هاري هوديني
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
هاري هوديني، 1899
هاري هوديني (24 مارس1874 - 31 أكتوبر ، 1926) ساحر في فن الوهم ، ممثل و مخرج أفلام هنغاري أمريكي. يعتبر من أكبر الأسماء في فن الأيحاء و التخلص من القيود، اكتسب شهرة عالمية، أدى هوديني أعمالاً إعلامية مذهلة ليثير اهتمام الجماهير . أصبح هوديني معروفًا بنقده الوسطاء الروحيين الذين يزعمون أن في استطاعتهم الاتصال بأرواح الموتى. وكان يعتقد أن الوسطاء يخدعون الجمهور، وكان يعيد عرض أعمالهم محاولاً أن يبين أنهم كانوا دجالين مخادعين. وأصبح هوديني نجمًا في عدة أفلام.
نشأته
ولد هوديني في بودابستبالمجر من اسرة يهودية. وانتقلت أسرته إلى أبلتن بولاية ويسكونسن بالولايات المتحدة الأمريكية وذلك عندما كان طفلاً، ثم زعم هوديني بعد ذلك أنه ولد في أبلتن. وكان اسمه الحقيقي إيريك وايس. وأخذ اسمه المسرحي من جين يوجين روبرت هودين الذي كان ساحرًا فرنسيًا مشهورًا في السنوات القريبة من القرن التاسع عشر الميلادي. وبعد ذلك جعل من هذا الاسم اسمًا شرعيًا له.
مسيرته
بدأ هوديني مهنته بأداء حيل أوراق اللعب (الكوتشينة) في متحف. وفي عام 1900م، بعد أن طور أعمال هروبه من المآزق، أصبح نجمًا يقدم عروضًا في كثير من مسارح القمة في جميع أرجاء العالم. وكان العرض الذي يقدمه هوديني يصور حيلاً سحرية ووضعًا وشروحًا لما كان يعد خداعًا روحيًا.
كان هوديني من النوع الذي لا يكل ولا يمل من الدعاية لنفسه وعمله على غرار ب. ث. بارنوم صاحب السيرك المشهور باسمه، مع أنه لم يستخف بذكاء الجمهور. وتروي السيرة عرض فرار أقيم في العام 1902 في بلاكبورن بانكلترا، حين رفض هوديني أن يستسلم على رغم استعمال الأغلال المحكمة التي جعلت فراره مستحيلاً. وبعد ساعتين استطاع هوديني الإفلات من السلاسل التي قيدته، واستقبله الجمهور بالوقوف والتصفيق الحاد. ويروي الكتاب أنه في اليوم التالي كان ذراعا هوديني مزوقتين ومتورمتين بشكل مخيف، لأن الأصفاد كانت مثبتة بشكل معقد فلم يكن أمام خيار سوى أن يمزق لحمه ليتخلص منها.
استهزاء هوديني المتواصل من حركة الروحانيين التي كان من دعاتها الروائي ارثر كونان دويل مؤلف روايات شرلوك هولمز، أدى في النهاية إلى موته. وقد كانت الحركة تدعي أن أعضاءها يستطيعون الاتصال مع الموتى، فيما كان هوديني يصير على أنهم مشعوذون.[1] في مطلع القرن انضم هوديني إلى زوجته ‘’قارئة الطالع المشهورة’’ في تقديم عرض مزيف قام فيه بدور الروحاني فيما لعبت هي دور الوسيط. ولكن هوديني اجتاز الخط إلى الجانب الآخر في النهاية وفضح الوسطاء الروحانيين الأدعياء مثلما كان يفضح السحرة الذين يقلدون عروض فراره. نشرت زوجته الرسالة التي كتبها قبل وفاته والتي يقول فيها:
"أنا لا أؤمن بتحضير لأرواح ولو كان تحضير الأرواح حقيقة لعاد هوديني إلى الحياة وهوديني العظيم لن يعود ابدا."
هــــل كـــان نجــــم الفــــرار هــــاري هــــوديني جـــاســـوســـاً؟
لايزال اسم هاري هوديني بعد مرور 80 سنة على وفاته صنوا للنجاة من الموت في أقسى الظروف. بيد أن هوديني الذي جعله امتهانه تحدي الموت أحد نجوم أكبر النجوم في العالم كان أكثر من مجرد فنان تسلية وترفيه. وتشير سيرة ذاتية جديدة للفنان الأسطوري الذي ولد في بودابست، هنغاريا، سنة ,1874 أن هوديني كان جاسوساً لشرطة السكوتلانديارد البريطانية يراقب الفوضويين الروس ويلاحق المزورين لحساب الشعبة السرية الأميركية - كل ذلك قبل موته ربما في جريمة قتل. وقد نشر كتاب “The Secret Life Of Houdini” ‘’الحياة السرية لهوديني: نشأة أول سوبر بطل أميركي’’ بمناسبة ذكرى موت هوديني المبكر عن 52 عاماً. وقد حمل البحث عن معلومات جديدة عن السوبر ستار الزئبقي كاتب السيرة وليام كالوش ولاري سلومون على تأسيس قاعدة معلوماتية تضم ما يزيد عن 700 ألف صفحة.
نيويورك (أ.ب) - من لاري ماكشين
ويقول سلومون عن ذلك الأرشيف الإلكتروني الضخم ‘’لم تكن هناك وسيلة في العالم تمكننا من تأليف الكتاب من دون أرشيف.. ربما سيستغرق ذلك 30 سنة.
وترسم السيرة سيناريو استطاع من خلاله هوديني مستعملاً مهنته كغطاء، أن يسافر إلى الولايات المتحدة ومختلف أنحاء العالم لجمع المعلومات لحساب السلطات القانونية. ولقد توصل مؤلفا السيرة إلى هذه العلاقة بعد أن راجعا مفكرة وليام ملفيل، رئيس الجاسوسية البريطاني الذي ذكر اسم هوديني مرات عدة في يومياته.
ملفيل، الذي كان يعمل في السكوتلانديارد في مطلع القرن العشرين، ساعد على الترويج ودعم عمل هوديني في أوروبا بتمكينه من إحياء حفلات عرض خلالها مهاراته في الفرار من الموت. وفي عرض خاص رتبه مليفل استطاع هوديني أن يتخلص من أصفاد كبلت في يداه، أمام صاحب إحدى صالات العرض.
ويوحي الكتاب بأن حماسة ملفيل لم تكن منزهة عن غرض بل كانت جزءاً من صفقة عمل بموجبها هويدني جاسوساً. ويشير الكتاب إلى أن حالة مماثلة جرت في شيكاغو، حيث انطلقت شهرة هوديني بعد تقديمه عرضاً دعائياً بمساعدة أحد قادة الشرطة المحليين.
كان هوديني من النوع الذي لا يكل ولا يمل من الدعاية لنفسه وعمله على غرار ب. ث. بارنوم صاحب السيرك المشهور باسمه، مع أنه لم يستخف بذكاء الجمهور. وتروي السيرة عرض فرار أقيم في العام 1902 في بلاكبورن بانكلترا، حين رفض هوديني أن يستسلم على رغم استعمال الأغلال المحكمة التي جعلت فراره مستحيلاً’’.
وبعد ساعتين استطاع هوديني الإفلات من السلاسل التي قيدته، واستقبله الجمهور بالوقوف والتصفيق الحاد. ويروي الكتاب أنه في اليوم التالي كان ذراعا هوديني مزوقتين ومتورمتين بشكل مخيف، لأن الأصفاد كانت مثبتة بشكل معقد فلم يكن أمام خيار سوى أن يمزق لحمه ليتخلص منها.
وهذه هي التسلية، لكم.
وقد بلغت شهرت هوديني واسعة الانتشار في العالم إلى درجة أنه أصبح معروفا باسم واحد - أي كنيته هوديني فقط، قبل أن نتعرف على فنانين مثل ستينغ ومادونا.
ويقول سلومون ‘’نعرف أن هوديني كان بطلاً.. كان يستطيع أن يخرج من أي شيء - وهذه خرافة طبعاً’’.
ويقول كالوش إن الخرافة طغت على الرجل في النهاية ‘’هذا الأمر جزء منا: إنه إنسان، وأنا إنسان، وهو يستطيع أن يهزم أي شيء، وعليه ربما أستطيع أنا أيضاً أن أهزم بعض الأشياء’’.
والمحور الآخر للسيرة هو أن استهزاء هوديني المتواصل من حركة الروحانيين التي كان من دعاتها شرلوك هولمز والروائي آثر دويل، أدى في النهاية إلى موته. وقد كانت الحركة تدعي أن أعضاءها يستطيعون الاتصال مع الموتى، فيما كان هوديني يصير على أنهم مشعوذون.
في مطلع القرن انضم هوديني إلى زوجته ‘’قارئة الطالع المشهورة’’ في تقديم عرض مزيف قام فيه بدور الروحاني فيما لعبت هي دور الوسيط. ولكن هوديني اجتاز الخط إلى الجانب الآخر في النهاية وفضح الوسطاء الروحانيين الأدعياء مثلما كان يفضح السحرة الذين يقلدون عروض فراره.
ويقول كالوش ‘’تعجبني الطريقة التي برز فيها هوديني كرجل شجاع.. وهو كان شجاعاً بالفعل. وهو لم يكن يخشى حضور عرض يقيمه شخص آخر ويصرخ: هذا عرضي.. لماذا لا تجرب تقديم حيلة أخرى؟’’.
ويضيف كالوش ‘’هذا من نوع الأشياء الصعبة التي لا ترى ساحراً يقوم بهذا هذه الأيام’’.
ويروي مؤلفا السيرة أيضاً حادثين وقعا سنة ,1926 تعرض فيهما هوديني للكمات في بطنه. أولهما من قبل طالب جامعي في غرفة تغيير الملابس، ولاحقاً من قبل شخص غريب في بهو الفندق.
ويوحي الكتاب أن الروحانيين رتبوا الاعتداءين. وفارق هوديني الحياة بعد أيام قليلة. وبدا أن هالته كفرد لا يقهر قد انتهت. ولكن المؤلفين اكتشفا أن تلك الهالة لا تزال موجودة اليوم.