كثيرا ما يقول معظم الناس كلمة "نعم" أسرع بكثير من قول كلمة "لا" فمثلا عندما يرغب صديق لك في الانتقال إلى منزل جديد في مطلع هذا الأسبوع ويريد مساعدتك فإنك توافق على الفور دون أن تتردد في الوقت الذي ترغب فيه حقا أن تستريح يومين في منزلك في جو من الهدوء وأحيانا ما يطلب منك مديرك أن تنتهي من عمل معين في وقت محدد ويريدك أن تعمل ساعات عمل إضافية في الوقت الذي يكون لديك فيه تذكرة للذهاب إلى المسرح مع شريكك أو شريكة حياتك أو صديقتك
فالكثيرون يجيبون "بنعم" بشكل تلقائي على مطالب من هذا النوع دون أن يفكروا في مصالحهم الخاصة ومشاعرهم وبعدها يلومون أنفسهم بسبب قيامهم بذلك ، غير أن قول كلمة "لا" يتطلب شجاعة منك وقدرا كبير من الممارسة للنطق بها ، بيد إن قول كلمة "نعم" عادة ما تكون أسهل من قول كلمة "لا" نظرا لانك تجد نتيجة ذلك ابتسامة شكر من الشخص الذي يطلب منك تقديم خدمة له أو حتى عمل
غير أنه في أوقات معينة يكون فيها المرء غير متيقن مما إذا كان قادرا حقا من تقديم المساعدة للشخص لا يتردد من أن يجعل موافقته على تقديم المساعدة في الصدارة وتكون النتيجة أن يقول نعم على الرغم مما قد تسببه له تلك الكلمة من معاناة لصالح الآخرين ،غير أن خبراء الطب النفسي يرون أن ذلك يدعو للأسف فالكل يمكنه قول كلمة لا
ويمكن أن يساعد رفضك لتقديم مساعدة في استقرار علاقة نظرا لان ذلك يساعد على إقامة حدود للعلاقة والتعبير عن مشاعر حقيقية ، ولكن بالنسبة للأشخاص الذين دأبوا على الموافقة على أي طلب فإن التغيير يمكن أن يكون عملية تعلم غير مريحة وتستغرق زمنا طويلا
إن قول كلمة (لا) يبدأ في المواقف التي نقوم بها ثم تتضح في سلوكنا قبل أن تتمكن من قول (لا) في موقف معين يجب أن تسمح لنفسك أن تقوم بذلك من داخلك وذلك يحدث فقط عندما نسعى لتصحيح المفاهيم السلبية التي نربطها بقول كلمة (لا) التي تمنعنا من القيام بذلك و أنه غالبا ما يرى الناس إنه عند قول كلمة (لا) سيغضب مني الشخص الأخر الذي تهمني مشاعره للغاية
غير أن ذلك يمكن أن يحل محله شيئا آخر هو قولك أنني لا أعرف ما إذا كان سيغضب مني أم لا ولكن إذا كان يحبني فقط نظرا لأني دائما ما أقوم بالأمر الذي يرضيه عندئذ سيكون ثمن هذا الحب باهظا للغاية على المدى الطويل
كيف ذلك:-
أولا أنك تعرب عن أسفك لأنك رفضت الطلب قائلا "آسف" ثم توضح موقفك قائلا (لا) دون تردد ثم يلي ذلك المرحلة الحاسمة المتمثلة في سرد أسباب قرارك و بدون ذلك لن يفهم الشخص الأخر قرارك وسيجد صعوبة في قبوله أو الإصرار على أن الأسباب التي يقدمها الشخص يتعين أن تكون حقيقية وليس هناك داعي لاستخدام ما يسمى "الكذب الأبيض" لتخفيف حدة التوتر في ذلك الموقف
فهل نحن قادرون على نطق هذه الكلمة بهذه اللباقة