الألماس
جمع الألماس يحوم حوله فئات كثيرة من البشر: المغامرين، والأثرياء، والتجار، ونجوم الفن، واللصوص، ورجال العصابات.. فلا شيء أغرب وأكثر غموضًا وأصعب ولوجًا من عالم تجارة الألماس.
يولد الألماس الطبيعي، وهو أغلى الأحجار الكريمة في العالم، من حادث عرضي ينشأ تحت الأرض، فهو عبارة عن نوع من الكربون الطبيعي يسمى «الجرافيت» ويتميز بليونته، وهشاشته، لكن قسوته أتت من سلسلة من العوامل الطبيعية المثيرة. ولاكتشاف سر تكوّن الألماس لابد من الوصول إلى عمق يبلغ مئات الكيلو مترات في جوف الأرض، ففي ذلك المكان يتعرض الكربون لضغط هائل ودرجة حرارة شديدة الارتفاع فتتحد ذراته بروابط متينة حيث تتبادل كل ذرة مع جارتها أربعة من إلكتروناتها الخارجية، ما يؤدي إلى استقرارها الغريب والنادر وتكّون حجر الألماس البلوري. ثم (وبسبب النشاط البركاني) تخرج الصهارة الألماسية مجتازة طبقات أرضية مختلفة يصل عمرها إلى 2.5 مليار عام، ويظهر الألماس على سطح الأرض، ولا يعود إلى شكله الأصلي، بل تبقى تلك البلورات الساحرة إلى ما شاء الله.
ويبحث المنقبون عن الألماس إما بالقرب من حمم البراكين المتصلبة أو في مجاري الأنهار التي تمر في مناطق البراكين. وعلى الرغم من صعوبة التنقيب ترى الباحثين عن الحجارة منكبين على عملهم المرهق، فالعثور على 0.20 غرام من الألماس الخام يحتاج إلى حفر حوالي 250 طنًا من الصخور! أما بالنسبة للألماس المستخرج من المناجم، فإن عشرين في المئة منه فقط يصلح للصياغة، ويتم تحويل الباقي إلى مسحوق لاستعماله في الصناعة.
ثمن الألماسة الطبيعية يساوي عشرة أضعاف ثمن الألماسة الاصطناعية من الشكل والحجم نفسيهما. والألماس الاصطناعي مهما بلغت درجة إتقانه لا يملك فرادة ولمعان وغموض الألماس الطبيعي المدهش
يتميز الألماس الاصطناعي بأنه يملك خصائص كيميائية مشابهة للألماس الطبيعي، فهو عبارة عن كربون مضغوط على درجات حرارة تصل إلى 1500 درجة مئوية وضغط يبلغ ستين طنًا في السنتيمتر المربع الواحد
..