ابن المقفع (106 - 142 هـ)(724 م ـ 759 م) هو أبو
محمد عبد الله مؤلف وكاتب من البصرة، تقول بعض المصادر إن والده كان من أصل
فارسي مجوسي لقب أبوه بالمقفع لأنه سرق مبلغا من المال من خزانة كان
مئتمنا عليه فعاقبه الحجاج بن يوسف بأن ضربه على يده بعصا من الحديد إلى أن
تقفعت يداه أي تورمت وإنتفخت. رافق الأزمات السياسية في زمن الدولتين
الأموية والعباسية.
درس الفارسية وتعلّم العربية في كتب الأدباء واشترك في سوق المربد. نقل من
البهلوية إلى العربية كليلة ودمنة. وله في الكتب المنقولة التي وصلت إلينا
الأدب الكبير والصغير والأدب الكبير فيه كلام عن السلطان وعلاقته بالرعية
وعلاقة الرعية به والأدب الصغير حول تهذيب النفس وترويضها على الأعمال
الصالحة ومن أعماله أيضاً مقدمة كليلة ودمنة.
اسمه هو عبد الله بن المقفع، فارسي الأصل، وُلِد في قرية بفارس اسمها (جور)
كان اسمه روزبة، وكنيته أبا عمرو، فلما أسلم تسمى بعبدالله وتكنى بأبى
محمد ولقب أبوه بالمقفع لأن الحجاج بن يوسف الثقفى عاقبه فضربه على يديه
حتى تقفعتا (أى تورمتا واعوجت أصابعهما ثم شلتا).
محتويات
=====================
[عدل]صفاته
اشتهر (عبد الله المقفع) بذكائه وكرمه وأخلاقه الحميدة ونستطيع أن نعرف عنه
صدقه من خلال كتاباته وحبه للأصدقاء حتى قال:"ابذل لصديقك دمك ومالك" وذات
مرة سُئل ابن المقفّع عن الأدب والأخلاق فقيل له: "من أدّبك"؟ فقال: "إذا
رأيت من غيري حسنا آتيه، وإن رأيت قبيحا أبَيْته". وقد اتهمه حساده بفساد
دينه، وربما كان الاتهام واحد من أسباب مقتله، ولا نجد في شيء من كتبه ما
يؤكد صدق هذا الاتهام.
جمع بين الثقافة العربية والفارسية واليونانية والهندية، فنال من كل هذه
الثقافات نصيبًا وافرًا من الفصاحة والبلاغة والأدب، ولا يخفى هذا الأثر
الطيِّب إذا تصفّحتَ مؤلفًا من مؤلفاته، فتنهال عليك الحكمة من بين الأسطر،
وتنعم بالأسلوب السلس، والذوق الرفيع
[عدل]سبب مقتله
في ظل الدولة العباسية اتصل ابن المقفّع بعيسى بن علي عم السفاح والمنصور
واستمر يعمل في خدمته حتى قتله سفيان بن معاوية والي البصرة من قبل
المنصور.
والأرجح أن سبب مقتله يعود إلى المبالغة في صيغة كتاب الأمان الذي وضعه ابن
المقفع ليوقّع عليه أبو جعفر المنصور، أماناً لعبد الله بن عليّ عم
المنصور. وكان ابن المقفع قد أفرط في الاحتياط عند كتابة هذا الميثاق بين
الرجلين (عبد الله بن علي والمنصور) حتى لا يجد المنصور منفذاً للإخلال
بعهده. ومما جاء في كتاب الأمان: إذا أخلّ المنصور بشرط من شروط الأمان
كانت "نساؤه طوالق، وكان الناس في حلّ من بيعته"، مما أغاظ المنصور فقال:
"أما من أحد يكفينيه"؟ وكان سفيان بن معاوية يبيّت لابن المقفع الحقد،
فطلبه، ولما حضر فيّده وأخذ يقطعه عضواً فعضواً ويرمي به في التنور ويكرهه
على أكل جسده مشويًا حتى مات.
[عدل]ابن المقفّع بين فكّي التاريخ
يحاول البعض غربلة
ابن المقفّع كقولهم إن مذهبه مجوسي من أتباع زرادشت، وانه لم يسلم إلا
للمحافظة على روحه وللتقرب إلى العباسيين، ويتّهمونه كذلك بالزندقة.
ولكنّ الحقيقة انه صاحب نفس شريفة، يقدّر الصداقة حق قدرها. وقد رأى
بالأصدقاء عماد الحياة ومرآة النفس، لذا نصح بالدقة في اختيار الأصدقاء.
وقد دافع عنه غير واحد من المؤرخين، ودحضوا عنه تهمة الزندقة، منهم وائل
حافظ خلف في تصديره لكتاب الأدب الصغير، وفي كتابه "خواطر حول كتاب كليلة
ودمنة"، حيث قال في الكتاب الأول : ((كان عبد الله بن المقفع مجوسيًّا من
أهل فارس، وكان يسمى روزبه بن داذويه، وأسلم على يد عيسى بن علي عم السفاح
والمنصور، وأطلقوا على أبيه : المقفع – بفتح الفاء - ؛ لأن الحجاج بن يوسف
الثقفي كان قد استعمله على الخراج، فخان، فعاقبه حتى تقفعت يداه. وقيل : بل
هو المقفع – بكسر الفاء - ؛ نُسب إلى بيع القفاع وهي من الجريد كالمقاطف
بلا آذان. وقد مات مقتولاً، واختلفوا في سبب مقتله والطريقة التي قُتل بها
وفي سنة وفاته أيضًا، ومهما يكن من أمر فإنا لا نسلم أبدًا لمن قال: إنه
قُتل على الزندقة ! واستدل بما أورده العلامة ابن كثير () في "البداية
والنهاية" [ (ج10/ ص78) ط/ مكتبة الصفا ] عن المهدي قال : ((ما وجد كتاب
زندقة إلا وأصله من ابن المقفع، ومطيع بن إياس، ويحيى بن زياد)) قالوا :
ونسي الجاحظ، وهو رابعهم !!)) ا.هـ ونقول: أما "فلانٌ" وأمثالُه مِنَ
الحَوَاقِّ فعسى، وأما ابن المقفع فلا ؛ فَكُتُبُهُ بين أيدينا تكاد تنطق
قائلة : ((وايم الله ! إنَّّ صاحبي لبريء مما نُسب إليه)) !. وليت شعري كيف
ساغ لفلان وفلان وفلان ممن ترجموا للرجل أن يجزموا بذلك، وكلهم قد صَفِرَت
يَدُهُ من البرهان؟ إنْ هي إلا تهمة تناقلوها بدون بيان. وقِدْمًا اتهموا
أبا العلاء المعري بذلك حتى قيض الله له مِن جهابذة المتأخرىن مَن أثبت
بالدليل الساطع والبرهان القاطع براءته. فتبصروا رحمكم الله ]]انتهى كلامه.
[1]
وكان ابن المقفّع صاحب علم واسع، وعرف الثقافة العربية والفارسية
واليونانية والهندية. وإذا كان ابن المقفّع اظهر عيوب النُّظُم الإدارية في
عصره وفضّل النظم الإدارية الفارسية، فالحقيقة إن العرب كانوا بعيدين عن
النظم الإدارية. فبعد قيام الدولة الإسلامية في عهد الرسول"صلى الله عليه
واله وسلم"، أخذ الفاروق عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" الكثير من النظم
الإدارية عن الفرس، واستطاع بهذا بناء دولة قوية. وكان لهذا أثره الكبير في
تطوّر الدولة العربية.
قتل ابن المقفّع وهو في مقتبل العمر، ولم يتجاوز السادسة والثلاثين عند
موته. إلا انه خلّف لنا من الآثار الكثيرة ما يشهد على سعة عقله وعبقريته،
وانه صاحب المدرسة الرائدة في النثر.
عرف ابن المقفع بكرهه للنساء وخوفه من مكائدهن وقد وصفهن بالطعام لاياكله
الإنسان الا إذا جاع والطعام سريع الفساد! وقد كان وسيم الملامح
مؤلفات
بعض مؤلفات ابن المقفّع نقل من الفارسية واليونانية والهندية. ومن مؤلفاته:
- الدرة الثمينة والجوهرة المكنونة.
- مزدك.
- باري ترمينياس.
- أنالوطيقا ـ تحليل القياس.7418415411
- أيين نامة ـ في عادات الفرس.
- التاج ـ في سيرة أنو شروان.
- أيساغوجي ـ المدخل.
-ميلية سامي ووشتاتي حسام وعمراني نوفل
- الأدب الصغير. نشره المرحوم العلامة طاهر الجزائري، ثم نُشر بتحقيق
العلامة أحمد زكي باشا سنة 1329 هـ == 1911 م، وصدر حديثًا بتحقيق الأستاذ
وائل حافظ خلف سنة 1432 هـ == 2011 م.
- رسالة الصحابة.
- كليلة ودمنة ـ نقله عن الهندية. (ترجمه)
_الادب الكبير
بقي ابن المقفّع وبقيت الكتب التي كتبها أو نقلها عن الفارسية أو الهندية والبنغالية أو اليونانية مرجعا لأنّ الكتب الأصلية ضاعت.
وقد ترك لنا ابن المقفّع الكثير من الكنوز رغم أنه لم يعمّر طويلا... لكنّ أدبه عمّر وسيعمِّر.
[عدل]أشهر اقواله
علينا أولا أن نشير إلى أن ابن المقفع قد نقل رهطا كبيرا من الحكم عن
الفارسية ومآثر العرب وكل ما وجده من أقوال ذات أثر عظيم في نفس البشر كحكم
الفلاسفة اليونان مثلا. ولابد على كل من يريد أن يقرأ حكم بليغ العرب أن
يرجع إلى كتبه المعروفة: كليلة ودمنة، الأدب الصغير والأدب الكبير، الدرة
اليتيمة ورسالة الصحابة. ولابأس أن نأتي لا تدري أيهما أصوبُ فانظر أيهُما
أقربُ إلى هواك فخالفه، فإن أكثر الصواب في خلاف الهوى. وليجتمع في قلبك
الافتقارُ إلى الناس والاستغناء عنهم، وليكن افتقارك إليهم في لين كلمتك
لهم، وحسن بشرك بهم. وليكن استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك، وبقاء عزك.
وقال: اعلم أن لسانك أداةٌ مُصلتةٌ، يتغالبُ عليه عقلُك وغضبُك وهواك
وجهلك. فكُل غالبٍ مستمتعٌ به، وصارفه في محبته، فإذا غلب عليه عقلك فهو
لك، وإن غلب عليه شيءٌ من أشباه ما سميتُ لك فهو لعدوك. فإن استطعتَ أن
تحتفظ به وتصونهُ فلا يكونَ إلا لك، ولا يستولي عليه أو يشاركك فيه عدوك،
فافعل.
وقال: إذا نابت أخاك إحدى النوائب من زوال نعمة أو نزول بلية، فاعلم أنك قد
ابتليتَ معه: إما بالمؤاساة فتشاركه في البلية، وإما بالخذلان فتحتملُ
العارَ فالتمس المخرجَ عند أشباه ذلك، وآثر مروءتك على ما سواها. فإن نزلت
الجائحةُ التي تأبى نفسك مشاركةَ أخيك فيها فأجمل، فلعلّ الإجمال يسعك،
لقلة الإجمال في الناس. وإذا أصاب أخاك فضلٌ فإنه ليس في دنوك منه،
وابتغائك مودته، وتواضعك له مذلةٌ. فاغتنم ذلك، واعمل به.
الكاتب بن باديس
عبد الحميد بن باديس
هو الإمام عبد الحميد بن باديس (1307-1358هجرية) الموافقة لـ (1889-1940)
من رجالات الإصلاح في الوطن العربي ورائد النهضة الإسلامية في الجزائر،
ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ المراجع غير ذات الاسم يجب أن
تمتلك محتوى[== نسبه وأسرته == عرفت الأسرة الباديسية منذ القدم بإنجابها
للعلماء والأمراء والسلاطين، ويكفي أن نشير إلى أنهم ينتمون إلى ما يقول
مؤلفا كتاب أعيان المغاربة المستشرقان Marthe et Edmond Gouvion والمنشور
بمطبعة فوناتانا في الجزائر 1920م, بأن ابن باديس ينتمي إلى بيت عريق في
العلم والسؤدد ينتهي نسبه في سلسلة متّصلة إلى بني باديس الذين جدّهم الأول
هو مناد بن مكنس الذي ظهرت علامات شرفه وسيطرته في وسط قبيلته في حدود
القرن الرابع الهجري، وأصل هذه القبيلة كما يقول المستشرقان من ملكانة أو
تلكانة وهي فرع من أمجاد القبيلة الصنهاجية "البربرية" المشهورة في المغرب
العربي. ومن رجالات هذه الأسرة المشهورين في التاريخ الذين كان الشيخ عبد
الحميد بن باديس يفتخر بهم:
المعز لدين الله بن باديس (حكم: 406-454هـ/1016-1062م) الذي قاوم البدعة
ونصر السنة وأعلن مذهب أهل السنة والجماعة مذهبًا للدولة، ثم مؤسس الدولة
الصنهاجية وابن الأمير باديس بن منصور والى إفريقيا والمغرب الأوسط (حكم:
373-386 هـ/984-996م) سليل الأمير "بلكين بن زيري بن مناد المكنى بأبي
الفتوح والملقب بسيف العزيز بالله الذي تولى الإمارة (361-373 هـ/971-984م)
إبان حكم الفاطمين.
في العهد العثماني برزت عدة شخصيات من بينها:
قاضـي قسنطينة الشهير أبو العباس احميدة بن باديس (توفى سنة 969 هـ/1561م)
الذي قال عنه شيخ الإسلام عبد الكريم الفكون : "هو من بيوتات قسنطينة
وأشرافها وممن وصلت إليه الريّاسة والقضاء والإمامة بجامع قصبتها، وخَلَفُ
سلف صالحين علماء حازوا قصب السبق في الدراية والمعرفة والولاية، وناهيك
بهم من دار صلاح وعلم وعمل".
أبو زكرياء يحيى بن باديس ابن الفقيه القاضي أبي العباس "كان حييا ذا خلق
حسن، كثير التواضع، سالم الصدر من نفاق أهل عصره، كثير القراءة لدلائل
الخيرات وذا تلاوة لكتاب الله".
الشيخ المفتي بركات بن باديس دفين مسجد سيدي قمّوش بقسنطينة في الفترة نفسها.
أبو عبد الله محمد بن باديس الذي قال عنه الشيخ الفكون: "كان يقرأ معنا على
الشيخ التواتي (محمد التواتي أصله من المغرب، كانت شهرته بقسنطينة، وبها
انتشر علمه. كانت له بالنحو دراية ومعرفة حتى لقب بسيبويه زمانه، وله معرفة
تامة بعلم القراءات) آخر أمره، وبعد ارتحاله استقل بالقراءة عليّا وهو من
موثّقي البلدة وممن يشار إليه".
الشيخ أحمد بن باديس الذي كان إماما بقسنطينة أيام الشيخ عبد الكريم الفكون خلال القرن الحادي عشر الهجري، السابع عشر الميلادي.
من أسلاف عبد الحميد المتأخرىن، جدّه لأبيه: الشيخ المكي بن باديس الذي كان
قاضيا مشهورا بمدينة قسنطينة وعضوا في المجلس العام وفي المجلس البلدي،
وقد احتل مقاما محترما لدى السكان بعد المساعدات المالية التي قدمها لهم
خاصة أثناء المجاعة التي حلت بالبلاد فيما بين 1862 – 1868م وانتخب إلى
الاستشارة في الجزائر العاصمة وباريس، وقد تقلّد وساما من يد نابليون
الثالث (كان رئيسا لفرنسا من 1848-1852م ثم إمبراطورا لها من 1852-1870م)،
وعمه احميدة بن باديس النائب الشهير عن مدينة قسنطينة أواخر القرن التاسع
عشر الميلادي الذي اشترك مع ثلاثة من زملائه النواب في عام 1891م في كتابة
عارضة دوّن فيها أنواع المظالم والاضطهادات التي أصبح يعانيها الشعب
الجزائري في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي من الإدارة الاستعمارية ومن
المستوطنين الأوروبيين الذين استحوذوا على الأراضي الخصبة سلبا من
الجزائريين وتركوهم للفقر والجوع، وقاموا بتقديمها إلى أحد أعضاء مجلس
الشيوخ الفرنسي الذي حضر إلى الجزائر من أجل البحث وتقصي الأحوال فيها كي
يقدمها بدوره إلى الحكومة الفرنسية وأعضاء البرلمان الفرنسي في باريس وذلك
بتاريخ 10 أبريل سنة 1891 أي بعد ولادة عبد الحميد بن باديس بحوالي ثلاثة
سنوات فقط.
هناك قسم من عائلة ابن باديس كانوا قادة كبار مع الأمير عبد القادر
الجزائري وأسرتهم المحتلون سنة 1263/1847 وأرسلوهم إلى فرنسا، وأودعتهم
بالسجن في باريس وقد تم الإفراج عنهم مع الأمير عبد القادر الجزائري في عام
1852م وتم نفيهم إلى بلاد الشام تحت رعاية الأمير عبد القادر الجزائري في
عدة مناطق في لبنان وفلسطين وسوريا والغالبية العظمى متواجدة في الأردن
بمنطقة اربد بالأغوار الشمالية
==مولد ونشاة ابن باديس هو عبد الحميد بن محمد المصطفى بن المكي بن محمد
كحّول بن الحاج علي النوري بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن بركات بن عبد
الرحمن بن باديس الصنهاجي. ولد بمدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، يوم
الأربعاء 11 ربيع الثاني 1307 هـ الموافق لـ5 ديسمبر 1889م على الساعة
الرابعة بعد الظهر، وسجل يوم الخميس 12 ربيع الثاني 1307هـ الموافق لـ 6
ديسمبر 1889م في سجلات الحالة المدنية.
كان عبد الحميد الابن الأكبر لوالديه، فأمه هي: السيدة زهيرة بنت محمد بن
عبد الجليل بن جلّول من أسرة مشهور بقسنطينة لمدة أربعة قرون على الأقل،
وعائلة "ابن جلّول من قبيلة "بني معاف" المشهورة في جبال الأوراس، انتقل
أحد أفرادها إلى قسنطينة في عهد الأتراك العثمانيين وهناك تزوج أميرة تركية
هي جدة الأسرة (ابن جلول). ولنسب هذه الإمرأة العريق، تزوجها محمد بن
مصطفى بن باديس (متوفى 1951) والد عبد الحميد. وكان والده مندوبا ماليا
وعضوا في المجلس الأعلى وباش آغا لشرفي الجزائر، ومستشارا بلديا بمدينة
قسنطينة ووشحت فرنسا صدره بوسام الشرف قالب:فرنسي، وقد احتل مكانة مرموقة
بين جماعة الأشراف وكان من ذوي الفضل والخلق الحميد ومن حفظة القرآن، ويعود
إليه الفضل في إنقاذ سكان منطقة واد الزناتي من الإبادة الجماعية سنة 1945
على إثر حوادث 8 ماي المشهورة، وقد اشتغل بالإضافة إلى ذلك بالفلاحة
والتجارة، وأثرى فيهما.
كان والده بارًا به يحبه ويتوسم فيه النباهة، فقد سهر على تربيته وتوجيهه
التوجيه الذي يتلاءم مع فطرته ومع تطلعات عائلته. عبد الحميد بن باديس نفسه
يعترف بفضل والده عليه منذ أن بصر النور وفقد قال ذلك في حفل ختم تفسير
القرآن سنة 1938 م، أمام حشد كبير من المدعوين ثم نشره في مجلة الشهاب: إن
الفضل يرجع أولاً إلى والدي الذي ربّاني تربية صالحة ووجهني وجهة صالحة،
ورضي لي العلم طريقة أتبعها ومشرباً أرده، وبراني كالسهم وحماني من المكاره
صغيراً وكبيراً، وكفاني كلف الحياة... فالأشكرنه بلساني ولسانكم ما وسعني
الشكر.».
أما اخوته الستة فهم: الزبير المدعو المولود والعربي وسليم وعبد الملك
ومحمود وعبد الحق، وأما أختاه فهما نفيسة والبتول، كان أخوه الزبير محاميا
وناشرا صحفيا في الصحيفة الناطقة بالفرنسية "صدى الأهالي" L'Echo Indigène
ما بين 1933م – 1934م. كما تتلمذ الأستاذ عبد الحق على يد أخيه الشيخ عبد
الحميد بالجامع الأخضر وحصل على الشهادة الأهلية في شهر جوان سنة 1940م على
يد الشيخ مبارك الميلي بعد وفاة الشيخ بن باديس بحوالي شهرين.
محمود السعدني
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
محمود السعدني (20 نوفمبر 1928 - 4 مايو 2010[1]) صحفي وكاتب مصري ساخر يعد
من رواد الكتابة الساخرة في الصحافة العربية، شارك في تحرير وتأسيس عدد
كبير من الصحف والمجلات العربية في مصر وخارجها، ترأس تحرير مجلة صباح
الخير المصرية في الستينات كما شارك في الحياة السياسية في عهد الرئيس جمال
عبد الناصر وسجن في عهد أنور السادات بعد إدانته بتهمة الاشتراك في محاولة
انقلابية.
أصدر وترأس تحرير مجلة 23 يوليو في منفاه في لندن، عاد إلى مصر من منفاه
الاختياري سنة 1982 بعد اغتيال السادات وأستقبله الرئيس مبارك، كانت له
علاقات بعدد من الحكام العرب مثل معمر القذافي وصدام حسين، اعتزل العمل
الصحفي والحياة العامة سنة 2006 بسبب المرض.
محتويات [اعرض]
[عدل]البدايات الأولى
ولد السعدني في منطقة الجيزة بالقاهرة الكبرى. عمل السعدني في بدايات حياته
الصحفيه في عدد من الجرائد والمجلات الصغيرة التي كانت تصدر في شارع محمد
علي بالقاهرة عمل بعدها في مجلة "الكشكول" التي كان يصدرها مأمون الشناوي
حتى إغلاقها. ثم عمل بالقطعه ببعض الجرائد مثل جريدة "المصري" لسان حال حزب
الوفد وعمل أيضاً في دار الهلال كما أصدر مع رسام الكاريكاتير طوغان مجلة
هزلية أغلقت بعد أعداد قليلة.
[عدل]فترة ثورة 1952
أيد السعدني الثورة، وعمل بعد الثورة في جريدة الجمهورية التي أصدرها مجلس
قيادة الثورة وكان رئيس مجلس إدارتها أنور السادات ورئيس تحريرها كامل
الشناوي. بعد تولي السادات منصب رئاسة البرلمان المصري، تم الاستغناء عن
خدمات محمود السعدني من جريدة الثورة أسوة بالعديد من زملائه منهم بيرم
التونسي وعبد الرحمن الخميسي.
عمل بعد ذلك في مجلة روز اليوسف الأسبوعيه مديرًا للتحرير عندما كان إحسان
عبد القدوس رئيس التحرير وكانت روز اليوسف حينها مجلة خاصة تملكها فاطمة
اليوسف والدة إحسان.
[عدل]زمن عبد الناصر
أثناء زيارة صحفية إلى سوريا قبيل الوحدة بين البلدين، طلب أعضاء الحزب
الشيوعي السوري من السعدني توصيل رسالة مغلقة للرئيس جمال عبد الناصر فقام
بتسليمها لأنور السادات دون أن يعلم محتواها. وكان في الرسالة تهديدا لعبد
الناصر، لذا تم إلقاء القبض عليه وسجن ما يقارب العامين أفرج عنه بعدها
فعاد ليعمل في روز اليوسف بعد أن أممت ثم وتولي رئاسة تحرير مجلة صباح
الخير.
انضم إلى التنظيم الطليعي وكان له في تلك الفترة نفوذ كبير.
[عدل]مراكز القوى
عقب وفاة عبدالناصر حدث صراع على السلطة بين الرئيس أنور السادات وعدد من
المسؤلين المحسوبين على التيار الناصري مثل شعراوي جمعه وسامي شرف ومحمود
فوزي وغيرهم. إنتهى الصراع باستقالة هؤلاء المسؤلين واعتقال السادات لهم
وتقديمهم للمحاكمة بتهمة محاولة الانقلاب وكان اسم محمود السعدني من ضمن
أسماء المشاركين في هذا الانقلاب وتمت محاكمته أما "محكمة الثورة" وأدين
وسجن.
كما يقول محمود السعدني فإن القذافي حاول التوسط له عند السادات إلا أن
السادات رفض وساطته وقال "أن السعدني قد أطلق النكات علىّ وعلى أهل بيتي
(زوجته جيهان السادات) ويجب أن يتم تأديبه ولكني لن أفرط في عقابه".
بعد قرابة العامين في السجن أفرج عن السعدني ولكن صدر قرار جمهوري بفصلة من
صباح الخير ومنعه من الكتابة بل ومنع ظهور اسمه في أي جريدة مصرية حتى في
صفحة الوفيات. بعد فترة قصير من المعاناة قرر السعدني مغادرة مصر والعمل في
الخارج.
[عدل]السعدني في المنفى
غادر السعدني مصر متوجهاً إلى بيروت حيث استطاع الكتابة بصعوبة في جريدة
السفير وبأجر يقل عن راتب صحفي مبتدئ، والسبب في صعوبة حصوله على فرصة عمل
هو خوف أصحاب الدور الصحفية البيروتية من غضب السادات. قبل أندلاع الحرب
الأهلية غادر السعدني إلى ليبيا للقاء القذافي والذي عرض عليه إنشاء جريدة
أو مجلة له في بيروت إلا أن السعدني رفض ذلك خوفاً من اغتياله على يد تجار
الصحف اللبنانيين والذين سيرفضون بالتأكيد هذا الوافد الجديد والذي سيعد
تهديداً لتجارتهم الرائجة.
أثناء الحوار وبدون قصد، سخر السعدني من جريدة القذافي الأثيرة "الفجر
الجديد" ونعتها بالـ"الفقر الجديد" عندما عرض عليه القذافي الكتابة فيها
وانتهى لقائه معه بدون نتيجة. ولم يبد القذافي حماساً كبيراً لإصدار مجلة
23 يوليو التي إقترح السعدني إصدارها في لندن بل سخر من فكرة إصدارها هناك
كما لم يرق له إصدار مجلة ساخرة.
[عدل]في أبو ظبي
في عام 1976 وصل السعدني إلى أبوظبي للعمل كمسئول عن المسرح المدرسي في
وزارة التربية والتعليم في الإمارات، ويبدو أنه لم ترق له الفكرة، لذا قبل
بالعرض الذي تقدم به عبيد المزروعي وهو إدارة تحرير جريدة الفجر
الإماراتيه.
كان العرض مقامرة سياسية جازف بها عبيد المزروعي بخاصة وان السعدني وضع
شروطا مهنية قاسية أهمها عدم التدخل في عمله وهو الشرط الذي يبدو أنه تسبب
بعد أقل من أربعة أشهر بمصادرة أحد أعداد جريدة الفجر من الأسواق بسبب
مانشيت أغضب السفارة الإيرانية في أبوظبي وكان إيران يومها تطالب بالإمارات
كلها وتعتبرها من "ملحقيات إيران". لذا لم تغفر سفارة إيران للسعدني رفعه
شعار (جريدة الفجر جريدة العرب في الخليج العربي) وطالبت السفارة الإيرانية
صراحة حذف صفة "العربي" عن الخليج لانه (خليج فارسي) كما يقولون.
تعاقد محمود السعدني مع منير عامر من مجلة "صباح الخير" القاهرية، ليتولى
وظيفة سكرتير التحرير وليدخل إلى صحافة الإمارات مدرسة صحافية مصرية جديدة
هي "مدرسة روزاليوسف" بكل ما تتميز به من نقد مباشر وتركيز على الهوية
القومية والابتعاد قدر الإمكان عن التأثير المباشر للحاكم وصانع القرار.
[عدل]حائر في الخليج العربي
بعد ضغوط إيرانية على حكومة الإمارت أضطر السعدني إلى مغادرة أبوظبي إلى
الكويت حيث عمل في جريدة السياسة الكويتية مع الصحفي أحمد الجار الله ولكن
تلك الضغوط لاحقته هناك أيضاً فغادر إلى العراق ليواجه ضغوط من نوع جديد،
وهي ممارسات الموظفين العراقيين المسؤولين في مكتب مصر بالمخابرات العراقية
الذين مارسوا ضغوطاً كبيرة عليه لإخضاعه فكان قراره بعد لقاء مع نائب
الرئيس العرقي في ذلك الوقت صدام حسن بمغادرة العراق إلى لندن.
[عدل]مجلة 23 يوليو
بتمويل غير معلن من حاكم الشارقة الحالي، تمكن السعدني بالاشتراك مع محمود
نور الدين (ضابط المخابرات المصري المنشق على السادات) والكاتب الصحفي فهمي
حسين (مدير تحرير روز اليوسف الأسبق ورئيس تحرير وكالة الأنباء
الفلسطينية) وفنان الكاريكاتير صلاح الليثي وآخرين من إصدار مجلة 23 يوليو
في لندن (وكانت أول مجلة عربية تصدر هناك) والتي حققت نجاحاً كبيراً في
الوطن العربي وكانت تهرب إلى مصر سراً. إلتزمت المجلة بالخط الناصري وكان
السعدني يتوقع أن تلقى المجلة دعماً من الأنظمة العربية الرسمية إلا أن ذلك
لم يحدث، وحوصرت المجلة مالياً من أنظمة دول ترفع شعارات عروبية مثل
العراق وليبيا وسوريا، وعلى حد تعبير السعدني "كان يجب على أن أرفع أي شعار
إلا 23 يوليو لأحظى بالدعم".
إنهارت 23 يوليو وتوقفت عن الصدور، وعاد السعدني وحيداً يجتر أحزانه في
لندن إلى أن اغتيل أنور السادات في حادث المنصة الشهير في 6 أكتوبر 1981م.
العودة الى مصر
عاد السعدني إلى مصر بعد اغتيال السادات بفترة وأستقبله الرئيس مبارك في
القصر الجمهوري بمصر الجديدة ليطوي بذلك صفحة طويلة من الصراع مع النظام في
مصر.
مذكرات السعدني - الولد الشقي
تعتبر من أروع ما كتب في أدب السيرة الذاتية في الأدب العربي، وقد كتبها في
سلسلة من الكتب (من نهاية الستينات وحتى منتصف التسعينات) وحملت عناوين:
الولد الشقي ج1 : قصة طفولته وصباه في الجيزة
الولد الشقي ج2 : قصة بداياته مع الصحافة
الولد الشقي في السجن : صور متنوعه عن شخصيات عرفها في السجن
الولد الشقي في المنفى : قصة منفاه بالكامل
الطريق إلى زمش : ذكرياته عن الفترات التي قضاها في السجون في عهدي عبد الناصر والسادات
كتب أخرى للسعدني
السعدني حكاء عظيم ويمتاز بخفة ظلة كما أن تجربته في الحياة ثرية للغاية وله العديد من الكتب التي تناولت مواضيع متنوعه منها:
مسافر على الرصيف: صور متنوعه عن بعض الشخصيات الأدبية والفنية التي عرفها
ملاعيب الولد الشقي: مذكرات ساخرة
السعلوكي في بلاد الإفريكي: رحلات إلى إفريقيا
الموكوس في بلد الفلوس: رحلة إلى لندن
وداعاً للطواجن: مجموعة مقالات ساخرة
رحلات أبن عطوطه: رحلات متنوعه
أمريكا يا ويكا: رحلة إلى أمريكا
مصر من تاني: مجموعة مقالات عن تاريخ مصر
عزبة بنايوتي: مسرحية
قهوة كتكوت: رواية
تمام يا فندم: مجموعة من المقالات المجمعة في كتاب
المضحكون : وصف لبعض الشخصيات الكوميدية في السينما المصرية
حمار من الشرق : وصف ساخر للوطن العربي
عودة الحمار : الجزء الثاني من " حمار من الشرق "
بالطول والعرض رحلة إلى بلاد الخواجات[بحاجة لمصدر]
وفاته
توفي السعدني—يوم الثلاثاء 4 مايو 2010 عن عمر يناهز 82 عاماً إثر أزمة قلبية حادة