بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يُدين الإنسان بالكثير للعلماء خصوصاً الأوائل منهم؛ حيث إن الكثير منهم لَقِي نحبه أو أُصيب بعاهة مستديمة أثناء سعيه الدائم وراء تحصيل المعرفة؛ إذ إن التجارب العلمية الاستثنائية التي قاموا بها مهدت الطريق أمام البشرية بأسرها للتوصّل إلى أبرز الاختراعات والاكتشافات العلمية، وإليكم بعض من هؤلاء العلماء الأبطال....
كارل شيلي اكتشف العديد من العناصر الكيميائية
10- كارل شيلي (1742 - 1786م)
هو كيميائي سويدي بارع، يرجع له الفضل في اكتشاف العديد من العناصر الكيميائية مثل الأكسجين (بالرغم من أن جوزيف بريستلي سبقه في إعلان نتائج تجاربه ونُسب الاكتشاف إليه)؛ ولكن بخلاف الأكسجين استطاع شيلي اكتشاف عناصر أخرى؛ أهمها: الموليبدنوم، والتنجستن، والمنجنيز، والكلور، كما اكتشف عملية قريبة من البسترة.
وفاة شيلي كانت نتيجة لعادة لديه كان يتبعها أثناء اختباراته وهي التجريب بالتذوّق؛ حيث كان يقوم بتذوّق العناصر التي كان يكتشفها أو يُخضعها للاختبار، وما دفعه لتكرير تلك العادة أنه كان لا يتأذّى منها، كما أنه نجا ذات مرة بعد أن تذوّق سيانيد الهيدروجين، ولكن هذه العادة كانت في الحقيقة السبب وراء موته، ولكن لم يتم التعرّف على المادة السامة التي تسبّبت في وفاته، ولكن الأعراض التي صاحبت الوفاة رجّحت بشكل كبير أنه تعرّض لتسمّم نتيجة لتذوّقه الزئبق.
بوجدانوف اشْتُهر باهتمامه بالفلسفة وأدب الخيال العلمي
9- ألكسندر بوجدانوف (1873 - 1928)
بوجدانوف هو طبيب روسي اشْتُهر باهتمامه بالفلسفة وأدب الخيال العلمي والاقتصاد، وقد شرع بوجدانوف منذ عام 1924 الانخراط في سلسلة من عمليات نقل الدم؛ سعياً وراء ما يُعرَف باسم "الشباب الدائم"، وبعد أكثر من 11 عملية نقل دم أجراها على نفسه، أعلن أنه تخلّص من الصلع، وأن مستوى النظر لديه تحسّن كثيراً، ولسوء الحظ فإن نقل الدم كان بمثابة عِلم وليد ما زال يخطو خطواته الأولى؛ حيث لم يكن بوجدانوف يختبر مدى سلامة الدم الذي يستخدمه في تجاربه، وفي عام 1928 قام العالم الروسي بإجراء تجربته الأخيرة لنقل الدم، ولكن هذه المرة نقل إلى نفسه دما ملوّثا بالملاريا والسل، وهو ما أودى بحياته بعد وقت قصير من إجراء هذه العملية.
وينستانلي من أشهر المهندسين والمعماريين الإنجليز
8- هنري وينستانلي (1644 - 1703م)
يعتبر وينستانلي من أشهر المهندسين والمعماريين الإنجليز، وكان له الفضل في بناء أول منارة في منطقة Eddystone، ولكنها كانت السبب في وفاته أيضاً؛ حيث أصرّ أن يجرّب بنفسه مدى كفاءة المنارة بنفسه، وقرّر أن يبقى داخل المنارة أثناء هبوب إحدى العواصف، ولكن لسوء الحظ انهارت المنارة، وتُوفّي وينستانلي نتيجة للانهيار، وتُوفّي معه 5 أشخاص آخرين.
ويليام بولوك ابتكر طابعة تعتمد على مفهوم الطباعة الدوارة
7- ويليام بولوك (1813 - 1867م)
ويليام هو مبتكر أمريكي قام في عام 1863 بابتكار طابعة تعتمد على مفهوم الطباعة الدوّارة، وقد استطاع هذا المفهوم الذي ابتكره ويليام أن يُحدث ثورة في الطباعة؛ نظراً لما يُقدّمه من سرعة وكفاءة، وكانت تلك الطابعات المتقدّمة التي أنتجها سبباً رئيسياً في وفاته؛ فعند تصليحه لإحداها تعرّضت قدمه لإصابة بليغة أثناء محاولته لإعادة إحدى البكرات إلى مكانها، وأُصيبت قدمه بالغرغرينا، وتوفّي أثناء عملية لبتر قدمه.
كوبر من أبرز رجال البحرية الملكية البريطانية
5- كوبر فيبس كولز (1819 - 1870)
يُعتبر كوبر من أبرز رجال البحرية الملكية البريطانية؛ حيث قام أثناء حرب القرم ببناء أبراج هجومية دوارة على متن السفن الحربية البريطانية لاقت استحسان قادة البحرية البريطانية بما لها من تأثير على تطوير القدرات الهجومية للسفن، وبعد انتهاء الحرب قرّر كوبر تسجيل براءة اختراع لتلك الأبراج، وشرع في بناء سفينته الخاصة والتي أطلق عليها اسم HMS Captain وفقاً لتصميمات جديدة خاصة به، وهي التصميمات التي تضمّنت مجموعة من التعديلات التي بدت خطيرة وغير تقليدية تماماً بالنسبة لخبراء صناعة السفن وخصوصاً الحربية منها، وكان أبرز تلك التعديلات ما سمّي بـhurricane deck بغرض رفع مركز الجاذبية للسفينة، ولكن مع الأسف كان لهذا التعديل أثّر مدمّر على السفينة؛ ففي السادس من سبتمبر عام 1870 انقلبت السفينة في عرض البحر، ولَقِي كوبر مصرعه بجانب أغلب طاقم السفينة الذين بلغ عددهم نحو 500 شخص.
جاليليو أحد أبرز علماء الفلك والفيزياء في التاريخ
4- جاليليو جاليلي (1564 - 1642)
يعتبر جاليليو أحد أبرز علماء الفلك والفيزياء بل الفلسفة أيضاً في عصره وفي التاريخ الإنساني أجمع، شغفه بعلوم الفلك تحديداً فتح آفاق معرفة جديدة للأجيال المتتابعة، ولكنه أيضاً كان السبب في إصابته بالعمى؛ حيث كان مغرماً إلى حد الهوس بالشمس، وكان يظلّ لفترات بل لساعات يحدق في الشمس وينظر إليها ضمن دراساته القائمة على مفهوم الملاحظة والتجربة، ولكن شغفه بالشمس أضرّ الشبكية في كلتا عينيه بشكل كبير، وقضى آخر أربع سنوات من حياته شبه كفيف.
حياة جاليليو كانت حافلة بالإنجازات والدراسات؛ نظراً لاتساع نطاق اهتماماته لتشمل الرياضيات والموسيقى أيضاً، كما أنه اصطدم مع رجال الكنيسة الكاثوليكية عندما أشار إلى أن الأرض ليست إلا كوكبا صغيرا في المجموعة الشمسية يدور حول الشمس كغيره من كواكب المجموعة، وهي الآراء التي عارضتها الكنيسة الكاثوليكية، متهمين آراء جاليليو بمخالفة نصوص الكتاب المقدس، وهو الخطأ الذي اعترفت به الكنيسة واعتذرت عنه عدة مرات، كما قام الفاتيكان بوضع تمثال لجاليليو عام 2008 داخل الفاتيكان كاعتراف صريح بالاضطهاد الذي تعرّض له جاليليو حتى وفاته.