع عن المرأة يترك لها الحرية لتحافظ على عفتها وحجابها، من يريد الدفاع عن المرأة يدافع عن حجابها الذي هو صون لها وله قبلها. فهل تعتقد أن المرأة مخلوق بلا لسان أو عقل لينبري من يطالبون بحقوقها، وليتهم طالبوا بحقوقها مطلقة أو أرملة أو عجوزا، لم نسمعهم يوما وقفوا بجانبها ولم يروا حقها إلا في الخروج من بيتها وحقها في قيادة السيارة والمشاركة في الانتخابات ومجلس الشورى فيا عجبي!
وإن كن نساء قد طالبن بذلك فهن قلة لا تمثل إلا نفسها ولا تتكلم إلا بصوتها فالسواد الأعظم من النساء يفخرن بهذا السواد الذي يحيطهن لأنه من عند الله تعالى حرزا وقفلا وصيانة للأعراض والأنفس وامتثالا للشرع لا خوفا ولا ظلما أو اتباعا للتقاليد.
كم تسعدنا والله تلك المشاهد لنساء صالحات تقيات عفيفات حصينات، ما أسعدها بنفسها وما أسعد أمتها بها؛ تلك التي تجاوزت كل قول مشكك لتخرج شامخة بحجابها لا أحد يجرؤ على الاقتراب منها؛ لا تلك التي ابتذلت نفسها وأذلتها لتنهشها الأيدي،
من رضيت بكشف الوجه رضيت بما فوق ذلك فمن يتنازل مرة يتنازل مرات ومن لم يحفظ نفسه لا تحفظه. أما قولك كشف الوجه لا يفسد المرأة الصالحة نعم هو لا يفسدها فحسب بل يقتلها وحسبك بنساء الغرب وأدعياء الحضارة مثلا.
وإن كنت لا ترى الحجاب احتراما وصيانة للمرأة فذاك أمر لك ولا يعبر إلا عن رأيك وحدك، لكننا قوم وقافون على ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم،
فقل لي ما معنى قوله تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن". فما معنى يدنين؟ هل هو إحاطة الوجه بالخمار فقط؟! وما معنى قوله تعالى: "وليضربن بخمورهن على جيوبهن" فكيف تغطي نحرها وتترك وجهها وهو موطن الفتنة؟! ووجه المرأة هو أظهر زينتها فلا يجوز لها إبداؤه إلا لمحارمها لقوله تعالى: "ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن".
ثم تحتج بأقوال التابعين وأنعم بهم لكن أما سمعت قول الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه: "كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر محمد صلى الله عليه وسلم"، فكيف تترك أقواله لتحتج بأقوال غيره وهم عرضة للخطأ أو الجهل أو النسيان؟!
هنادي عبدالله محمد - الرياض
الرئيسية
البوابة
