مراحل تحلل الإنسان بالقبر
وما أدراك ما مراحل
في أول ليلة في القبر يبدأ التعفن على مستوى البطن والفرج ..
سبحان الله البطن والفرج أهم شيئين صارع بني ادم وحافظ
عليهما في الدنيا .ف الحاجتين اللذان خسر الشخص الله عز وجل بسببهما
سيتعفنا في أول يوم في القبر .
بعد ذلك يبدأ الجسم يأخذ لون أخضرفبعد الماكياج وأدوات التجميل و..و...
سيأخذ الجسم لون واحد فقط .
ثاني يوم في القبر تبدأ الأعضاء تتعفن الطحال والكبد والرئة والأمعاء .
ثالث يوم في القبر تبدأ تلك الأعضاء تصدر روائح كريهة .
بعد أسبوع يبدأ ظهور انتفاخ على مستوى الوجه : اي العينين واللسان والخدود.
بعد عشرة ايام سيطرأ نفس الشيء اي انتفاخ
لكن هذه المرة على مستوى الاعضاء : البطن والمعدة والطحال...
بعد أسبوعين سيبدأ تساقط على مستوى الشعر.
بعد 15 يوم يبدأ الذباب الازرق يشم الرائحة على بعد 5 كيلو متر
ويبدأ الدود يغطي الجسم كله .
بعد ستة شهور لن تجد شيء سوى هيكل عظمي فقط.
بعد 25 سنة سيتحول هذا الهيكل الى بذرة
وداخل هذه البذرة ستجد عظم صغير ويسمى:عجب الذنب
هذا العظم هو الذي سنبعث من خلاله يوم القيامة.
إخوتي في الله هذا هو الجسم الذي طالما حافظنا عليه ..
هذا هو الجسم الذي عصينا الله عزوجل من أجله.
ما أن تغادر
الروح الجسدَ، حتى تتهدم كل وسائل الدفاع،التابعة لجهاز المناعة فیه، فتهب
المیكروبات بجمیع أنواعها،وأشكالها، وبغض النظر عن مكان وجودها في الجسم
لتلتهمه، فهي
مفطورة على التكاثر اللانهائي، ما دام هناك طعام متوفر ، وظروف مناسبة.فما الذي خرج من الجسد فسبب موته ...؟! لا نعرف منه
إلا الاسم ... الروح ..!! نعم الروح ..!! فهي لیست شیئاً مادیا یُرى أو یُقاس ...
وباختصار فهي
لیست في مدار مدارك الإنس ان واستیعابه مهما أوتي من قوة ومعرفة
وتكنولوجیا وأما كیف خرجت الروح من كل جزئیة من أجزاء جسم
الإنسان..! من ملیارات الخلایا المختلفة ... هذه الخلایا المتحركة أوالثابتة في جسم الإنسان ... فلا أحد یعرف، ومن یتصور ملیارات
الخلایا التابعة لجهاز المناعة، المتجولة في الشبكة اللمفاویة والأنسجة والدم، ثم ملیارات الكرات الدمویة، التي تجري دونما
توقف في
الشرایین والأوردة، مُشَكِّلةً أكبرَ ازدحام مروري، یمكن أن یخطر ببال
الإنسان، ولكن دونما حوادث؛ یزداد حیرة وانبهاراً ...!!
وذهولاً .
من یتصور ذلك
ویعرفه جیداً، یعجب أشد العجب، من هذا التوقف بشكل كامل عن الحركة، وكأنها
سمعت إیعازاً یأمرها بالتوقف الفوري، فاستجابت لأمر ربها، وكأنها خلیة
واحدة.
وفي الطرف الآخر... ملیارات الجراثیم المتربصة، وخاصة
في الأمعاء ' بذرة فناء صاحبها'، فمن الذي أعلمها بخروج
الروح من الجسد ..؟ رغم أنها لا ترى ولا تسمع ولا تدرك . ولیس
لدیها أجهزة اتصال كما لدى البشر؟!! ثم كیف أحست بانهیار جیش
المناعة الجرار بعد خروج الروح ..؟؟ لتنقلب فوراً من صدیق إلى
آكل للجسم بنهم منقطع النظیر..!!
هل لدیها من الاستشعارات الذاتیة المتطورة أكثر من الإنسان حتى
تدرك خروج الروح قبله ..؟!! لا أظن ذلك ولكنها وظیفة بأمر إلهي ،
ناطها الله بالمیكروبات، تنفذها بالوقت المناسب ، مصداقاً لقوله –
تبارك وتعالى – : ' الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيءٍْ خَلقَْهُ ثُمَّ هَدَى ...'( ٢) فهو
الذي هداها، وأشعرها بخروج، الروح بكیفیة لا نعلمها، لتنفذ
واجبها، طاعةً لخالقها، وقیاماً بواجبها.
وقد استطاع الطب الشرعي معرفة خطوات تحلل الجثث
في القبور، منذ خروج الروح من الجسد، وحتى یتحول إلى غازات
وسوائل وأملاح، '... كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ' ویتعاون في ذلك
الجراثیم، خاصة اللاهوائیة، الموجودة في أمعاء الإنسان،
والأنزیمات التي تتحرر من الخلایا بعد الوفاة، والیرقات الدودیة ،
التي تتكاثر بشكل سریع، وتلتهم خلایا الجثة... !!
ورحم الله أمیر المؤمنین عمر بن عبد العزیز حین قال :
'لو رأیتني بعد ثلاث في قبري' وكأنه یصف ما یحصل للجثة في
القبر في الأیام الأولى للدفن من تغیِّرٍ وتبدلٍ وتآكلٍ وهجوم للدیدان !!
والدم هو أول الأنسجة تأثر اً، حیث تنحل الكریات
الحمراء، ویخرج منها الهیموجلوبین، فیُلوِّن جدران الأوعیة
الدمویة، وینفذ من خلالها، لیلَوِّن الأنسجة حول الأوعیة، باللون
الأحمر، وأحیاناً ونتیجة لتفاعلات أخرى، یظهر اللون البني، أو
الأخضر القاتم
وأول العلامات التي تظهر نتیجة التعفن، عبارة عن بقع
خضراء داكنة ، تحت السرة ، أو مقابل الأعور ( الزائدة الدودیة ). ثم
تكبر وتتسع حتى تعم جدار البطن كله . و في الوقت نفسه تظهر
خطوط بنیة متفرعة كالشجرة ، تحت الجلد، في الصدر والبطن
والظهر، ومنتفخة نتیجة تراكم غازات التحلل داخلها، مثل سلفید
، والمیثان، وثاني أكسید الكربون الهیدروجین والأمونیا
وفي الأحوال العادیة تتكون هذه الغازات في نهایة الأسبوع
الأول من الوفاة، مؤدیة إلى توتر وانتفاخ في الوجه ، وكیس
الصفن، وجدار البطن . وقد یؤدي ذلك إلى إخراج محتویات المعدة
من الفم، أو محتویات المستقیم من الشرج، أو إخراج جنین من رحم
أمه.
كما یؤدي تراكم الغازات ، إلى جحوظ العینین، وبروز
اللسان بین الأسنان، وخروج زبد رغوي مدمى من الأنف والفم
خلال الأسبوع الثاني من الوفاة، وتتكون نفطات غازیة تحت الجلد،
سرعان ما تنفجر ، وتخرج الغازات منها، وتنبعث من الجثة رائحة
كریهة نتنة. وتنفصل بشرة الجلد، فتصبح الجثة مشوهة جداً یصعب
تمییزها.
یبدأ التحلیل أولاً في الأمعاء، حیث مئات الملیارات من
الجراثیم الجاهزة للانقضاض والتكاثر والانتشار في الجثة ، ثم
المعدة والمخ ، ثم یلیها الكبد والطحال، حیث یتكون فیها فقاعات
غازیة، وتصبح كالكیس الممتلئ بالسائل الأخضر القاتم المنتن،
وتحت ضغط الغاز المتزاید، سرعان ما ینفجر الكیس، فیصبح
الصدر والبطن وقد امتلأ بالسائل نفسه، وهذا عبارة عن بحر متلاطم
من الجراثیم اللاهوائیة ، التي وجدت مكانها وزمانها وأحسن
غذائها. فتتكاثر وتتكاثر منتجة المزید من الغاز ذي الرائحة المنتنة
یتبع ذلك تفسخ وتحلل في القلب والرئتین ثم الكلیتین
والمثانة، أما الرحم فیكون آخرها تحللاً لأن الله تبارك وتعالى
جعله في وضع معین، بعیداً عن الجراثیم، لذلك یتأخر وصولها إلیه،
فیتأخر تحلله. وبعدها ینفجر جدار الصدر والبطن خلال الأسبوع
الثالث، فتخرج السوائل والروائح المنتنة أكثر فأكثر.
وهذا یختلف من حیث زمن الظهور ، من جثة إلى أخرى،
تبعاً لدرجة الحرارة، والرطوبة، والتیارات الهوائیة، والعمر، وسبب
الوفاة.
وقد وضع الدكتور محمد أحمد سلیمان ، في كتابه: 'أصول
الطب الشرعي' بیاناً تقریبیاً، عن درجة التحلل، في الجثث المدفونة
في أكفان من القماش، تحت الأرض، في قبور ملیئة بالهواء (
طریقة الدفن المعتادة عند المسلمین) على النحو الآتي:
1- بعد مضي 24-36 ساعة على الوفاة تظهر بقع خضراء
في جدار البطن، مقابل الأعور، أو حول السرة . كما یظهر
كثیر من الأوعیة الدمویة المتشعبة في جلد البطن
والصدر، وتسیل مقلة العین، وتتعتم القرنیة.
2- بعد یومین إلى خمسة أیام یظهر الزبد المدمى من الفم
والأنف، وینتفخ البطن والصفن، وینتشر اللون الأخضر
في كل جلد البطن والصدر . وتظهر النفطات الغازیة، تحت
الجلد. وینتفخ الوجه والجسم كله بالغازات المتجمعة تحت
الجلد، وتبرز العینان، واللسان، وتختفي ملامح الوجه ،
وتنبعث من الجثة رائحة كریهة، من الغازات المتصاعدة
بعد خمسة أیام إلى عشرة تسیل مقلة العین ، ویتساقط
الجلد الأخضر الهش ، كما تتساقط الأظافر ، والشعر،
وتظهر الیرقات الدودیة المتعددة ، وبخاصة حول الفم
والأنف، وأعضاء التناسل، ثم بعد ذلك تنحل الأنسجة،
وتسیل في التراب تدریجیاً، حتى تبقى العظام وحدها، بعد
حوالي ستة أشهر إلى سنة.
والهیكل العظمي یتلاشى بدوره، ویعود إلى مكوناته الأساسیة ، مع
مرور الزمن، إلا جزء اً صغیراً منه، اسمه عجب الذنب ذكره لنا
رسول الله – صلى الله علیه وسلم – في أكثر من حدیث شریف قبل
اكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان ، حیث قال : 'إن في الإنسان
عظماً لا تأكله الأرض أبد اً، منه یُرَكب الخلق یوم القیامة . قالوا أي
عظم هو یا رسول الله؟ قال عجب الذنب '. وقد حاول العلماء
شرقاً وغرباً صهر هذا الجزء ، من عظم الإنسان، أو إذابته
بالأحماض القویة، أو تكسیره، فلم یستطیعو ا. وصدق رسول الله –
صلى الله علیه وسلم – فهو كما وصفه ربه: ' وَمَا یَنطِقُ عَن الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ یُوحَى '
بعد الوفاة مباشرة یبدأ التفسخ البسیط، فتظهر رائحة خفیفة، لا
یدركها الإنسان ولكنها جاذبة للحشرات، وخاصة إناث الذباب ،
فتسرع لتضع بیوضها الصغیرة ، دون أن یراها الإنسان في الفتحات
الطبیعیة، التي یمكن أن تصل إلیها كالمنخرین والفم وزاویة العین
وطیات الجلد في الرقبة ، وأحیاناً المناطق التناسلیة ... تضع آلاف
البیوض الصغیرة، ثم لا تلبث أن تفقس، وتظهر یرقات صغیرة
عدیدة بیضاء، لا یتعدى طول الواحدة ملیمتر اً واحداً، ثم تتغذى على
خلایا الجثة لتصبح حشرات بالغة، طول الواحدة سنتمتر اً واحداً، ثم
تضع بیوضاً جدیدة
وهكذا ...، أجیال عدیدة من الیرقات والدیدان، بحیث أنك في
لحظة ما، لا ترى إلا كومةً من الدیدان تُغطي الجثة، وتتراكم فوقها،
بل فوق بعضها، لتتلاشى هي والمیكروبات، التي فسخت الجثة من
داخلها.
والغریب أن هذه الیرقات والمیكروبات ، التي كانت بالملیارات
على الجثة وبداخلها، تتلاشى وتختفي كلیاً بعد تحلل الجثة
وتفسخها. لأنها یأكل بعضها بعضاً، ومن یبقى أخیراً منها یموت من
قلة الطعام ، فیتحلل بفعل أنزیمات خاصة ، موجودة داخل خلایاها.
فسبحان من خلقها وهداها لوظیفتها، وسبحان من قهر الكبیر
والصغیر من مخلوقاته بالموت والفناء
هذه هي القاعدة الخالدة ، والسنة الربانیة في هذه الحیاة التي
تحكم جمیع المخلوقات، وخاصة أكرمها وهم البشر، فكل إنسان
مهما كانت حیاته منعمة، ومهما قدمت له من عیش رغید، وفرص
الراحة والصحة والعنایة، إلا أن الموت آتیه لا محالة ' كُلُّ نَفْسٍ
ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَیْنَا تُرْجَعونَ' كتاباً مؤجلا ،ً حتى یستوفي كلٌ
حصته، وما قسمه الله له في هذه الحیاة.
فمهما كانت منزلته في الدنیا ، فقیراً أو غنیاً ، صغیراً أو كبیراً،
أمیراً أو حقیراً، أبیض أو أسود، ذكراً أو أنثى، فنهایته إلى الحفرة
الصغیرة… إلى هذا القبر … لیدخل في مرحلة حیاتیة جدیدة ، هي
حیاة البرزخ، فیكون فیها تبعاً لعمله في الدنیا، إما في روضة من
ریاض الجنة، أو في حفرة من حفر النار
وقد تعارف الناس على تسمیة القبر ببیت الدود ، وهي تسمیة
قدیمة وصحیحة، قدیمة لأن الناس في السابق ، لم یكونوا یعرفون
المیكروبات المجهریة، لأنها لم تكن قد اكتشفت بعد . بل كانوا
یذكرون ما كانوا یرونه رأي العین، وهي الدیدان والیرقات الصغیرة
سالفة الذكر، وهي تنمو وتتكاثر وتنهش جسد المیت ، حتى یتلاشى
في قبره.