نراها في نشرات الاخبار، ونقرأ عنها في الصحف، وعندما تكون المجزرة في اي بلد من العالم، تتصدر عناوين الاخبار، تكون هي السبب، والمسبب، انها طائرة الشبح الامركية، أو ما تعرف بقاذفة القنابل B2، وعلى رغم شهرتها، تبقى تفاصيلها واسرارها، غامضة على الكثيرين، انها اسطورة الصناعات العسكرية الامريكية، لها ثقلها، ودورها في عتاد الجيش الاميركي، وتعتبر من اهم انواع سلاح الجو، لما لدورها وفعاليتها، اثرٌ كبير على مسار المعارك، ولكثرة ما قيل عنها، فان الفضول يدفعك مرغما، أن تكتب عن بعض تفاصيلها التي قد تكون مجهولة عند الكثيرين.
طائرة الشبح، تُصنّعها شركة نورثروب غرومان، وقد بلغت كلفة تصنيعها العام 1997، 737 مليون دولار، أما اليوم تبلغ تكلفة تصنيعها مليار ومئة الف دولار، وقد بلغت مجموع تكاليفها،مع قطع الغيار الاضافية، والتعديل التحديثي، وتجديد برامجها، في العام 1997، 929 مليون دولار، أما اليوم فقد وصلت الكلفة الى، 1,270,000,000 دولار، وأذا ما اردنا أضافة حساب التطوير والهندسة، والتعديلات التي طرأت عليها في آخر تحديث، اصبحت كلفتها اليوم تبلغ 2,870,000,000 دولار.
هي طائرة غير مرئية للرادار التقليدي، ولا حتى الرادرات الحديثة، تستطيع تتبع مسارها بنحو فعال، فأجهزة الاتصال المزودة بها، لا يمكن التشويش عليها، او التقاط ذبذاباتها، كما أن الانبعاثات الحرارية منها، متدنية جدا، حتى لا يتمكن الرادار الذي يعمل على الكشف الحراري، او الصوت، أن يكتشفها.
تصميمها الاول كان في العام، 1980، لمحاكاة الحرب الباردة بين قطبي العالم، اميركا، والاتحاد السوفياتي سابقا، أستخدمت اول مرة في حرب كوسوفو العام 1999، وأستمر استخدامها، في حرب افغانستان والعراق، فُقدت طائرة واحدة منها العام، 2008 بعد أن تحطمت بعد اقلاعها بوقت قصير، وأخر استخدام لها في الانتفاضة الليبية.
طاقمها اثنان فقط، وتستطيع أسقاط قنابل ثقيلة الوزن، يبلغ وزن الواحدة 280 كلغ من نوع القنابل الموجهة، و1100 كلغ من نوع B83، النووية، وتعتبر هي الطائرة الوحيدة في العالم التي تستطيع حمل اسلحة ثقيلة جدا، لمهاجمة هدف ارضي، دون أنذار، وبشكل مفاجئ دون أن يلتقطها الرادرا.
كان لها أول عرض للجمهور عام في 22 تشرين الثاني 1988، في محطة للقوات الجوية، في بالم دايل، كاليفورنيا، وأول رحلة علنية كانت 17 تموز العام 1989، وقد أقلعت من نفس القاعدة، وقد عمل على تنفيذ تصميمها أكثر من 13000 الف عامل في محطة مخصصة بيكو ريفييرا.
في العام 1984، أُلقي القبض على الموظف في شركو نورثروب، توماس كافانو، لمحاولته بيع معلومات سرية عن الطائرة للاتحاد السوفياتي، وحُكم بالسجن مدى الحياة، ثم خرج بعفو العام 2001، وأخر الجواسيس كان المهندس نوشير جواديا، الذي يعمل في تصميم نظام الدفع، والذي حكم العام، 2011 بالسجن لمدة 32 عاما.
لكل طائرة حظيرة خاصة بها، عرضها أكثر من 52 مترا حتى تتسع لها، وذلك لحماية موادها المُصنعة بها، من أن يلتقطها رادار وهي جاثمة ومكشوفة، وقد اخفيت محركاتها داخل الاجنحة، التي تخفي ايضا العوادم. تبلغ سرعتها القصوى 630 ميلا بالساعة، سعة خزانها 75,750 كلغ من الوقود، لديها 4 محركات من جنرال الكتريك، وزنها فارغة، 72 الف كيلو، وزنها مُحملة 153 الف كيلو، ويبلغ طول الجناح، 52,4 متر.