في أحد اللقاءات التربوية طرح أحد أبنائنا الطلاب فكرة تعديل مدة الحصة تبعًا لنوع المادة وكميتها في المرحلة الثانوية، وقال إن حصة الرياضيات مثلاً لا تكفي 45 دقيقة لشرح الدرس كاملاً، لما لا يزداد الوقت؟ وكان الرد بأن هناك عدد حصص كافيا تبعًا لنوع العملية.
ولكن الفكرة التي روادتني وأقنعتني بكلام الطالب أن المدة نفسها (45 دقيقة) لا تكفي لشرح الدرس وبالتالي يلجأ المعلم أحيانًا لشرح الدرس على أكثر من حصة.
وهنا قد يظهر القصور في عملية الربط ما بين الحصتين من جهة الطالب في استيعابه وتذكره، ومهارة المعلم في إيصال المعلومة كاملة ومتصلة.
أجد أن فكرة أن تزاد حصة المواد العلمية في الثانوي إلى ساعة كاملة جيدة وقابلة للتنفيذ على أن يربط ذلك بعدد الطلاب في الفصل، وهذا يقدره مدير المدرسة مع معلم المادة، وهنا نحقق المرونة في العمل والاحتياج الفعلي للدرس ويعطي بعض الاستقلالية والصلاحية لمديري المدارس الثانوية.
هناك فكرة أخرى ترى عدم مناسبة أن تكون الحصص متباعدة خاصة في بعض المواد، بل يجب أن تكون على شكل حصتين متتاليتين كما في مادة الرياضيات مثلاً.
كلا الفكرتين قابل للتنفيذ وتحققان مصلحة الطالب وهو الهدف، على أنني أرى أن يشرك طالب الثانوي في هذا الأمر، فهو يحدد حصته سواء في الدمج لحصتين متتاليتين، أو زيادة المدة للحصة الواحدة، على أن نأخذ في الحسبان عدد الحصص الأسبوعي وإجمالي وقتها. ويعطى للمدرسة التصرف في هذا الشأن دون المساس بالحد الأدنى لإجمالي مدة الحصص.
فمثلاً مادة الكيمياء للصف الثاني الثانوي أربع في الأسبوع أي 180 دقيقة، قد تقل إلى ثلاث حصص ولكن يزاد وقت الحصة ليتساوى مع الوقت الإجمالي وهكذا يقاس على بقية المواد العلمية.
نحن هنا يهمنا التطوير والتحديث ولكن يجب ألا نهمل آراء طلابنا فهم من يستقي المعلومة ويتقبلها ويعمل بها، فعلينا أن نتلقف مثل هذه الأفكار وننمي في أبنائنا حب المبادرة والمشاركة في العملية التعليمية للوصول إلى التميز في العمل التربوي.